Tuesday, April 14, 2015

الشيخ المهندس صباح الناصر سعود الصباح .. راحوا الطيبين


راحوا الطيبين


كان رحمه الله دمث الأخلاق، خفيف الظل، طيب النفس والروح.. لا يرد أحداً.. عهدته وكيلاً لوزارة الدفاع الكويتية  يحترم الصغير والكبير ، عملت معه عن قرب في برنامج "تواصل" الذي كانت تنظمه وزارة الدفاع الكويتية منذ عام 2007  واستمر حتى ترك الوزارة رحمه الله في عام 2010 على ما أذكر، والله تعجز الكلمات عن وصف أخلاقه فقد كان رحمه الله آخر جيل الطيبين فرغم انه يجامل هذا وذاك لكنه لا يتوارى عن قول كلمة الحق بل ويجاهر بها حتى يعود الحق لأصحابه، كان يتبنى كل فكرة ومن أي أحد كان مسؤولاً أو موظفاً طالما في الفكرة ابداع وفائدة، كان طويل الصمت يستمع للناس أكثر مما يتحدث إليهم، ماذا أقول عن مناقبه وصفاته ..  في أحد المرات كان يحضر إحدى  اجتماعات برنامج "تواصل" مستشار مصري  وقال المستشار كلمة في سياق حوار "كل شيء تمام" فمازحه الشيخ صباح الناصر قائلاً : "كل شيء عندكم  يا مصريين.. تمام يافندم".. فعلا راحوا الطيبين أمثال الشيخ صباح الناصر حمه الله وغفر له..  فقد عاش متواضعاً حميداً ومات حميداً.. وخلف وراءه سمعة حسنة وذكرى طيبة.


حديث مشترك مع الشيخ صباح الناصر عقب انتهاء برنامج تواصل

Sunday, February 23, 2014

تقرير أسامة ابوالخير حول الواقع السياسي في الكويت




قمة "الخليجي" سكبت الماء على النار المتقدة تحت الرماد محليا واقليمياً

  "المجلس" باقِ والإنجازات آتية.. رغم محاولات التعكير

  تقرير حول واقع العمل السياسي في الكويت أعده/ أسامة ابوالخير


 
   بعد أن أفل نجم رئيس مجلس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد عقب تشكيله لسبع حكومات متعاقبه في الفترة من 7 فبراير 2006 إلى 28 نوفمبر 2011، وصفت من قبل المعارضه بـ "الفاشلة"، ووقوع سموه تحت لهيب نار خصومه السياسيين الرافضين ليس فقط لسياسته في إدارة حكوماته واختيار وزرائه وإنما لشخصه، وتجسدت هذه العداوة من قبل نواب إسلاميين، وكتلة العمل الشعبي بزعامة رئيسها رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون، وناطقها الرسمي النائب السابق مسلم البراك، من خلال تقديمهم لسلسلة متلاحقة من الاستجوابات لسموه بصفته وشخصه اضطر معها إلى صعود المنصة ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الحياة السياسية بالبلاد، فضلاً عن ملاحقة وزرائة أيضاً بالاستجوابات واحد تلو الآخر، وبسبب هذه الصراعات المتتابعة حل مجلس الأمة أربع مرات (2006، 2008، 2009، 2012)، هذا الاحتقان النيابي الحكومي زامنه حراك شعبي خرج في مسيرات متباينة إحداها يطالب برحيل المحمد، والأخرى تطالب ببقائه حتى كانت الضربه القاسمة في 16 نوفمبر 2011 مع حادثة اقتحاب نواب سابقين وشباب لمبنى مجلس الأمة ودخولهم قاعة عبدالله السالم - ليلا- عنوة رغم أنف الحرس "العسكري" الواقف على بواباته فيما عرف وقتها بـ "الأربعاء الأسود" واعتصامهم داخله نصرة لمطالبهم! – على حد تعبيرهم- حيث سجل الحدث سابقة في تاريخ الكويت بعدها اتسع صدى الخلاف حتى وصل إلى مسامع دول مجلس التعاون وتحديداً المملكة العربية السعودية، لاسيما وأن هذه الأحداث تزامنت مع ما يعرف بـ "الربيع العربي" ووجود قوات درع الجزيرة في مملكة البحرين للدفاع عن السلطة الحاكمة هناك ضد الشغب الحاصل وقئذ، ومن ثم بدأت السعودية بالتحرك سياسياً عبر القنوات الشرعية إلى المطالبة بإزاحة سمو الشيخ ناصر المحمد عن رئاسة الوزراء لامتصاص حالة الاحتقان السياسي والغضب الشعبي القائم آنذاك في البلاد، وبالفعل لم تمر سوى أيام على هذا الحدث حتى قدمت حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد استقالتها الأخيرة في 28 نوفمبر 2011، ليكون خلفه سمو الشيخ جابر المبارك الصباح. حادثة "الأربعاء الأسود" التي تحولت إلى قضية جنائية استمرت في ساحة محكمة الجنايات قرابة العامين حتى حكم فيها يوم 9 ديسمبر الجاري، ووسط دعوات إلى طي هذه الصفحة والالتفات إلى المستقبل برأت المحكمة جميع المتهمين في القضية وعددهم 70 مواطناً بينهم تسعة نواب سابقين، في حكم وصفه كثيرون بـ "التاريخي" لأنهم رأوا أن هيئة المحكمة برئاسة المستشار هشام عبدالله غلبت روح القانون في حيثيات حكمها على نصه فقد جاء في هذه الحيثيات أن "المتهمين أصحاب رأي، ونفوسهم ليست كنفوس المجرمين، ولم يقصد أي منهم الاعتداء أو الإيذاء أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة، كما لم يثبت للمحكمة إطلاقاً أن أياً منهم يعتنق رأياً منحرفاً". أما الأمر الذي يمكن وصفه بـ"المستفز" هو تصريح النائب السابق مسلم البراك عقب صدور حكم محكمة الجنايات ونحن الآن على مشارف العام 2014، الذي جاء فيه "لن نخضع حتى نأتي برئيس حكومة منتخبة يعيد بناء الكويت، ولا يوجد تغيير من دون تضحيات"، وهو ما دعى النائب عدنان عبدالصمد إلى القول بأن حكم البراءة "لا يزال في الدرجة الأولى"، متوقعا استئنافه ثم تمييزه. استطيع أن أجزم أن تصريح النائب السابق البراك لم يجانبه الصواب، لا سيما بعد صعود وزير الدفاع الأسبق سمو الشيخ جابر المبارك إلى كرسي رئاسة الوزراء، وبزوغ نجم النائب مرزوق الغانم، وصعوده كرسي رئاسة مجلس الأمة بدعم حكومي ضد منافسه النائب علي الراشد، ليسير على نهج خاله رئيس مجلس الأمة الأسبق جاسم الخرافي، الذي غاب عن قاعة عبدالله السالم لكنه لم يغب عن المشهد السياسي في البلاد، الغانم الذي جاء محمولاً على باراشوت ممهدة أجواؤه إلى طريق الرئاسة في انتحابات يوليو من العام الحالي بواقع 36 صوتا رفعوه على الكرسي الأخضر، أتى وهو يحمل بين عينيه أجنده واضحة معالمها وأولوياتها في آن واحد، أما عن الأولى فهو بدء عهد جديد من التعاون المشترك والجاد بين رئاستي الأمة والوزراء وهو ما يدلل عليه تصريحه الشهير " نحن نؤكد أن المحورين لم يتم شطبهما، وما حدث هو الزام المستجوب بالدستور واللائحة، ويبقى أن نعرب عن فخرنا كمجلس بأننا أسسنا سنة جديدة وحميدة تقوم الاعوجاج السابق"، وذلك عقب اتهامه أخيراً من قبل النائبة صفاء الهاشم بتدخله لشطب محوري استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء، الذي كان مقدما من النائب رياض العدساني. أما عن أولوية أجندة الغانم التي كشف عنها في معركة الرئاسة وفور تصويت أعضاء مجلس الأمة له كرئيس، تبنيه للملف الإسكاني فيما تأرجحت أولويات الحكومة بين هذا الملف ومواصلة خطة التنمية الشاملة لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري اقليمي، غير أن الحكومة حسمت أمرها أخيراً لتحدد أولويتها انسجاماً مع رؤية الغانم،عقب الجلسة الماراثونية لمناقشة استجوابي سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ووزير الصحة الشيخ محمد العبدالله، اللذين انتهيا بالتصويت على شطب محوري اسجواب الأول بأغلبية أعضاء المجلس، ونيل العبدالله ثقة الأعضاء في الاستجواب المقدم من النائب حسين القويعان، الذي نجح في جمع عشرة أصوات لطرح الثقة في الوزير لكنه لم يفلح بعد التحرك الحكومي داخل وخارج قاعة عبدالله السالم. أما استجواب وزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية الدكتورة رولا دشتي والمقدم من النائب خليل عبدالله، فقد صعدت الوزيرة المنصة في جلسة 26 نوفمبر الماضي وفندت محاور الاستجواب لكشف الحقائق وتصحيح المفاهيم الملتبسة حول برنامج عمل الحكومة والملف التنموي وأوضاع الموظفين في الأمانة العامة للتخطيط، لكنا لا نزال ننتظر جلسة 24 من الشهر الجاري بعد أن أعلن النائب المستجوب أنه نجح في جمع 28 صوتاً لطرح الثقة في الوزيرة دشتي، وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: هل ستكون وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية كبش الفداء لتفادي الخطر النيابي الذي تراه الحكومة معرقلاً لمسيرتها، لاسيما وأنه لم يكد يمر يومان على شطب استجواب سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك في الثاني عشر من نوفمبر الماضي حتى عاجلت النائب صفاء الهاشم بتقديم صحيفتي استجواب احداهما لرئيس مجلس الوزراء، والأخرى للوزيرة رولا دشتي. ما يحدث الآن من توجيه ضربات متلاحقة، وتجديد حالة الاحتقان السياسي في البلاد عبر تقديم سلسلة من الاستجوابات لرئيس الحكومة ووزرائه، أمر يدعو للقلق، وهو ما يؤكده واقع جلسة 26 نوفمبر الماضي التي شهدت مناقشة خمسة استجوابات وتأجيل السادس، التي كانت جميعها مدرجة على جدول أعمال الجلسة، فقد أكد سمو رئيس الوزراء جاهزيته لصعود المنصة وتفنيد الاستجوابين طالبا ضم الاستجواب – الثاني- المقدم من النائب رياض العدساني لسموه مع الاستجواب المقدم من النائب صفاء الهاشم حيث وافق المجلس على طلب سموه، كما أكد وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان سالم الأذينة جاهزيته لمناقشة الاستجواب المقدم من النائب رياض العدساني، بينما طلبت الحكومة تأجيل نظر الاستجواب المقدم له من النائبين عبدالله التميمي وفيصل الدويسان للوزير الأذينة إلى جلسة 24 الجاري. في ظل تزاحم هذه الاستجوابات ينبغي ألا ننسى الاستجواب الذي قدمه النائب حماد العازمي إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ذكرى الرشيدي، الذي يشتمل على ثلاثة محاور تتعلق بمخالفات قال عنها النائب في قطاعات العمل والتعاونيات ودور الرعاية. هل الغاية المرجاه من هذه الاستجوابات هو مجرد صعود سمو الشيخ جابر المبارك وأعضاء حكومته المنصة؟ لاسيما وهو من وجه تعليماته لوزرائه في مواجهة الاستجوابات المقدمة لهم بقوله "صعود المنصة أو الاستقالة"، أم أن الأمر استهداف مباشر لسموه ومحاسبة نيابية على تصريحات سابقة أطلقها عقب زيارة وفد صندوق النقد الدولي للبلاد في اكتوبر الماضي بأن " دولة الرفاه التي تعودها الكويتيون لن تستمر طويلا"، فقد اعتبر سياسيون واقتصاديون هذا التصريح هو بمثابة التحذير الأقوى من نوعه، من مسؤول بحجم رئيس الوزراء، من خطورة استمرار نمط الإنفاق الاستهلاكي. ولا يخفى أن هذا التحذير الحكومي ألقي بتبعاته وأحدث حالة من اللغط دفعت القواعد الانتخابية إلى تحريك نوابها لشن هجوم مضاد على سمو رئيس الوزراء وحكومته وكان للوزيرة دشتي نصيب الأسد لاسيما بعد تصريحها هي أيضاً عن "انعدام الرفاه" وهو ما اعتبره غير نائب "اتهام مباشر للكويتيين" من وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية، وسعى لفرض الرسوم على الشعب بدلا من أن تتحدث عن الهدر الحكومي وسوء الإدارة!. ربما هذه الضغوط الشعبية دفعت الحكومة إلى "التهدئة" ممثلة في شخص وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان، سالم الأذينة في ختام تفنيده لمحاور الاستجواب المقدم له من النائب رياض العدساني في جلسة 26 نوفمبر الماضي بشأن القضية الإسكانية وارتفاع أسعار الأراضي في البلاد إلى قوله "اتعهد أمام الشعب الكويتي بأنني سأقوم بمسؤولياتي وسوف التزم بالجداول الزمنية" بشأن مواعيد البدء وتسليم الوحدات السكنية لمستحقيها من المواطنيين. وقد أعقب هذا التعهد أن أجرت لجنة الشؤون الإسكانية البرلمانية تعديلات عدة على المشروع الحكومي بشأن هيئة المدن الإسكانية وقد قبلت الحكومة هذه التعديلات لمباشرة العمل في المشروعات الإسكانية المتوقفة، مقابل أن تقر اللجنة البرلمانية مقترحاً يقضي بإلغاء الرقابة المسبقة على المشاريع الإسكانية وهو ما فعلته اللجنة قبل انعقاد جلسة مجلس الأمة الخاصة بمناقشة القضية الإسكانية الخميس الماضي، التي انتهت بتمسك مجلس الأمة بالرقابة المسبقة على المشاريع الإسكانية، حيث لاقى عرض الوزير الأذينة لحل "القضية" رفضاً وخلافاً نيابياً شديداً، رغم تأكيده جدية الحكومة في توزيع 35 ألف بيت خلال 3 سنوات وهو ما دفع الرئيس مرزوق الغانم إلى التأكيد في ختام الجلسة الخاصة على أن ما طرحه الوزير الأذينة، ليس في مستوى الطموح، معتبراً أن مجلس الأمة دشن الخطوة الأولى لحل القضية الإسكانية وعلى الحكومة أن تبادر بالخطوة الثانية. لاشك في أن هذا التناغم الحاصل على مستوى الرئاستين (البرلمان والحكومة) ثمة من يريد تعكير أجوائه، وهو ما يشير إليه تداخل أطراف مشتركة تضم نواب سابقين وشيوخ من الأسرة لـ " خلخلة الاستقرار الحكومي وصولا إلى الانتخابات النيابية!"، وقد تشهد الساحة السياسية في المنظور القريب تطوراً دراماتيكيا غير متوقع لاسيما بعد حصول نواب "الاقتحام" السابقين على البراءة أخيراً، وتجدد الرغبة لديهم للمشاركة في انتخابات مجلس الأمة بعد أن قاطعوها في عامي 2012 و2013، وهو ما تشير إليه التصريحات التي تميل نبرتها إلى العدائية وما يشبه محاولة أخذ الثار على اعتبار أن المجلس ورئاسته انتزعا منهم، وسوف يسعوا مجدداً إلى إثارة الحراك الشعبي عبر سلسلة من الندوات لحشد قواعدهم الانتخابية من ناحية ومحاولة "خلخلة" العلاقة بين رئاستي الأمة والوزراء، من ناحية أخرى وهو ما يجب ان ينتبه إليه في القادم من الأيام. كذلك فإن قول النائب علي الراشد، أخيراً إن "الانتخابات في فبراير المقبل" في إشارة إلى اقتراب موعد حكم المحكمة الدستورية بشأن الدعوى المرفوعة ببطلان المجلس الحالي، أعقبه رد الرئيس مرزوق الغانم بأن "المجلس مستمر والإنجازات آتية". الشأن الداخلي للكويت هو جزأ لا يتجزأ من شأنها الخارجي وهو ما أكده واقع الحال في محنة الغزو العراقي التي سبقها حراك نيابي داخلي عرف وقتها بـ "ديوانيات الأثنين"، وكذلك هو ما أكدته مجريات الأحداث الداخلية تزامنا مع ثورات الربيع العربي وما أحدثه هذا الحراك النيابي من انقسامات شعبية داخلية تركت أصداءاً دولية دفعت السعودية إلى التدخل للتهدئة كما أسلفنا. فرغم الهدوء النسبي الحالي على المستوى الداخلي فإن القيادة الكويتية تقود في مقابلة حراكاً عربياً قوياً يتناسب وحدث التقارب الأميركي- الإيراني أخيراً، فبينما استضافت الكويت وقائع القمة العربية الافريقية الثالثة خلال الفترة من 18-20 نوفمبر من العام الحالي، وذلك بمشاركة 34 رئيس دولة ووفود من 71 دولة، تعهد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمنح قروض ميسرَة للقارة الأفريقية بقيمة مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، فضلا عن ضخ استثمارات بالدول الأفريقية بالمبلغ نفسه، وذلك في إطار تعاون مع البنك الدولي ومؤسسات دولية أخرى، حيث بحثت القمة إمكانية إنشاء سوق عربية افريقية مشتركة وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات والأمن الغذائي، فضلا عن قضايا سياسية. كما نجحت الكويت أخيراً مرتين في احتواء أزمة السعودية – قطر من ناحية، وأزمة سلطنة عمان الرافضة لفكرة الانتقال من مرحلة التعاون إلى "الاتحاد" الخليجي من ناحية أخرى وذلك عشية استضافت الكويت قمة مجلس التعاون الخليجي خلال يومي 10 و11 من الشهر الجاري، حيث أوصى البيان الختامي للقمة إلى استكمال دراسة موضوع "الاتحاد" الذي كادت بسببه تنسحب عٌمان من المجلس الخليجي. كما أن الاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة (5+1) مع ايران في جنيف دفع قادة الخليج إلى الاتفاق على إنشاء ما يعرف بالقيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس على أن يكون مقره في الرياض وبرئاسة سعودية، ويأتي هذا الاتفاق مكملاً لقوات درع الجزيرة التي لعبت دوراً عسكرياً في الحفاظ على استقرار النظام الحاكم في البحرين، ولم يكتف قادة التعاون بذلك بل طالبوا ايران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج واحترام سيادة دول المنطقة والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. وجاء ترحيب البيان الختامي بمطالبة السعودية بإصلاح مجلس الأمن، وبتنفيذ العراق للقرارات الدولية بشأن صيانة العلاقات الحدودية؛ مكملاً لمطالبة دول التعاون بالمشاركة في مفاوضات ايران مع الدول الكبرى ( اميركا، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا، بالإضافة إلى المانيا) حول ملفها النووي، وهو ما دفع مسؤول ايراني إلى القول إن "دول الخليج ليس لها ثقل كي تشارك في هذه المفاوضات"، معتبراً طلب مشاركتها "وقاحة"!

Wednesday, June 5, 2013

صور وذكريات




حديث الذكريات

"هناك قاعدة في الحب تقول: "حبيب حبيبي.. حبيبي
وهذه القاعدة يؤخذ بها في كثير من الأمور والمواقف
في حياتنا اليومية لكن كما هو معروف فإن لكل قاعدة استثناء
المهم هو أن نحيا بالحب الذي يجب أن نرويه بماء الإخلاص







Wednesday, October 24, 2012

محمد فوزي.. الفنان والاقتصادي

 "كتب رسالة إلى جمهوره قبل وفاته: "الموت علينا حق

محمد فوزى فنان بدرجة اقتصادي فقدناه للأبد 


ولد في 28 أغسطس 1918 وتوفي في 20 أكتوبر 1966

 
•المطرب الأخف دمًا فى تاريخ السينما المصرية
•أول من غنى للأطفال
•أسَّس أول مصنع لإنتاج الأسطوانات الموسيقية فى الشرق الأوسط
•أمَّمه "عبدالناصر" عام 1961 وعيّنه مديرًا للمصنع بـ 100 جنيه


نقلاً عن موقع صدى البلد الإخباري

ربما يكون من أهم مطربى الأغنية المصرية الخفيفة إطلاقاً، ولعله أول من غنى لأعياد الميلاد وللأطفال، ولأول أغنية دون موسيقى مُصاحبة ، ويرجح أنه المطرب الأخف دمًا فى تاريخ السينما المصرية، أما حياته الشخصية فمن المحتمل أن تكون الأكثر إثارة لاهتمام أهل النميمة، ولكن محمد فوزى سيكون حتماً واحدًا من أهم الشخصيات المؤثرة فنياً فى العالم العربى، كمطرب ومحلن، وممثل، ومنتج وإنسان أيضاً.

لم يكن قدوم محمد فوزى من طنطا إلى القاهرة فى اواخر الثلاثينيات أشبه بقدوم ريفى ساذج يحمل قدراً من الموهبة فى الغناء، متمنياً لفت الانتباه ولو لفترة قصيرة من الوقت، فلقد كان فوزى مهموماً بأن يكون طيلة الوقت متورطاًَ فى "مشروع" فنى تتضح معالمه رودياً مع كل خظوة جديدة فى حياته، بداية من تطوير العديد من القوالب الغنائية التقليدية بالأغنية المصرية، و ذلك بطابع خاص ومختلف تماماً عن مشروعات عبد الوهاب، و القصبجى الحثيثة فى هذا المجال،

مروراً بتجربته السينمائية التى لا تزال هى الأنضج بين كل مطربى السينما حتى الآن، ثم تأسيسه لشركة الإنتاج السينمائى أسهمت فى خروج ثانى فيلم مصرى ملون إلى النور جعلت من مشروعه السينمائى مكتملاً فى خطوة لم يقدم عليها أبناء السينما المنتمون إليها لعقود عدة. ليتبقى أمام فوزى الحلم الأكبر الذى لازمه منذ بداياته الفنية الأولى، و هو إنشاء مصنع اسطوانات مصرى فى واحدة من اهم الخطوات الاستقلالية لفنان مصرى خلال تلك الفترة.

كل ما كان ينتظره فوزى هى اللحظة المناسبة لإطلاق مشروعه الكبير، تماماً مثل حبيب ينتظر التوقيت المناسب لإهداء محبوبته هديتها الذهبية، و كان له ما أراد عام 1958، بإلإقدام على تأسيس "مصرفون"، أول مصنع لإنتاج الاسطوانات فى الشرق الأوسط، و برأس مال مصرى، فيما اعتبر كسراً حاسماً لسوق أحتكرته الشركات الأجنبية بالكامل، و الذى كان قفزة نوعية ليس فقط على المستوى الفنى او التقنى، ولكن أيضاً على المستوى الإقتصادى، موفراً حجم كبير من العملة الصعبة كانت تدفع سنوياً لصالح الشركات الأجنبية، بل و محققاً لمعادلة صعبة كانت مستحيلة آنذاك و ذلك بإنتاج اسطوانة ثمنها 35 قرشاً غير قابلة للكسر، و تحمل أكثر من أغنية، و هو ما كان يعتبر ضربة موجعة للإسطوانات الأجنبية بثمنها الذى يصل إلى 90 قرشاً قابلة للكسر، ولا تحمل سوى أغنية وحيدة!!

ولعل فوزى راهن بالكثير من أجل تثبيت هذا المشروع الطموح على قدميه خلال سنواته الأولى، مقرراً إعتزال التمثيل فى وقت مبكر حتى يتسنى له التفرغ تماماً لإدارة المشروع، على أمل التوسع فى إنتاج شركته التى كانت تحظى بسمعة ذهبية فى مصر و الشرق الأوسط، خاصة فى ظل تميزها بإنتاج أفضل ما انتجته فترة اواخر الخمسينات من حصاد غنائى برفقة أصوات مثل أم كلثوم و نجاة الصغيرة و محمد فوزى بطبيعة الحال.

إلا أن مشروع فوزى الخاص كفنان وإقتصادى أيضاً كان بالحجم و التفرد الذى دفع الحكومة المصرية إلى تأميمه عام 1961، فى الوقت الذى تم فيه تعيين فوزى مديراً للمصنع فقط براتب شهرى قدره 100 جنيه، لتجلس أحلامه كلها حلمه خلف مكتب ادارى، فى مبرر منطقى للأوجاع النفسية و الجسدية التى تفاقمت إلى مرض سرطان العظام الذى أمتص جسده إلى أن وصل وزنه إلى 35 كليو جرام فقط، حتى يوم وفاته فى 20 أكتوبر من عام 1966.

يوم 28 أغسطس 1918 ولد محمد فوزى ابن عبدالعال الحو فى قرية كفر أبو جندى بمدينة طنطا بمحافظة الغربي 1931 نال محمد فوزى شهادته الإبتدائية من مدرسة طنطا الإبتدائية، و كان قد تعلم فى ذلك الوقت أصول الموسيقى و قواعدها و كتابة النوتة الموسيقية على يد عسكرى المطافئ محمد الخربتلى، الذى كان يصحبه معه للغناء فى الموالد فى 1938.

سافر فوزى من طنطا إلى القاهرة وحده بعد أن رفض والده إتجاهه للفن ، واضطربت حياته لفترة ليضطر للعمل فى فرقة بديعة مصابنى ثم فرقة فاطمة رشدى، قبل أن يلتحق بالفرقة القومية "المسرح القومى حالياً عام 1943تزوج محمد فوزى من زوجته الأولى هداية، و التى أنجب منها ثلاثة أبناء نبيل و سمير ومنير ، و استمر زواجهما طوال مدة 9 سنوات ، و قد إنفصلا بعد زواجه من مديحة يسرى.

وفي 1944 أنجب فوزى إبنه الأول مهندس الإلكترونيات نبيل دخل فوزى فى مجال السينما من خلال دور ثانوى فى فيلم "سيف الجلاد"، الذى رشحه له عميد المسرح العربى يوسف وهبى بعد أن رآه فى أحد عروض المسرح القومى و أعجب بموهبته وفى 1945كانت بداية التعارف بين محمد فوزى و مديحة يسرى أثناء مشاركتهما فى فيلمه الثانى "قبلة فى لبنان"، و الذى ظهر فيه فوزى فى دور ثانى.

أما في 1946 ولد ثانى أبناؤه المهندس سمير من زوجته الأولى هداية وفى 1946قام بأول بطولة سينمائية له فى ثالث أفلامه "أصحاب السعادة" برفقة المطربة نور الهدى مع المخرج أحمد بدرخان.

وفي 1948 ولد إبنه الثالث الدكتور منير، و الذى يعد "وش السعد" على فوزى، حيث مثل فى هذه السنة 5 أفلام متتالية جعلته يجلس على عرش ملك أغانى السينما و الإستعراض جنباً إلى جنب فريد الأطرش.

كما قدم في 1948 أول أغنية رمضانية فى السينما المصرية من خلال فيلم "بنت حظ"، حيث كانت الأغنية فى هذا الفيلم هى الأولى عن المسحراتى.وقدم أول أغنية عن الحج فى السينما المصرية فى فيلم "حب و جنون" ، و كانت كلماتها "ياللى زرت البيت .. و من زمزم اتوضيت .. وعلى النبى صليت".

وفي 1951 أنتج فوزى ثانى الأفلام المصرية الملونة "الحب فى خطر" الذى ظهر به جزء بالألوان و شاركته البطولة صباح و إسماعيل ياسين و من أخراج حلمى رفلةـ وفي نفس العام أنتج فوزى فى هذه السنة ثانى أفلامه الملونة وهو فيلم "نهاية قصة" و قام ببطولته مع مديحة يسرى و إخراج صديقه حلمى رفله، فيما سعتبر إنه الفيلم الذى شهد ميلاد قصة الحب الشهيرة بين فوزى و مديحة يسرى، وفي نفس العام قدم أول أغنية لعيد الميلاد فى السينما المصرية فى فيلم "نهاية قصة" التى غناها لزوجته مديحة يسرى "يا نور جديد فى عيد سعيد .. ده عيد ميلادك أحلى عيد".

أما في عام 1952 تزوج فوزى من زوجته الثانية الفنانة مديحة يسرى و هو الزواج الذى أستمر لتسع سنوات شهدت ميلاد طفلهما عمرو عام 1955.، وفي 1954 أنتج فوزى لأخته هدى سلطان فيلماً واحداً هو "فتوات الحسينية" و الذى شاركها البطولة زوجها فريد شوقى و أخرجه نيازى مصطفى.

وقدم فوزي 1956 فيلم "معجزة السماء" أغنية "كلمنى طمنى" و التى قام بغنائها بدون فرقة موسيقية مكتفياً بصوت الكورال من خلفه ، و كانت هذه هى المرة الأولى التى يغنى فيها مطرب بدون فرقة موسيقية فى مصر، وفي نفس العام قدم أول أغنية للأطفال فى العالم العربى "ذهب الليل طلع الفجر" من تأليف الشاعر حسين السيد.

وبعدها بعامين "1958" أسس محمد فوزى أول مصنع إسطوانات فى الشرق الأوسط برأس مال مصرى و أطلق عليه "مصرفون"ـ وانفصل في عام 1959 عن الفنانة مديحة يسرى، فى الوقت الذى استمرت فيه صداقتهما حتى يوم مماته، وفي نفس العام قدم آخر أفلامه "ليلى بنت الشاطئ" و الذى شاركته البطولة ليلى فوزى مع المطربة فايزة أحمد و من إخراج حسين فوزى.

ثم تزوج فوزي في 1959 من ثالث زوجاته كريمة الملقبة ب "فاتنة المعادى" و التى وقفت بجانبه إلى آخر لحظة فى حياته وقامت الحكومة المصرية بتأميم شركته "مصرفون" في 1961، ليتحول فوزى إلى مجرد مدير للمصنع بمرتب 100 جنيه شهرياً ، فيما أعتبر أيضاً إنها الضربة القاضية التى أمتدت اضرارها إلى حياته وصحته، فى رحلة ليست بالقصيرة من المرض.

وفي 1966 كان أخر ما بدأ فوزى فى تلحينه هو لحن أغنية "صعبان على" التى كتبها المؤلف عبد الفتاح مصطفى ليتم إعدادها لأم كلثوم ، لكنه توفى قبل أن يتمكن من أن ينهي اللحن، وتوفي يوم 20 أكتوبر من نفس العام بعد أن إشتد عليه المرض، الذى كان من الصعب على الأطباء أن يكتشفوه و ظل يحمل إسمه "مرض محمد فوزى" ، إلى أن تم إكتشاف أنه سرطان العظام.

ومن أشهر أقوال فوزى " إن الموت علينا حق .. فإذا لم نمت اليوم سنموت غداً .. و أحمد الله أننى مؤمن بربى فلا أخاف الموت الذى قد يريحنى من هذه الآلام التى أعانيها فإذا مت أموت قرير العين .. فقد أديت واجبى نحو بلدى و كنت أتمنى أن أؤدى الكثير .. و لكن إرادة الله فوق كل إرادة و الأعمار بيد الله .. لن يطيلها الطب .. ولكنى لجأت إلى الطب حتى لا أكون مقصراً فى حق نفسى و فى حق مستقبل أولادى .. تحياتى إلى كل إنسان أحبنى و رفع يده إلى السماء من أجلى .. تحياتى لكل طفل أسعدته ألحانى .. تحياتى لبلدى .. وأخيراً تحياتى لأولادى و أسرتى". و كانت هذه آخر رسالة من محمد فوزى إلى جمهوره قبل وفاته و قد أرسلها فى منتصف شهر أكتوبر عام 1966.



Wednesday, September 12, 2012

رضا الفخراني.. في ذمة الله


كانت لنا معه أيام في جريدة الراي الكويتية

الراحل رضا الفخراني


رضا الفخراني.. الضاحك الباكي

لقد عاصرته في جريدة الراي الكويتية يوم التحقت بالعمل فيها محرراً في شهر يوليو عام 2004 كان وقتها رضا مسؤول قسم المنوعات، ولم يمض على مجيئي إلى  الكويت أكثر من أسبوع لم أكن بعد اعتدت على المكان فقد كنت جاداً إلى حد الغثيان! لما رأيت من حولي في الجريدة يعمل بصمت وكل في مكانه؛ عدا رضا الفخراني الذي كان يتنقل بين الأقسام وفي صالة التحرير والابتسامة لا تفارقه كان ضاحكاً وصاحب نكته يهمز ويمزح ويسخر، وبقيت أراقبه عن بعد وأقول في نفسي وأنا الذي لا أزال وقتها حديث عهد بالمكان لماذا هذا الرجل مختلف؟ حقيقة كنت أتخوف القرب منه فأنا لا أعرفه لكن في أحيان أخرى حين يصمت هذا الرجل (رضا) فجأة وتراه جالساً على مكتبه المعزول في ركن مقابل مكتب نائب مدير التحرير على بلوط - آنذاك - كنت أرى على وجه رضا سحابة حزن غريبة قد لا يلمحها كل أحد كنت أستغرب وأقول في نفسي هذا الضاحك البشوش صاحب الطلة هل يكون حزيناً؟ سحابة الحزن هذه التي كنت أرقبها على تقاسيم وجهه بين الفينة والأخرى كانت تجعلني على يقين بأن هذا الرجل في داخله شيء يحاول أن يخفيه لكن عيناه وتجاعيد جبهته تفضح سره، حقيقة ظلت علاقتي به من بعيد بعض الوقت رغم مراقبتي له طول الوقت.

وفي أثناء عملي في جريدة الراي  قابلتني ظروف تتعلق بالإقامة لاسيما وأن صاحب الجريدة وقتها كانت بينه وبين ورثة عميد الصحافة الخليجية عبدالعزيز المساعيد قضايا في المحاكم حالت دون الإسراع في عمل إقامتي، كان هو يأتيني ويسألني إيه الأخبار فأرد " الحمد لله.. لسه شويه.. ربنا يسهل" وأراد يوماً أن يمزح معي فأخذ هاتفي النقال الذي كنت أضعه على مكتبي حين ذهبت إلى دورة المياه وعدت ولم أجده وسألت في صالة التحرير "محدش شاف تلفوني" وقد كان الفخراني يجلس بالقرب مني لكنه لم يرد وكررت أكثر من مرة "محدش شاف تلفوني" دون رد، ثم وجهت سؤالي له مباشرة  "عمي رضا تلفوني فين؟" - لأني كنت أعلم أن له في مثل هذه الحركات - فتماسك ودون أن يظهر شيئاً  "وبتسألني ليه؟.. دور على تلفونك كويس ممكن تكون نسيته في أي مكان" فقلت له "والله يا حاج رضا الحركات دي متطلعش غير منك.. طلع التلفون؟" وبعد شد وجذب ولما رأى غضبي أخرج هاتفي النقال مبتسماً وهو يقول "قلبك أبيض خد يا عم تلفونك"... رحمك الله يا فخراني وغفر لك.
***************
أسامة أبوالخير



 الضاحك الباكي.. رضا السيد الفخراني

اسمع يا رضا !
 يا من أجدت الاستماع
هل تفي الكلمات
بمن وافاه الممات؟
اسمع
غيابك جدد حضورك
حضور الأيام الخاليات
... الأيام التي غصت بالذكريات
حتى حلت الغصة....
وماتت فينا الضحكات
اسمع
للأحبة مكانة ولفقدانك مكانات
* * *
وان فتحنا صفحة تتوالى الصفحات، ومن روحك الطاهرة نستأذن الكلام - حتى يدرك من لا يدرك من هو رضا الفخراني.
- «لاس فيغاس»... مين فيكم يوصلني الى لاس فيغاس، قالها رضا وبكل جدية... سيارتي متعطلة حد الشقة فيها!
نظر الجمع الى رضا، باستغراب وسأله أحدهم هل سبق وان زرت لاس فيغاس؟ وبسرعة البرق أجاب «انتم يابنانيين (لبنانيين) مفكرين نفسكم وحدكم اللي زرتو لاس فيغاس في أميركا ومعاكو شوية مصريين زاروها كمان، احنا عندنا اللاس فيغاس بتاعتنا».
• وأين هي؟
- «الفروانية... ما غيرها المشعشعة بالأضواء وبالمصريين كمان وكمان بتصير لاس فيغاس (بتاعة أميركا) للي يعيش فيها بعد الجليب».
وعندما انبرى أحد الزملاء لنقل رضا الى «لاس فيغاس»، انفعل، وطلب اليه التريث حتى ينهي تحريره للخبر «انت مش شايف يا...، لسه ما خلصتش الشغل».
وكان رحمه الله يطرز عمله كما يطرز الترزي فستان العروس، فالخبر يخرج من بين يديه مصقولا بدءاً من العنوان حتى آخر نقطة فيه.
* * *
- «منزل على الورق»، ذات يوم، اختلى رضا بنفسه وراح يرسم منزلا متعدد الغرف وبعد ان انتهى من (مهنة الهندسة) راح ينادي على الزملاء في صالة التحرير «ايه رأيكم... مكتبي يكون في الحتة دي او هناك؟».
وعلى مدى أيام متتالية كان الرسم الهندسي للمنزل يتغير، وعن السبب كان يقول «دي بنتي الشقية (...) التي أحبها موت ولكن أريد ان تكون غرفتها بعيدة عن مكتبي».
لا نعلم ان كانت أحلام رضا على الورق تحققت وشيّد المنزل في مسقط رأسه في المنصورة والذي أراده ان يضم حرمه وأبناءه الستة، أم ان ما ادخره للبناء قد هدمه في سبيل العلاج بعد ان دهم المرض جسده فجأة... وحصلت الوفاة؟
* * *
اسمع يا رضا.
غيابك جدد حضورك، مستحضرين مقولتك «كل العالم أساساته أفلام».
صفحات ذكرياتك تطول وتطول وتطول، ولا تطوى.
... ومع الرحيل يتحول الشوق إلى أشواك.
* * *
رحمك الله
علي بلوط


صديقنا الودود... رحل

كان اللقاء الاخير سريعا عابرا، وكنا على موعد جديد... بلا تحديد، فقط تحدده الفرصة والصدفة، وأحيانا الاشتياق بعد طول غياب، بينما كان الاتصال، مستمرا، مجاريا للأحداث الساخنة بتحليلات، وقفشات تنتهي دائما بضحكة تكاد تقطع الانفاس.
لكن هذه المرة يأتيني صوته هادئا، مثقلا بوجع لم يفصح عنه، بدا كما لو أنه يختصر الجملة بـ «مانشيت» من دون الدخول في التفاصيل، أراد ان يضع لمسته الاخيرة، وينهي خاتما كلماته المقتضبة بسلام حار جدا... وغياب.
رضا الفخراني، صديق تقترب منه بجلسة واحدة، وتغوص في قلبه الابيض بجلستين، وفي الثالثة سيكون هوالصديق والاخ، وابن البلد الاصيل المغرم بإرث الصحراء، وتقاليد البادية، وحكايات الفرسان. كان نقيا، يدخل القلب من اوسع ابوابه، فيأتي بموقف، وينهيه بحدث، وبينهما ألف ضحكة وابتسامة، كان لديه موهبة ذاتية في رصد الصورة تعليقا واكتشافا.
كان وحده...حياة لاتموت، حياة مشعة منتشية لامجال فيها للحزن والسواد، يحرك الركود، ويحدث دويا في الصمت، ويزرع جوا مرحا فرحا مبهجا للنفس والروح والجمعة الطيبة.
وعلى الجانب الآخر كان مهنيا من نوع خاص، كمن يلاعب الكلمات في بحر اللغة، ليستقر في نهاية الجملة على الصيغة المبهرة والعنوان... «الخطير» خاتما وصلته الابداعية دائما... ايه رأيكم ياشباب؟ ليأتيه الرد سريعا : «كبير يابو سهير». غادرنا ابو «يوسف» بلا مقدمات، تاركا خلفه رحلة كفاح طويلة فيها دراسة وغربة، وعمل، واجتهاد ونجاحات واسرة وأولاد... ورصيد كبير من المحبة والاخوة والمواقف والصور والذكريات،
... وداعا صديقنا الودود سنتذكرك دائما بكثير من الاشتياق والمحبة.

مخلد السلمان


جاء يوسف وخالد ورحلت

جاء يوسف وخالد ورحلت يا رضا، كنت تحلم بولد يحمل اسمك ونعشك ويهيل عليك التراب اذا حضر الأجل ويلهج بالدعاء على قبرك عند السؤال، لكنك لم تمهل صغيريك حتى يلبيا رغباتك، مذ التقيتك وأنت تحلم بولد يحمل اسمك وبعدما انجبت خمس بنات رزقت بتوأم حملا اسمك ولم يحملا نعشك لأن رحيلك باغتهما وعودهما الطري تكسر أمام نعش أب كان يمر سريعا على محطات حياته وكأنه يعرف أنه لن يعمر طويلا.
كنت شغوفا بالحياة مثلما هو شغفك بقواعد اللغة العربــيـــة كــانت حــيـــاتـــك «مرفوعة» بـــالــقــلـــق و«مــنــصوبــة» بالمـــجــهـول و«مكسورة» بالحـــزن حاولت دوما أن تظهر خلاف مــا تبطن تضج بالدعابة والفرح والنكات وشعاب روحك تـــســـتــبـــد بـــهـــا الحـيـــرة ويكتنزها الأسى، يا فــخـــرانـــي غادرت الفانية وهي سنة الحـــياة ولــكــنــك زرعـــت الغــصة في قلوب من عاشروك لأنك كالحلم أتيت سريعا ورحــلــت سريــعــا.

فرحان الفحيمان


رضا... افتقدناك

لم يكن يوما عاديا ذلك الذي تلقيت فيه نبأ وفاته، فما لبثت أن شعرت بحزن عميق يتملك أركان فؤادي، حتى بدا لكل غاد وآت، وأنا الذي كثيرا ما توقعت أن تكون نهايته قد اقتربت، ولكنه الحب والتقدير والشعور بفقدان شخص عزيز... إنه رضا الفخراني.
عرفته محررا ألمعيا لا يشق له غبار، وإنسانا اجتماعيا يسبح في أي تيار، يملك البسمة بين يديه، يوزعها على المحيطين به، يسخر من المتاعب والآلام، يسمو فوقها بطريقة يعجب لها الشجعان.
رأيته يصول ويجول في غيابات مهنة المتاعب، فيحوز بها كل تقدير واحترام، قلمه لا يخطئ، وفهمه يتجاوز الكلمات إلى ما وراءها، يصوغ من الكلم ما يجذب به لب القراء، ويغوص في الاخبار لينتقي منها أهمها، ويضعها أمام المتلقين في حلة بهية، تجسد فكر قائلها بلا تحريف أو تجريف.
سبقته سمعته في مدرسة «الراي» حيث بدأ، وحيث مرح، فكان فردا من أسرة، شرب من معين خبراتها، ولم يبخل عليها بموهبته، فكانت بينهما صلة لا تنقطع، فهو يتابع أخبار أساتذتها، وهم يطمئنون عليه من حين لآخر، وليس أدل على ذلك مما نعاه به أحد معلميه وصديقه الزميل علي بلوط، حيث قطرت من كلماته الأحزان تترى، ونقلت ما رأيته أنا على محياه من أسى حين أعلمته الخبر، وحين سمع من كريمة الفقيد ما بثته إليه من حزن لفقدها والدها.
لا أنسى كيف كان يحكي لي ذكرياته التي اعتزَ بها مع كل من بـ «الراي»، فلم يمر موقف بيننا -خلال فترة عملنا معا بالزميلة «الجريدة» والتي امتدت خمس سنوات- حتى يربطه بذكرى عزيزة لديه مما حدث معه بـ«الراي»، فعندما يطلب غداء لثلاثتنا انا وهو ورفيق دربه المهني ياسر السعدي يطلب من مطعم اعتاد الأكل منه مع رفقاء «الراي»، وحين خرجنا (ثلاثتنا أيضا) للعشاء لم يخل الحديث عن نوادر «خروجاته» مع زملاء المهنة بتلك الجريدة العريقة.
كانت البساطة عنوانا كبيرا في تعامله مع الجميع، فلم يمنعه الفارق في السن بيني وبينه من استشارتي على قلة خبرتي عنه فيما يعرض له من مسائل، وكم كنت أخلص له النصح، وأنتقد ما أراه ابتعد فيه عن جادة الصواب، فيأخذ بالرأي عن اقتناع، وكم حدثت من مواقف احتد فيها بغير حق، وبعد لحظات يعود فيقبلني معتذرا بلا كلمات، وتمضي بنا الحياة كما كانت، بل وأفضل مما كانت.
يااااه، كم كان يسعد حين يحكي لي عن معاملة والدته له، رحمة الله عليهما، فتبدو على ملامحه الفرحة برضاها، والرضا بما قسمه الله له من طاعته لها، وحرصه على برها، حتى ماتت وهي عنه راضية، فهنيئا لك رضا برضا الأم، وهنيئا لك بمغفرة نرجوها لك من الله لكللك طلبا للحلال، كذا نحسبك والله حسيبك، فـ»من بات كالا من طلب الحلال بات مغفورا له».
ارقد رضا بسلام، جعل الله الجنة مستقرك ومسكنك، وأبدلك دارا خيرا من دارك، وأهلا خيرا من أهلك، وغسلك بالماء والثلج والبرد، اللهم اجعل أولاده بالصالحات مقربين، وكن لهم سندا ومعينا، اللهم آمين.

محمد أبوبكر أبوهنتش


وداعا... صديقي

عمل في أماكن كثيرة، وعملتُ أيضا في أماكن كثيرة، التقينا في بعضها، جمعتنا زمالة عابرة، لم تكف لأن أعرفه أو يعرفني. في جريدة «الجريدة»، من جديد التقينا، تحاورنا وتناقشنا، عرفته وعرفني، ونشأت بيننا صداقة جميلة.
كان رضا الفخراني حساساً، شديد الحساسية، حريصاً على ألا يخدش مشاعر أحد أو يخدش أحد مشاعره، مرحاً، ساخراً كأبلغ ما يكون الساخرون، مقبلاً على الحياة، محباً لها، لديه قدرة فائقة على اختراق الحواجز والسدود والنفاذ الى القلوب والعقول.
من يعرفه سوف يحبه ويحترمه، ويتمنى لو نشأت بينهما صداقة منذ زمن بعيد.
على المستوى المهني، كان ماهراً في رسم العناوين كمحرر «دسك» محترف، يفكر ويفكر، يتأمل ويدخن ثم يفاجئك بعنوان مبهر ينم عن نفس موهوبة، وعقل حاضر البديهة لماح.
قامت الثورة، ثورة 25 يناير، ورأى رضا رئيس مصر السابق يحاكم طريح الفراش، فتغلب فيه جانب الانسان.
كان يدرك أن مبارك له أخطاؤه التي تستوجب محاكمته، لكن نزعة الانسان في داخله جعلته يجاهر برغبته في العفو عنه، وليُترك أمره الى خالقه، ما اثار حفيظة زملاء آخرين.
حزن على حال مصر بعد الثورة، وما أصابها من عثرات وما سقط فيها من ضحايا.
لم يكن بينه وبين التيارات الدينية ود كبير، كان ينظر الى جوهر الدين لا قشرته، فالتدين ليس فقط لحية وجلبابا، وكنت استفزه باتهامه بانه عدو للدين! كانت التهمة تزعجه، فيحاول جاهدا إفهامنا ان موقفه ليس عداوة للدين لكنه عداوة لمن يتاجرون باسم هذا الدين!
لم يكن كذلك محباً لعبدالناصر ولا الناصريين، فجمال - وفقاً لرؤيته - ارتكب أخطاء كبيرة تنزع عنه هالة التقديس التي كان انصاره ينبهرون بها، ومنهم الزميل في قسم الدسك والتصحيح جمال عبدالرحيم، الناصري حتى النخاع، ما أوجب بينهما، أي بين رضا وعبدالرحيم، حالة دائمة من الشد والجذب، والكر والفر، فكنا نتدخل أحياناً نساند أحدهما على حساب الآخر حتى يشتد الجدل وتستعر الحرب!
لم تكن الكويت بالنسبة له مكاناً لجمع المال، كانت علاقته بها أعمق من ذلك وأسمى، أحبها شعباً وأرضاً، ورغم مرضه وألمه أصر على البقاء فيها، ولولا هذا الرابط العميق لانتهز فرصة مرضه، وغادر عاقداً العزم على ألا يعود إليها مرة أخرى.
كان يعتبرها بصدق وطنه الثاني، حمل لأهلها الكثير من الود والحب، وكان ممتناً بعمق لوكالة الانباء الكوينية «كونا» ولجريدة «الجريدة»، اللتين يعمل فيهما، ولمسؤوليهما الذين ساندوه في محنته، وأحاطوه بكل مشاعر الاخوة والمحبة.
كان يكن معزة لزملاء كثر، لكن معزته لرفيق دربه في عالم الصحافة الزميل ياسر السعدي (ابو عمار) كانت من نوع مختلف، فكان يقول عنه انه «أخي الذي لم تلده أمي، ولن أنسى ما حييت وقفته الى جواري في الصحة... والمرض»، وعندما سئل قبل أن تسكنه غيبوبة الرحيل: ماذا تريد؟ قال: أريد رؤية ياسر... وأولاده!».
لقد نعاه ابوعمار - دون ان يدري - قبل يوم من موته، عندما سألته عنه، فهز رأسه حزيناً وقال: «لقد احتاج امس الى نقل دم»، وهو الامر الذي يعني وصول المرض الى مرحلة النهاية.
كان يتألم ألماً كبيراً، وكان يحاول إخفاءه. ظل يقاوم ويقاوم. كنت اظنه سينتصر ويقهر المرض الذي تمكن من كبده حتى سحقه. لم تتمكن ارادة الحياة لديه من الانتصار على أظفار المنية، فلم يشفع له أي دعاء.
زملاؤه في القسم، صلوا عليه جماعة صلاة الجنازة، في الوقت الذي كان يُصلى عليه في مسقط رأسه المنصورة، ودعوا الله سبحانه أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
لقد انتظرنا عودتك الى وطنك الثاني، انتظرنا عودتك إلى «الجريدة» المكان الأقرب الى قلبك، انتظرنا عودتك الى زملائك وأصدقائك وأحبابك، لكن هيهات هيهات، رحلت وتركت لنا «المرارة» والذكريات.
وداعاً رضا... وداعاً أيها الرفيق... أيها الصديق... أيها الشقيق.

أسامة أبوزيد


كل «الرضا» عن «رضا»

لا أجد من الكلمات بحق المغفور له باذن الله رضا الفخراني إلا «إنا لله وإنا اليه راجعون» فأبو «يوسف» زاملته لمدة سبع سنوات في «الراي» ولم اجد منه سوى حسن المعاملة والتوجيه والنصح، وكان يرحمه الله ذا خلق حسن طيب المعشر كثير الابتسامة مرح لا يكرهه أحد حتى لو اختلف معه.
رضا الفخراني كان نموذجا «للكفاح» يفرض نفسه بكفاءته وليس بأسلوب آخر مما جعله محبوبا من الجميع وكان يرحمه الله مؤمنا بأن «النصيب» مكتوب لكل واحد منا فلذلك لم يجد صعوبة في العمل في المجال الاعلامي بل وكان اذا ما ترك عملا وجد افضل منه لقدرته وتمكنه الصحافي.
معرفتي به كانت حينما صافحني في احد الايام وقال لي انا اعرفك قبل ان اراك لأنه كان «المصحح اللغوي» وكان يوجهني بطريقة الكتابة والاسلوب مع اظهار نقاط الضعف لدي وتوجيهي بأفضل الطرق الصحافية وامتدت معرفتي به حتى وفاته رحمه الله. رضا صاحب الابتسامة المستمرة والحس الاخوي اكتسب معرفة واسعة في الاعلاميين وكان نجما من نجوم ديوان الزميل «خالد المطيري» طيلة اربع سنوات نفتقده حينما يغيب ونفرح برؤيته واتذكر جيدا حينما اقام عقيقة ابنيه يوسف وخالد، في الديوان واتصل بالجميع لحضورها فحضرها اغلبية الزملاء لحبهم له ولفرحته بمولوديه.
رحم الله الاخ والصديق رضا الفخراني وألهم ذويه الصبر والسلوان فقد كان أخا عزيزا لنا يفرحه ما يفرحنا ويؤلمه ما يؤلمنا وترك انطباعا جميلا طيلة مزاملته لنا وسيرة عطرة لن تنسى برحيله.

عايض البرازي


... وغاب رضا

«إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا رضا لمحزونون».
كان وقع الخبر علينا كالصاعقة، حالة من الوجوم والذهول خيّمت على مكتب التصحيح بجريدة «الراي» والعاملين فيه.
من عمل معه يعرف انه «لا يغيب» فكان صديقا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حريصا على الصداقة والأخوة والزمالة، كان مرحاً مقبلاً على الحياة أشد ما يكون الإقبال، قفشاته ونكاته لا تنتهي، البسمة دائما تعلو وجهه، فإذا اقتربت منه فتجده الإنسان الناصح المخلص لك، تدخل إلى قلبه عندما يحس بإخلاصك له، جمعتنا ذكريات ومواقف كثيرة، كان فيها نعم الأخ ونعم الصديق، كانت صداقتنا ليست على المستوى الشخصي فقط، بل تعدت إلى مستوى الأسري، فكان عدواً للحزن، لا يستطيع أن يعيش فيه إلا برهة، وسرعان ما يعود إلى طبعه المحب للضحك والمرح.
كان رضا طالباً نجيبا في مدرسة التصحيح الأولى لجريدة «الراي» التي كان يقودها المرحوم «أبو رائد» عليهما رحمة الله، نهل من بحر العلوم والمعرفة، وكان شغوفاً لعمله، كما كان دائما ينسب الفضل لـ «أبو رائد» الذي استقى وتشرب من معينه مهنة التصحيح، وظل بقسم التصحيح قرابة خمس سنوات، لم تفارقُه البسمة، ثم انطلق إلى الدور الثاني محرراً صحافيا، غواصا في بحر الصحافة يسبح فيه بين المحليات والفنون مروراً بالأخيرة وغيرها من الأقسام المختلفة، إنساناً تحركه مشاعره، عاشقاً لمهنته احبها فأحبته واعطته، متمرداً مع سبق الاصرار والترصد، ساخراً من الطراز الأول، عنيدا في مبادئه، حاداً في صراحته، يرفض ان تهزمه الأحزان، له قلب كبير يحتوي الجميع باختلاف اخلاقهم وطبائعهم، وله ابتسامة طفل تشرق على من حوله. كان رحمه الله يصارحني دائما بانه يتمنى من الله ان يرزقه الولد، فكنت دائما اطمئنه بان الله سوف يرضيك وتؤاخي البنات، فكان له ما تمنى بان رزقه الله بولدين (خالد ويوسف)، لكن القدر لم يمهله، وفرق الموت بينهم، لكن ندعو من الله ان يجمعهم به في الجنة، فلله ما اعطى ولله ما اخذ وكل شيء عنده بمقدار، رحمك الله يا رضا، وأسكنك فسيح جناته، ورزق اهلك ومحبيك الصبر والسلوان.

سمير كمال راشد (التصحيح)


رضا الفخراني... لم يعد للتنافس معنى

تعرفت عليه يوم أن التحقت بمدرسة «الراي» مصححا، وشاءت الأقدار أن أجلس في المكان نفسه الذي كان يجلس فيه بقسم التصحيح، قبل أن يصعد إلى أعلى منضما إلى من سبقوه في صالة التحرير.
إنه الزميل والرفيق رضا الفخراني، الذي كان يسبقني دائما في تنافس شريف بمضمار «مهنة المتاعب»، سبقني إلى «الراي» مصححا، ويوم أن لحقت به، تركني وانطلق إلى عالم الصحافة محررا فذا، تاركا إياي في قسم التصحيح، أنظر إليه كلما مرَّ علينا نظرة إعجاب متسائلا هل أقوى على المنافسة معه في ميدان كان يجيد الرماية فيه؟
تحقق حلمي وصعدت إلى صالة التحرير ذلك المكان الذي رأيت فيه عمالقة الصحافة في الكويت، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الفخراني، أراه يوميا وأتبادل معه أطراف الحديث أحيانا، اقتربنا ولم يستطع تنافسنا أن يفرق بيننا، حتى غاب عن «الراي» جسدا، متنقلا كالطائر بين مؤسسات صحافية عدة، لم يلبث أن يستقر على غصن إعلامي حتى يتركه ويحط على غيره.
لم أعد أقوى على منافسته فهو ينطلق بقلمه انطلاق البرق، يكتب في كل شيء، لا يجف قلمه، ولا يمل حديثه، فاكتفيت ببقائي متصلا به أتعلم منه، كيف أكتب، وكيف أنتزع الضحكة من شفاه كل من أجالس، وكيف أتناسى آلامي حين أخفف عن الآخرين آلامهم.
لم يعد للتنافس معنى بعد أن ترجل الفارس عن صهوة جواده، ورحل إلى عالم الخلود، مستقرا برحمة الله في جنة رضوانه، سابقا إياي كعادته إلى حياة لا ألم فيها ولا مرض، تاركا إيانا نعاني صراع العيش والخوف من المستقبل على الأهل والولد.
رحمك الله يا رضا وألهمنا وذويك الصبرعلى فراقك.

عبدالله فهمي