Thursday, February 28, 2008

متى تشرق الشمس؟

متى تشرق الشمس؟

قال صلى الله عليه وسلم "إذا رأيتموني أسب فأبشروا بالنصر"
لا يطيب لنا عيش ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين ورحمة الله للعالمين يسب هو بآبائنا وأمهاتنا فداه روحي وكياني وحياتي فلا عيش بعده إلا عيش الآخرة، محمد صلى الله عليه وسلم هو نبينا وسيدنا، هو أحب الخلق إلى الله عز وجل، واااإسلاماه من ينتصر لمحمد يا أمة المليار؟ من لمحمد؟ وماذا تصنع لكم أموالكم وأولادكم وأزواجكم يوم تقفون أمام الله عز وجل وهو يحاسب على النقير والقطمير، يوم يسألكم لماذا قصرتم في الدفاع عن أحب الخلق إلي؟ فماذا يكون الرد؟ من الآن وإلى قيام الساعة نحن نبرأ إلى الله عز وجل مما فعله هؤلاء، ونسأله عز وجل أن يرنا فيهم يوما أسودا. أمة الإسلام من لمحمد؟ نحن لا نريد قتالا ولا قطرة دم نحن نريد حبا خالصا له صلى الله عليه وسلم بأخلاقه، نحن نريد دفاعا حقيقيا بالمقاطعة والإعراض عن ترهات الأمور وسفاسف القوم وإليكم صفات جيل النصر

إن جيل النصر هو جيل النهضة، والذي من صفاته دائما وأبدا عبر التاريخ وعلى مر العصور: حياتة جادة فهو دائما في حاجة لرسم خطط دقيقة، ونبذ للفوضوية ولو بحسن نية، كذلك هو في حاجة إلى دراسات متأنية بعيداً عن الإرتجال والفوضى، لأن الأمة في حاجة ماسة إلى جيل مصلح منقذ يمارس خدمة الإسلام بأرقى أساليب الإدارة والتوجيه جيل يتجاوز العشوائية ويكفر بالغوغائية، يحتكم إلى حقائق الكتاب والسنة لا إلى الوهن، ولا ينسى وهو ينظر إلى السماء أنه واقف على الأرض فلا يجرى وراء الخيال والأحلام والأماني، ولا يطير بغير جناح،جيل واقعي لا يسبح في البر ولا يبذر في الصخر، ولا يحرث في البحر، لا ينسج خيوطا من الخيال، لا يبنى قصورا في الرمال، ولا ييأس من روح الله ولا يقنط من رحمة الله لكنه يعرف حدود قدراته وإمكاناته فيأخذ بالأسباب، ويدرس مشروعية الوسائل قبل أن يقدم على الأهداف.

Wednesday, February 20, 2008

ظاهرة "البويات"..كلاكيت تاني مرة!!؛


فتاة مسترجلة
تغيرات فسيولوجية


في مدارس البنات الثانوية.. "البويات" يعقدن قرانهن
في الحلقة الثانية من فراشات في طريقهن إلى الهاوية!، تناولت الزميلة الصحفية، زينب نجم مال الله في جريدة "أوان" الكويتية نفس الموضوع خلال هذا الأسبوع الذي تناولته نشرة "الفنار" المدرسية، التي تشرف على إصدارها إحدى مدارس البنات الثانوية؛ مما يؤكد خطورة الظاهرة وتهديدها المباشر لأخلاقيات المجتمع، ومن ثم هدمها لقيم لطالما حافظنا عليها لاسيما وأن بعض الطالبات في المدارس الثانوية أعلنّ عن خوفهن من "البويات" في مدارس البنات لأنهن يتحرشن بزميلاتهن من الطالبات الصحيات، ومن ترضخ لنزوات "البويات الشاذات جنسيا" ربما تفقد عذريتها عن طريق استعمال الأعضاء الذكورية الصناعية.


جريدة "أوان" الكويتية
البويات.. شعور بالرجولة أم هروب من عالم الأنوثة
الأربعاء, 20 فبراير 2008
زينب نجم مال الله
قصات شعر قصيرة.. ملابس رجالية.. التعرف على فتيات وممارسة الجنس معهن.. هذا ليس وصفا لممارسات مجموعة من الشباب، وإنما لمجموعة من الفتيات اللاتي ولجن إلى عالم الرجولة وودعن الأنوثة بمحض إرادتهن.. لأسباب نفسية أو اجتماعية، والبعض منها فسيولوجية.
هذه السلوكيات الدخيلة على المجتمع باتت تشكل ظاهرة لافتة، لاسيما وأن الوضع لا يقتصر على المظهر الخارجي فقط، بل تحول إلى سلوكيات جنسية شاذة أبرزها فض بكارة الفتيات العذراوات، من خلال ممارسة الجنس مع الفتيات لمثيلاتهن، وهو أمر لا ينافي الدين فقط وإنما الفطرة البشرية السليمة.
«أوان» اقتربت من عالم «البويات» فرصدت بعض أدق تفاصيل حياتهم وبرناجهم اليومي الروتيني، كما تحدثت لمجموعة من الاختصاصيين في مجالات علم النفس و الاجتماع.
ريم الملقبة بـ«راشد» التي تشير إلى أنها اختارت هذا الاسم لحبها الشديد للمطرب (راشد الماجد)، توضح أنها لا تشعر بأنوثتها، لأنها تملك بنية قوية كالرجال، حيث تستطيع لفت نظر الفتيات، ولذا فهي لاتخجل من كونها «بوية» رغم رفض أهلها لهذا الوضع.. ففي البداية رفضوا سلوكياتها إلا انهم مالبثوا أن رضخوا لرغبتها. وطالبت المجتمع أن يوفر لهذه الفئة كل ما يحتاجونه من حرية واحترام لخصوصيتهم وعدم انتقادهم، حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
مشاعر ذكورية
أما أمل والملقبة بـ«أحمد» فتقول إنها سعيدة بوضعها وإن مشاعرها وأحاسيسها كلها ذكورية، خصوصا أنها لم تشعر يوما بأنها أنثى ، لاسيما وأنها تربت مع إخوتها الشباب وكانت تلعب معهم وترتدي ملابسهم، وتابعت: ان أسرتها لا تعلم بأنها «بوية» ، إلا انها تمارس حياة «البويات» من دون علمهم.
من جانبها تقول مشاعل الملقبة بـ«خالد» إنها شعرت بالرجولة منذ 3 سنوات، فبدأت بتقصيير شعرها وارتداء الملابس الخاصة بالشباب والتعامل مع الناس على هذا الأساس.
وعن رأي أسرتها في هذا الموضوع تقول إنهم يئسوا منها، وتأقلموا مع هذا الوضع وأصبحوا ينادونها باسم «خالد»، متمنية أن يعاملها المجتمع معاملة جيدة من دون نظرات الاستنكار، حتى تتمكن من ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
مضايقات
بدورها تشير مريم والملقبة بـ«طلال» إلى أن والدها كان يرغب دائما بإنجاب ولد، لكنه لم يرزق إلا بالبنات، ولذا فإنها اعتادت على ارتداء ملابس الأولاد والذهاب مع والدها للديوانية، مضيفة أن والدها كان يتمنى أن تكون ولدا، ولذا تقبلها عندما أصبحت بوية. وتابعت ان لديها حبيبة تحبها وتغار عليها، وتشعرها دوما أنها رجل، مشيرة إلى أنها تعيش في محيطها بحرية، إلا أن هناك بعض المضايقات من بعض الشباب والبنات والتي وصفتهم بـ«المتخلفين».
بدورها توضح حنان والملقبة بـ«حمد» أنها دوما كانت تشعر برجولتها ولم يتبادر إلى ذهنها يوما بأنها أنثى، مشيرة إلا أنها لن تكتفي بتغيير قصة الشعر والملابس، بل ستجري عملية تحول لتصبح رجلا حقيقياً.
وتتابع حديثها قائلة: إن والديها رفضا هذا الأمر وطرداها من المنزل بعد التبرؤ منها، وهي الآن تعيش في شقة مع مثيلاتها «البويات»، وهن يتجمعن يوميا في مقهى ليجلسن ويدردشن، مطالبة المجتمع الكويتي أن يراعي هذه الفئة ويبني صالونات ونوادي خاصة بهن، حتى لا يتعرضن للمضايقات من الناس.
في الآونة الأخيرة لوحظ انتشار هذه الظاهرة في مدارس البنات المختلفة.
«أوان» التقت كذلك مع مجموعة من الطالبات للتعرف على موقفهن من هذه الظاهرة.،
زواج في الحمام!
تروي لنا الطالبة (م ، هـ) في إحدى المدارس الثانوية حكاية أغرب من الخيال، كانت بطلاتها طالبات المرحلة الثانوية، حيث اتفقت إحدى «البويات» على الزواج من حبيبتها بعد قصة حب عنيفة جمعت بينهما، فما كان من هذه الفتاة إلا إعلان العصيان والتمرد على القوانين العائلية بعد أن شعرت بأن هناك رفضاً لتصرفاتها، خصوصا بعد تدخل الأهل ومنعها من التواصل مع البوية، وحاولت الفتاة أن تبرهن على الوفاء والتضحية فوافقت على الزواج من البوية متحدية ذويها.
وتابعت بالقول: إن الزواج أقيم في المدرسة حيث تم عقد القران بواسطة «بوية» أخرى، والشاهدات على العقد «كن أيضا من البويات» ، وتمت إجراءات الزواج بتبادل الدبل والدخلة كانت في حمام المدرسة.
من ناحيتها تقول الطالبة (ر ، م): بدأنا لا نشعر بالجو المدرسي، بل وكأننا في إحدى المجمعات الشهيرة، فالبنات يأتين بكامل زينتهن من أجل لفت نظر البويات، خصوصا وأن البوية دائما تراعي عند اختيارها «لحبيبتها» أن تكون غاية في الجمال والأناقة، لذلك فإن معظم البنات يبالغن في زينتهن.
انتهاك جسدي
(د ، ج) في المرحلة الإعدادية تذكر أنها تعرضت لموقف من إحدى البويات عندما كانت متوجهة إلى الحمام، حيث اعترضت البوية طريقها وأسمعتها كلاماً معسولاً ، محاولة في ذات الوقت لمس أجزاء حساسة من جسمها.
وتابعت أنها شعرت بالخوف ودخلت الحمام بسرعة، وأغلقت عليها الباب خوفا من دخول البوية خلفها، وعندما خرجت لم تجد البوية، وقطعت على نفسها عهدا عدم دخول الحمام مرة أخرى.
تقول (س ، ع) إن وجود البويات خلق جوا مميزا في المدرسة، فهن يتصرفن كالشباب تماما، فيعاكسننا ويسمعننا أجمل كلمات الغزل التي قد لا نسمعها من الشباب أنفسهم، كما أنهن يشعرننا بأنوثتنا، وعلقت قائلة: «بصراحة أفضّل التعرّف على البويات بدلاً من الشباب فهن أكثر تدليلا ولطفا»!
إحدى البويات تكشف أنها وزميلاتها يمارسن الجنس مع البنات، وتابعت أن الكثير من البنات يفقدن عذريتهن عن طريق ممارسة الجنس مع البويات! وهذا أمر طبيعي لعلاقة مستمرة، وأن بعض الفتيات يدمنَّ ممارسة الجنس مع البويات، وهذا يساعد على تأهيلهن كشاذات في المستقبل.
عمليات !
إحدى البويات تكشف أنهن يستخدمن (أعضاء ذكورية صناعية) في أثناء ممارسة الجنس مع البنات، ريثما يتطور العلم فيجرين عمليات تغيير الجنس، وبهدف عدم شعور الفتاة بأي خلل في العلاقة.
الجميلة والملقبة بـ«جاسم» كانت قد شاركت بالاستطلاع وقالت إنها وصديقاتها البويات يحرصن على التواجد أسبوعيا في شاطئ المسيلة، كي يتحرشن بالبنات، وعلقت قائلة «في العادة الوضع بالمسيلة حده عجيب» !
وتشير بوية أخرى إلى أن لفظ «بوية حديث نسبيا»، وعند سؤالنا عن المسمى القديم أجابت كانوا يسموننا «صبيك»، وعلقت قائلة: «مايندرى شراح يسمونا بعد جم سنة» !
الطلاق والتشتت
لأستاذ علم النفس د . مروان المطوع رأي في هذا الموضوع حيث يوضح أن هذه الظاهرة تسمى علميا «الشذوذ الجنسي» وهو باللغة العربية «الجنسية المثلية» أي إشباع الغريزة الجنسية مع شخص من نفس الجنس، مشيرا إلى أن هذه المشكلة اجتماعية تربوية أسرية، ووجّه اللوم على الأسرة والمجتمع والمدرسة حيث يمثلون «الثالوث المقدس» على حد تعبيره.ويؤكد المطوع أن عملية الرغبة الجنسية للبوية ترجع لعوامل إما أسرية، وتكون بسبب التدليل الزائد أو القسوة المفرطة، من قبل الأم، وبالتالي فالطفل بالنموذج الذكري يعتقد أن المرأة ترتبط بالقسوة الزائدة والضرب و الإهمال، ولذلك يستمد العاطفة من الرجل وعواطفه تنميه نحو الرجل.
ويضيف المطوع أن الطلاق يعتبر من أهم الأمور التي تساهم في زيادة هذه الظاهرة، خصوصا أن نسبته في الكويت كبيرة فمن بين كل 4 حالات زواج نجد حالة طلاق، وبالتالي هذا التشتت الأسري يدفع الأبناء للانحراف.
وينوه أن الحلول لهذه المشكلة تكمن في تربية الأبناء تربية مشتركة من قبل الوالدين، وقيام المدرسة بدورها التربوي، إلى جانب مراقبة المجتمع لوسائل الإعلام للقيام بالدور الرقابي.
وسائل الأعلام تساهم في تشجيع هذه الظاهرة
من جانبه يقول أستاذ كلية الشريعة في جامعة الكويت د. بسام الشطي أن هذه الأجناس تسمى بالفقه الإسلامي «الشذوذ الجنسي»، ومن أبرز أسبابها قلة الوازع الديني، وعدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم، ومشاهدة الأفلام «الجنسية»، وتقليد بعض الشباب للمنظمات التي تنشر هذه الأفكار باسم الحرية، مشيرا إلى أن بعض وسائل الإعلام بدلا من أن تنشر الموضوع لتوعية الناس تنشره لتشجيع هذه الظاهرة. ويضيف الشطي أنه يجب أن يدرك المجتمع أن هذه الظاهرة تعتبر جريمة يجب أن يصدر تشريع في شأنها، إلى جانب حل مشكلة الفراغ لدى الشباب، حتى نتمكن من حمايتهم من الانجراف وراء هذه الأمور.
الطراح : تجاهلها سيؤدي إلى تعقيدها
يوضح أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت د. علي الطراح أن العولمة وتقنية الاتصال بين مختلف الثقافات من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة، إلى جانب عيوب خلقية كأن تكون الأنثى غير مكتملة النمو من الناحية البيولوجية، فيتم تصحيح وضعها بالعمليات الجراحية وتحويلها للجنس الآخر.
ويستطرد الطراح أن هناك جوانب اجتماعية تكمن في عدم تقبل المجتمع لعملية تغيير الجنس إلا أن هذه الظاهرة يجب أن تحظى بتفهم جماعي، والمجتمعات الغربية تتقبل هذه الظاهرة أما المجتمعات الشرقية فمازالت لا تتعامل مع الواقع وتتجنب العلاج مما يؤدي إلى مزيد من الاضطراب للشخص المصاب.
ويؤكد الطراح أن المجتمع يدرك أن بعضاً من هؤلاء الأشخاص هم نتاج لتربية اجتماعية خاطئة، وليست مشكلة بيولوجية، بمعنى أن يكون الوالدان قد تعاملا مع الطفلة الأنثى على اعتبار أنها ذكر ، وفي هذه الحالات الأسر تتحمل المسؤولية لأنهن أسوياء من الناحية الطبيعية إلا أنهن مرضى من الناحية الاجتماعية، وهن بحاجة لعلاج نفسي واجتماعي لتصحيح السلوك لديهن.
ويردف قائلا إن الشباب يعتبرون هذه الظواهر الناتجة عن العولمة جزءاً من حقوقهم الاجتماعية، ولذا فهم يندفعون باتجاهها ويساعدهم في ذلك انشغال الوالدين ونمط الحياة المتغير، حيث أصبح اللقاء الأسري نادراً، وكثيرا مايتم تجاهل مشاكل الأبناء مما يؤدي لزيادة هذه الظواهر، وتابع أنه يجب علينا كمجتمع أن نواجه هذه المشكلة ولا نتهرب منها أو نتجاهلها فالتجاهل سيؤدي إلى مزيد من التعقيد.

Tuesday, February 19, 2008

البويات.. فراشات في طريقهن إلى الهاوية

الكاتبة فجر السعيد في لقائها الصحفي مع إحدى الطالبات
من هذا المنبر الإعلامي، وفي ظل شعار "دع القلق وابدأ الحياة" نفتح المجال للأقلام الشابه
الكاتبة والأديبة الكويتية فجر السعيد في لقاء صحفي خاص ومسجل لـنشرة "الفنار" المدرسية
الفنار".. نشرة مدرسية تستحق الاشادة"


البويات".. ظاهرة قد يمة لكن لم يجرؤ المجتمع على مواجهتها

تُحمّل الدولة وأولياء الأمور المسؤولية وتأسف لما تراه الآن من تصرفات مشينة للفتيات

في الآونة الأخيرة ظهرت في مجتمعنا ظاهرة أثرت بالسلب عليه، لاسيما وأنها تتعلق ببنت الإسلام، "الفتاة" التي هي نصف المجتمع ومدرسة المستقبل كما قال عنها الشاعر أحمد شوقي "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراف" هذه الظاهرة التي يمكن وصفها بالشاذة، أخلت بالآداب الإسلامية، وهزت كيان المؤسسات التعليمية والتربوية فمن لها؟! إنها ظاهرة "البويات"، والتي حاولنا من خلال منبر "الفنار" أن نسلط الضوء عليها من خلال مجموعة من اللقاءات الصحفية فكان لقاؤنا هذا مع الكاتبة والأديبة فجر السعيد، التي استنكرت هذه الظاهرة وطالبت بالقضاء عليها ومن ثم استئصالها، ووضعت لذلك العلاج الذي تحتكر الأسرة وحدها تركيبته الكيميائية من خلال إتباع الأسلوب الأمثل في تربية أبنائها، وتنشأتهم حسب نوعهم سواء كانوا ذكوراً أم إناثا، كما طالبت الكاتبة السعيد بأن تستسلم الأسرة لقضاء الله فمن رزق الأنثى فليحمد الله ومن رزق الذكر فليشكر.
كما انتقدت بعض الأمهات اللواتي لم يرزقهن الله الولد فتعامل بناتها على أنهم ذكوراً، معتبرة أن هذه الأم قد قضت على أُنوثة بناتها ومن ثم دمرت حياتهم المستقبلية مع أزواجهن من دون أن تشعر بذلك فمن ينتبه؟!
وأسفت الكاتبة فجر السعيد على بعض التصرفات الشاذة التي تراها من بعض الفتيات "البويات" في طريقة تعاملهن مع مثيلاتهن من الإناث الصحيات وقالت: "رأيت بعيني مشاهدا في شاطئ المسيلة تقطعت لها كبدي فما عادت البنات تستحي وأسفا" كل ما قدمنا له وأمور أخرى مجملها في السطور التالية:

ظاهرة "البويات" في المجتمع الكويتي لاسيما أنه بات منبتها مدارس البنات الثانوية، كيف تنظرين إليها؟
هذه الظاهرة هي ليست وليدة اليوم وإنما هي ظاهرة موجودة منذ سبعينيات القرن الماضي ولكنه في السابق كانت الفتاة تخجل أن تقول أنها "بوية" لأن المجتمع سينظر إليها نظرة سيئة. وأما الآن فقد أصبح عاديا وطبيعيا أيضاً، أن تظهر، تجهر وتصارح الفتاة المجتمع بشخصيتها الذكورية؛ لأنها لاقت من زملائها والمقربين إليها الترحيب وعدم الإنكار سواء كان من الأهل أو المجتمع ككل فليس هناك من يجرأ وأن يصلحها ومن ثم يعيدها إلى طبيعتها الأنثوية.

الكاتبة فجر السعيد نريد أن نتعرف على رأيك في هذه الظاهرة كـ "أم" و "كاتبة"؟
الأم والكاتبة وجهان لعملة واحدة فالجميع أعضاء في المجتمع , ولكن أ}كد أن سبب تأزم المشكلة هي أننا لم نواجهها بحزم ومن ثم الإعلان عنها، ولكن كل ما فعلناه أننا استحيينا ودفنا رؤوسنا في الرمال مثل النعام" ونقول "ما عندنا شيء", وطالما أننا لم نواجه فلماذا نفتح المجال للحل والعلاج؟ فإذا واجهنا المشكلة من الممكن أن تتحرك الدولة والمجتمع لإيجاد سبل العلاج, وأيضاً من الممكن أن نلجأ إلى استشارة اختصاصيين اجتماعيين, فهذه الظاهرة تمثل خللا في المجتمع، ولكن ليس هناك من يصلح هذا الخلل!.

في اعتقادك، هل هي الظاهرة ناتجة عن سوء التنشئة الاجتماعية أو نفسية ؟
هي ظاهرة متشعبة, فلا يمكن أن نلقي بالمسؤولية على سبب واحد ونترك بقية العوامل الأخرى التي دفعت الفتاة إلى أن تتشبه بالرجال، وإذا كانت ظاهرة "البويات" نتاج حالة نفسية فهذا مرض، أما إذا كانت الحالة سببها التنشئة الاجتماعية السيئة، فأنا أرى أن الأسرة هي المسؤول الأول عن المشكلة , فأي خلل في الأبناء ناتج من الحالة الاجتماعية ومدى التقارب الذي يجمع الأب بالأم, ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "ينشأ المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" فالأسرة وحدة بناء المجتمع واللبنة الأولى في إصلاحه أو إفساده.

وهل هناك عوامل أخرى ساعدت في نشأة هذه الظاهرة ؟
المجتمع – الأسرة – أصدقاء السوء – البيئة المحيطة – وسائل الإعلام في إغفالها لطرح القضايا المجتمعية الحساسة.

ما تفسيرك لتصرفات (البويه) تجاه نفسها وتجاه المجتمع ؟
سوء تربيتها على هذا الوضع يمكن أن يولد لديها شعورا بالكراهية للآخرين تتجسد في
معاقبتها للمجتمع على تجاهله لها، كذلك هي ترى أن أبويها هما السبب فيما آلت إليه شخصيتها فتحاول أن تنتقم منهما في صورة عنادها الدائم في البيت وتعاملها مع أفراد الأسرة بخشونة زائدة وكأنها رجل فتضرب هذا وتشتم ذاك وهكذا
في النهاية استطيع أن أجزم بأن الأسرة هي السبب وليس للحالة هذه علاقة بالتكوين الفسيولوجي.

ما السبب الذي دفعك إلى كتابة مسلسل يتناول قضية البويه ؟
إن الذي دفعني إلى كتابة مسلسل "عديل الروح" حالات رأيتها من واقع المجتمع فشعرت بأنه من واجبي أن اطرح المشكلة لأنها تراكمت بشكل مرعب, وأصبحت الفتيات تتباهى بها في مجاهرة وعلنية.

وما الجوانب التي تعرضتي لها في كتابتك عن هذه الظاهرة؟
أنا تكلمت عن مجموعة مؤسسات تخص هذه الظاهرة وطرحت المشكلة والحلول,بحيث حاولت من خلال تحريك مشاعرها الأنثوية أني أبعد هذه النوعية من الفتيات عن شخصية "البوية", وعرضت أيضا الحل في تغيير الملبس وطريق التعامل مع أدوات الماكياج...
مثلا: نحن نرى الآن أن الأم تحاسب ابنتها على التنورة والماكياج ولكن لا تحاسبها على "البنطلون" و"التي شيرت" الذي يظهرها في شكل "الولد"..
فمن وجهة نظري أرى أن تسليط الضوء في مسلسل"عديل الروح" على هذه المشكلة لكي ينتبه الآباء و الأمهات لأبنائهم, وليس كما يرى البعض بأني أوجد المشكلة أو أحاول إحيائها! لا، لأنها من الأساس موجودة ولكن إنكارنا لها هو الخطأ الذي جعلها تتضاعف.

ما دورك ككاتبة مشهورة في محاولة إصلاح هذه الظاهرة ؟
دوري هو التنبيه ودق أجراس الخطر كي ينتبه أفراد المجتمع، كما أن دوري ليس إصلاحيا بمعناه الشامل فهناك عناصر أخرى يجب أن تتحد لتكمل بعضها كالطبيب والاختصاصي الاجتماعي والنفسي والمدرسة في المدرسة وقبل كل هؤلاء الآباء والأمهات.

هل يوجد أسلوب معين للتعامل مع هذه الفئة من وجهة نظرك ؟
أسلوب التعامل مع هذه الفئة هو الاحتضان والاهتمام, والأهم عدم العقاب والتجريح لأنه يزيد المشكلة ولا يعالجها.

هل صادفك مثل هذه الحالات ؟ وما كانت ردة فعلك تجاههن؟
أغلب الحالات التي رأيتها و مرت عليّ كان لها علاقة بمشاكل أسرية : ( الأب مطلق الأم أو أن الأب والأم على خلافات قوية مع بعضهما وهكذا..) .. وفي إحدى الحالات التي صادفتها كانت الأم فيها فخورة أن ابنتها "بوية" وكانت تقول أن عندها بس ست بنات وفرحانة أن ابنتها تتحمل المسئولية, والذي أدهشني واستغربت له كثير أنها كانت تناديها "بوجاسم" !! من دون أن تعلم أنها دمرتها.
ولكن إذا كانت المسؤولة عن إصلاح المجتمع في وزارة التربية تقول إن المشكلة غير موجودة وإنما هذا "ستايل" فإذا كان هذا رد المسؤولة فماذا يكون ردنا نحن؟!

ومن كذلك يشار إليه بأصابع الاتهام في هذه المشكلة ؟
الدولة هي المسؤولة عن توجيه المجتمع, فالبنت والابن هم أبناء الدولة، فبدلا من أن تنشغل في قضايا الرواتب وغيرها عليها أن تهتم بأبنائها أولا لأنهم أساس بناء المجتمع، لاسيما وأن الكويت لا تملك إلا أفرادا تعتمد عليهم في بناء دولتهم.
وأيضا ظهر دور الدولة بشكل واضح وجليّ في مناداة البعض بمشروع قانون يطالب مجلس الأمة بوضع قانون يعاقب الآباء على تجاهلهما الأبناء.

هل يمكن أن ينحرف الأبناء إذا كانت تنشأتهم؟
إذا كان أساس التربية على النهج الديني والإصلاحي والمراقبة الصحيحة فلا يمكن أبدا أن ينحرفوا أينما كانوا.

كلمة أخيره توجهينها لهذه الفئة "البويات"، ولأهلهن؟
على الفتيات مصارحة الأهل لأن الصراحة تكون وسيلة للقضاء على أي مشكلة قبل وقوعها، كما أقول إن الواجب على الأهل أن يحتضنوا بناتهن ولا يعطونهن فرصة للإنحراف نحو الهاوية.

Sunday, February 17, 2008

من يعيد للطريق هيبته؟

ضحايا.. ومذنبون
الموت على الأسفلت.. يبحث عن معجزة لإيقافه
أسامة ابوالخير
المرور في الكويت، ملف نرصده بالأرقام والإحصائيات المهولة، والتي تشير إلى خطورة هذه القضية التي تستوجب استنهاض همم المسؤولين في الهيئات الحكومية المعنية كوزارات الداخلية والأشغال والبلدية وغيرها.
ويشير مصدر أمني أنه «رغم كل الإمكانات التي سخرت لحل مشاكل المرور من توفير ميزانيات ضخمة أنفقت في بناء شبكة طرق حديثة وجسور في كل ركن وزاوية إلا أن الحوادث المرورية لا تزال في تزايد وبشكل مخيف فمنذ العام 2000 وحتى 2006 حصدت الحوادث المرورية نحو 2631 ضحية». أي ما معدله 440 قتيلاً في العام الواحد.
إن مشاهد الازدحام المروري والاختناقات التي تشهدها الطرق الرئيسية والفرعية في كل صباح باتت هاجسا يؤرق ويشغل مرتادي الطرق مواطنين كانوا أم مقيمين.
لم تعد قضية المرور «أزمة زحام» و«ضحايا بريئة» هاجسا يؤرق الكثيرين فحسب، ولم تعد الإدارة العامة للمرور المسؤول الوحيد عن القضية ولكن تطور الأمر إلى أن أصبحت القضية استراتيجية ذات طابع مجتمعي في المقام الأول، وذلك بعد أن انتقلت المؤشرات الرقمية للإحصائية التي أعدتها إدارة تخطيط وبحوث المرور لتؤكد أن 31 ألفا و253 حادثا و200 متوفى شهدتها البلاد خلال النصف الأول من العام الحالي. هنا يتبادر إلى الذهن تساؤلات عدة: من المسؤول عن هذه الحوادث؟ هل هي الأعطال الميكانيكية؟ أم هندسة الطرق في وزارة الأشغال العامة؟ أم سلوكيات مرتادي الطريق أثناء القيادة؟
هيبة الطريق
من ناحيتها حاولت وزارة الداخلية في الآونة الأخيرة أن تعيد للطريق هيبته بعدما حررت عددا من المخالفات الجسيمة التي رصدها رجال الإدارة العامة للمرور خلال عامي 2000 و 2004 والتي بلغت 985350 مخالفة إلى 3.043.451 مخالفة وللحد من عدد الضحايا البريئة التي تتناثر يوميا على الإسفلت، لكن يبدو أن فرض العقوبات لم يعد كافيا وأن القضية في الأصل قضية مجتمعية تربوية أخلاقية في المقام الأول.
في السنوات الأخيرة شهدت الكويت ازديادا غير مسبوق في حركة النمو العمراني سواء في البنى التحتية أو تشييد المباني السكنية، وانسجاما مع النطق السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد في دعوته لجعل الكويت مركزا إقليميا ماليا وتجاريا، تضافرت الجهود واتجهت الأنظار إلى تحقيق تلك الرغبة الأميرية التي انطلقت عقب الجولة التي قام بها صاحب السمو إلى دول جنوب شرق آسيا في العام 2004 عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء، حيث خطت دولة الكويت خطوات واسعة نحو توسيع نشاطها التجاري والاقتصادي، وصاحب ذلك انتعاشة في البنى التجارية والمشاريع التنموية وفتح أبواب البلاد لرجال الأعمال من مختلف الجنسيات واستجلاب العمالة الوافدة.
3 مليون نسمة
هذا و بالإضافة إلى الزيادة الطبيعية في عدد السكان، التي أدت إلى زيادة غير متوقعة في إجمالي التعداد السكاني، حيث ارتفع عدد السكان من 2.5 مليون نسمة في عام 2003 إلى حوالي 3 مليون نسمة في عام 2006، كل ذلك ساهم في رواج وتضخم حركة المرور في الكويت لم يحسب حسابها من حيث توسعة الشوارع أو مضاعفة عدد مداخل ومخارج الطرق السريعة وبالتالي فهذا الأمر هو الذي ساهم بشكل ملحوظ في تفجير أزمة «الازدحام المروري».
لاشك أن الزيادة في حركة المرور وما يصاحبها من مشكلات مختلفة هي المحصلة النهائية للنمو السكاني المتزايد والتوسع الصناعي والزراعي والتجاري، وزيادة نشاط الصادرات والواردات وكذلك نتيجة سوء التوزيع الجغرافي للسكان وتباين كثافتهم في المناطق المختلفة، فضلا عن سوء التخطيط العمراني للمدن، وضعف بعض شبكات النقل والمواصلات وسوء حالة بعض المرافق مع زيادة أعداد المركبات الناجمة عن ارتفاع مستوى المعيشة والمستويات الاقتصادية لكثير من فئات المجتمع الكويتي.
أسباب متعددة
وغير خاف أن لمشكلة المرور أسبابا متعددة الجوانب منها ما هو متعلق بالتخطيط والتنظيم القديم للمدن والطرق وشبكات المواصلات، في حين أن بعضها يكون نتيجة عوامل حاضرة متعلقة بالتنظيم الحالي. كذلك هناك أسباب تتعلق بالنواحي الاجتماعية والسكانية والجغرافية، وعوامل أخرى ترتبط بالأبعاد الاقتصادية والسلوكية والقانونية والإدارية في الدولة. في حين أن سوء التخطيط العمراني للمدن ووجود نقص في شبكات الطرق وعدم وجود طرق بديلة لاستيعاب الكم الضخم من السيارات، يعد أحد أبرز أسباب المشكلة السكانية علاوة على سوء تصميم المباني والتقاطعات والمداخل والمخارج الرئيسية.
سيارة لكل مواطن
ومع هذه الثورة الهائلة في الحركة المرورية ورواج حركة استيراد السيارات من دون تحديد عمر افتراضي للسيارات المستعملة والقديمة وإدخال آلاف الموديلات والنماذج الحديثة من السيارات للبلاد دون دراسة لأبعاد المسألة، إلى الدرجة التي وصل معها تعداد السيارات في أوقات الذروة إلى ما يزيد عن مليون ونصف المليون سيارة وذلك حسب إحصائية إدارة تخطيط وبحوث المرور التابعة للإدارة العامة لتنظيم المرور؛ فإن ذلك تسبب في تفاقم المشكلة أكثر، فلم تجد من يقف تحت قبة عبد الله السالم أو في إحدى مؤسسات المجتمع المدني يدافع عنها، وبقيت الإدارة العامة لتنظيم المرور تراوح مكانها، لاسيما وأن إحصائية 2006 تشير إلى إصدار 69 ألف رخصة منها 50 ألفا لغير كويتيين على اعتبار أن هذا العدد المتزايد يشكل ضغطا كبيرا على الشبكة المرورية التي بقيت على حالها منذ أمد بعيد وأصبحت لا تستوعب هذه الزيادة في ظل استخراج آلاف رخص السوق الممنوحة لأحداث صغار ومواطنين ومقيمين ليسوا مؤهلين للحصول عليها والنتيجة في النهاية ضحايا «بريئة»! متناثرة على الإسفلت فمن يعيد للطريق هيبته؟.
الإدارة العامة للمرور
في العام 2006 بلغ عدد الوفيات نحو 460 ما يمثل زيادة مطردة، وفق معلومات أعلنتها جمعية السلامة المرورية الكويتية، وتؤكد الجمعية في تقاريرها أن زيادة الحوادث والوفيات في الكويت ترجع لعوامل بشرية وميكانيكية فضلا عن الطرق، التي لم تعد تستوعب كل هذا الكم من المركبات.هذا يؤكد أن حجم المشكلة يتصاعد نحو الهاوية إلى الحد الذي جعل منها قضية مجتمع، لابد لمعالجتها من تكاتف التربويين والمثقفين ورجال الدين فضلا عن الجهود التي يجب أن تبذلها الإدارة العامة لتنظيم المرور لتدارك الأزمة.
منذ ثلاث سنوات لم يكن التعداد السكاني بنفس هذا العدد حيث تشير الإحصاءات الناتجة عن دراسات قامت بها إدارة التخطيط والإحصاء أن التعداد السكاني للبلاد مواطنين ومقيمين في الربع الأول من العام 2004 لم يكن يتجاوز المليونين ونصف المليون، ورغم ذلك فقد شهدت البلاد 450 حالة وفاة، أغلبها من فئة الشباب فضلا عن الإعاقات، التي تقدر بالآلاف سنويا.
البيئة.. وطريق الإسفلت
ولم تخف جمعية السلامة المرورية الكويتية أن بيئة الكويت باتت غير صحية، حيث أدخلت عليها تعديلات وتغييرات كثيرة، مشيرة إلى أن الأمر أفقد تلك الطرق شكلها الطبيعي، وقد ساهم ذلك في تشتيت انتباه السائقين، وتكرار وقوع الحوادث المرورية. في حين تؤكد الأرقام الصادرة عن الاتحاد العالمي للطرق أن التكلفة الناجمة عن وفيات الطرق في الكويت بلغت 1.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الكويتي.
حيث تعادل نسبة عدد الحوادث والوفيات في الكويت أربعة أضعاف نسبة الحوادث والوفيات المرورية في الدول الصناعية، فمن يعيد لطريق الإسفلت هيبته؟
الهواتف النقالة
لم تكن الهواتف النقالة بمعزل عن الأسباب الحقيقية وراء تكرار المسلسل اليومي للحوادث المرورية، لذا فإن الكويت بحاجة إلى تفعيل قوانين منع استخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة منعا لتشتيت ذهن قائد المركبة، وضياع تركيزه، ما يؤدي إلى العديد من الحوادث المرورية الخطيرة، وللتخفيف من الحوادث المرورية التي تتضاعف بسببها حالات الوفاة. وأوضحت دراسات معنية بشؤون السلامة المرورية أن الحل الأمثل لمواجهة ظاهرة الحوادث هو الاهتمام بتوعية العنصر البشري وتحسين سلوكه المروري، معتبرة أن ذلك سيساعد في تخفيف حوادث المرور بشكل كبير.
حزام الأمان ضرورة
تشير الدراسات المعنية بشؤون السلامة المرورية إلى أن استخدام حزام الأمان بطريقة سليمة يقلل من احتمال الوفاة أثناء وقوع حوادث المرور بنسبة 61 في المئة. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنه لابد من تشريعات مرورية لإجبار السائقين على استخدام كراسي الأطفال في السيارات للحد من وفيات الأطفال بنسبة تصل إلى 35 في المئة.
مشكلات المرور.. وآثرها على التنمية
أثبتت أكثر من دراسة مسحية أن مشكلات المرور تعتبر من معوقات التنمية في أية مجتمع، وذلك بالنظر لآثارها السلبية المتعددة على مختلف جوانب الحياة، حيث تؤثر مشكلات المرور تأثيرا ضارا على الحالة الصحية العامة للإنسان الناجمة عن مشكلات المرور المختلفة وما يصاحبها كتلوث البيئة، وضوضاء المرور، باعتبار أن الفرد هو العنصر الأساسي لتحقيق التقدم والتنمية في أي مجتمع. كذلك تعتبر الخسائر الناجمة عن حوادث المرور سواء في الأرواح أو ما ينجم عنها من إصابات وعاهات أو خسائر مادية وتلفيات في المركبات أو المنشآت أو المواد كلها من معوقات التنمية في المجتمع بالنظر لتفوق آثار الخسائر الناجمة عن تلك الحوادث على كل أنواع الخسائر في مجتمعنا.
تكلفة الحوادث: 65 مليار دولار
يقدر الخبراء والمحللون أن الدول تخسر على المستوى الوطني مبالغ ضخمة، نتيجة مشكلات المرور المتمثلة في ضياع الوقت وهدر الطاقات وزيادة النفقات واستهلاك المعدات والمركبات وقطع الغيار والوقود والطاقة... وتفيد جمعية السلامة المرورية الكويتية أن عدد ضحايا الحوادث المرورية في العالم يصل إلى نحو 1.2 مليون، في حين يبلغ عدد المصابين قرابة 50 مليونا علما بأن تكلفة هذه الحوادث على الدول النامية تقدر بـ 65 مليار دولار سنويا.
المرور وقضاياه المعاصرة
أوصى مؤتمر (المرور بدولة الكويت وقضاياه المعاصرة) الذي انطلقت فعالياته تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح في مايو الماضي بضرورة تطوير وسائل النقل الجماعي مع الإسراع بتنفيذ المشروعات المرتبطة بها. واعتبر رئيس الجمعية الكويتية للسلامة المرورية بدر المطر أن «وسائل النقل الجماعي الحالية أصبحت تسعى إلى الربحية على حساب حل القضية المرورية».
كما دعا الجهات المسؤولة عن وسائل النقل الجماعي إلى الالتزام بالأهداف المرسوم لها وان لا يقتصر دورها على الربحية فقط.
ويذكر أن «المشكلة المرورية تعد من اعقد المشكلات التي تواجه المجتمع حيث تلقي بظلالها على الفرد وعلى المجتمع ككل بالإضافة إلى انعكاساتها السلبية على الاقتصاد الوطني». ولفت إلى «انه لا يمكن أن نلقي مسؤولية المشكلة المرورية على القطاع المروري في وزارة الداخلية حيث إنها مشكلة المجتمع الكويتي بأسره، الأمر الذي يستدعي تفعيل مشاركة جميع الجهات المعنية الأخرى مثل البلدية ووزارة الأشغال العامة ووزارة التربية فضلا عن مؤسسات المجتمع المدني مشاركة فعالة». وأفاد بان المؤتمرين خرجوا بتوصيات مهمة منها الدعوة إلى وضع استراتيجية وطنية للسلامة المرورية تشارك بها جميع الجهات المعنية بالدولة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإنمائي ومتابعة تنفيذ توصيات قرار مجلس الوزراء رقم 49 لسنة 2005 بما تضمنه من توصيات لمواجهة المشكلة المرورية.
شوارع الكويت تحت المنظار
استكمالا للسيناريوهات التي تقوم بها وتبذلها الإدارة العامة لتنظيم المرور في محاولة للحد من التضخم الملحوظ في عدد الحوادث المرورية سنويا وضعت كمائن رادار في الشوارع والطرق التي تشهد ازدحاما مروريا في أوقات العطلات الرسمية للدولة، فقد كان شارع الخليج في مقدمة الأماكن التي وضعت على الخريطة المرورية لشن حملتها التي قامت بها في الأشهر القليلة الماضية واستهدفت مقتادي السيارات «برعونة» حيث حررت هذه الدوريات ما يزيد عن الألف مخالفة كما بلغ عدد المخالفات المرورية المرتكبة لتجاوز الحد الأقصى للسرعة المسموح بها والمرصودة من خلال الرادار 264 مخالفة خلال ثلاثة أيام.
واستمرارا للجهود تم ضبط مركبات لا تحمل لوحات معدنية وأخرى مخالفة لشروط الأمن والمتانة ووضع الملصقات وغيرها من المخالفات المرورية، وقد حرص الضباط المشرفون على كمين الرادار المحافظة على انسيابية الحركة المرورية في الشوارع والطرق المستهدفة.
حصاد الأرواح.. في حوادث (2006)
أظهرت الإحصائية السنوية الصادرة عن الإدارة العامة لتنظيم المرور أن عدد الحوادث المرورية بلغ خلال العام الماضي 48 ألفا و706 حادثا مروريا حصدت خلالها 460 شخصا وأصابت 720 منها 132 إصابة في حالة خطرة. وأظهرت الإحصائية أن عدم الانتباه كان سببا في 46288 حادثا مروريا فيما تسببت السرعة الزائدة في 510 حوادث مرورية، وشروط الأمن والمتانة في 172 حادثا، فيما بلغ عدد الحوادث التي وقعت بسبب تعاطي المخدرات والمسكرات 14 حادثا.
تبين الإحصائية أن محافظة العاصمة احتلت المرتبة الأولى في تسجيل الحوادث حيث بلغ عدد الحوادث المسجلة فيها 14699 حادثا منها 82 حادث دهس و38 حادث انقلاب و14559 حادث تصادم.
وتشير أن عدد الحوادث التي تنتج عنها وفيات ينخفض خلال فترة الصيف التي يلاحظ فيها تسجيل اقل معدلات الوفيات حيث بلغ عدد الوفيات خلال أشهر الصيف من مايو وحتى أغسطس 137 حالة وفاة قابلها 170 حالة وفاة خلال أشهر فصل الشتاء من يناير (كانون الثاني) وحتى أبريل (نيسان) من العام 2006 .
وحسب الإحصائية فان محافظة الأحمدي أكثر المحافظات تسجيلا للوفيات الناتجة عن حوادث الطرق وبلغ عدد الوفيات المسجلة فيها خلال العام الماضي 122حالة وفاة فيما بلغ عدد الحوادث المسجلة فيها 7796 حادثا مروريا، الأمر الذي يشير إلى أن الحوادث المرورية في محافظة الأحمدي تصنف من النوع الخطر.
وكشفت أن محافظة الفروانية احتلت المرتبة الأولى في تسجيل أكثر عدد من الإصابات التي بلغت 181 إصابة خلال العام الماضي، فيما بلغ عدد الحوادث المسجلة فيها 10169 حادثا مروريا منها 109 حادث دهس و70 حادث انقلاب.
ضحايا الحوادث المرورية
وتبين الإحصائية أن الوفيات بين فئة الشباب هي الأعلى، حيث بلغ معدل الوفيات بالفئة العمرية الواقعة ما بين 21 إلى 30 عاما، 33 حالة وفاة، تلتها الفئة العمرية الواقعة ما بين 31 إلى 40 عاما وبلغت الوفيات في هذه الفئة 20 حالة، ومن ثم الفئة العمرية الواقعة ما بين 11 إلى 20 عاما، بلغت 20 حالة وفاة، ومن ثم الفئة العمرية من 41 إلى 50 عاما بلغ عدد حالات الوفاة 13 حالة، تلتها الفئة العمرية من 51 إلى 60 عاما حيث بلغت الوفيات فيها 7 حالات، وأخيرا الفئة العمرية من 61 وما فوق بلغ عدد الحالات فيها 7 حالات وفاة.
حصاد.. يونيو
من واقع إحصائية أعدتها إدارة تخطيط وبحوث المرور التابعة للإدارة العامة لتنظيم المرور عن انجازات ومهام الإدارات خلال شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي (2007) أن إجمالي رخص السوق الممنوحة بلغت 7725 رخصة في حين بلغ عدد الحوادث المرورية عن ذات الشهر5760 حادثا مروريا وحصيلة القتلى 23 منهم 6 مواطنين، و242 ألف مخالفة، كما كشفت الإحصائية أن عدد المركبات التي تم فحصها من قبل اللجان الفنية في المحافظات للمركبات التي مضى على إنشائها 20 عاما ما يقارب 2193 مركبة منها 321 مركبة في العاصمة و531 مركبة في حولي و311 في الفر وانية و455 في الأحمدي و575 في الجهراء وأشارت الإحصائية إلى أنه تم فحص ما يقارب 20 مركبة محالة من إدارة تحقيق مخالفات المرور للبت فيها منها 16 مركبة نقل خصوصي. وبينت الإحصائية أن الجولات التفتيشية لقسم الورش بإدارة الفحص الفني قامت بما يقارب 300 جولة وسجلت 214 مخالفة بحق الورش.

في حضرة صاحب السمو

عمرو خالد في ضيافة أمير دولة الكويت

هكذا يرفع الله أقواما ويخفض آخرين، الداعية الإسلامي، والمفكر المجدد عمرو خالد، في حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله.

Saturday, February 16, 2008

الراي.. كانت لنا فيها أيام

حرية الكلمة.. حريتك تنتهي عن أول خط تبدأ فيه حرية الآخرين


كانت لنا أيام في جريدة "الرأي العام" الكويتية، التي أصبح اسمها في ما بعد "الراي" ، كانت أيام كفاح حقيقي ومحاولة لإثبات الوجود، فمهنة صاحبة الجلالة أو السلطة الرابعة، رغم تعبها ومدى المعاناة إلا أن كل تعب فيها، يزول ويتحول إلى لذة مع كل إشراقة جديدة لعدد جديد أجد فيه اسمي يعلو موضوعاتي الصحفية، التي تنوعت بين مقابلات وتحقيقات وتغطيات يومية لأحداث وفعاليات تغص بها دولة الكويت، والذي لا يمر يوم إلا وتعقد فيه الندوات واللقاءات والمؤتمرات الصحفية المحلية والدولية.
وتمتاز دولة الكويت بأنها ملتقى الأجيال، ودولة المؤسسات والحريات التي ينعم في ظلها الجميع من مختلف الأطياف
.

Wednesday, February 13, 2008

التعليم الخاص والطبقية


هل يساهم تضخم التعليم الخاص في الكويت في إيجاد حالة من الطبقية
أسامة أبوالخير
التعليم الخاص في الكويت ومنطقة الخليج هل حقا ولد من أمشاج متنافرة تنفي عنها اسم الجامعة وتضبب خصوصيتها، فالبعض يرى أنها جامعات بلا تاريخ يمنحها الشرعية اللازمة. فشرعيتها الوحيدة تأتي من الحاجة إلى خدمات تعليمية عالية تؤهل الشباب للعمل في أسواق التجارة والإنتاج الصناعي، وهذا مطلب غير هين، وهو ما يجعل منها (ظاهرة اجتماعية)، فهل يؤثر ذلك على ثقافة المجتمع الكويتي ويخلق حالة من الطبقية بين الاجيال المقبلة.
أصحاب المدارس الخاصة لم تكن تعجبهم المطالبات المستمرة لأولياء الأمور، الداعين دائما إلى خفض رسوم المدارس الخاصة لاسيما مع تدني المستوى التعليمي في المدارس الحكومية هذه النبره كانت محل انتقاد من صاحب مدرسة (...)، الذي طالب في تصريح صحفي سبق وأن نشرته الصحف، بإطلاق حرية الأقساط في المدارس الخاصة، وأوضح أن الرسوم المطبقة حاليا بالمدارس الخاصة بالكويت تعتبر الأقل مقارنة بما هو مطبق بدول مجلس التعاون الخليجي.
الأقساط المدرسية
ولم يجد (...) مانعا من التشديد على وزارة التربية بأن ترفع يدها عن الأقساط المدرسية، فلا تتدخل بالشؤون المالية للمدارس الخاصة، وعاد يذكر على أن وزارة التعليم العالي تصدر تراخيص لجامعات خاصة، لكنها لا تتدخل بشؤونها المالية، إذ لم ينص قانون إنشاء هذه الجامعات على تحديد رسومها'. ويضيف أن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تقوم بإصدار التراخيص للمعاهد الثقافية ومعاهد التدريب، من دون أن يكون هناك نظام أو قرار يجيز لهذه الهيئة التدخل بالشؤون المالية لهذه المعاهد أو تحديد رسومها.
من هذا المنطلق يرى (...) أنه لا يجب على وزارة التربية أن تفرض رسوما على المدارس الخاصة، بل يجب أن تطلق حرية الأقساط المدرسية في هذه المدارس.
اتسمت لهجة صاحب مدرسة الكويت الإنكليزية بالتهديد حين قال: "إذا لم يصدر قرارا بشأن زيادة الرسوم فسنلجأ إلى إقفال أبواب هذه المدارس". هنا انتهى كلا محمد (...)
ولكن حديث أولياء الامور لم يتوقف، كما أن إيجاد حالة من الطبقية لم يجد منتهاه في التضخم المتزايد في المطالبات المستمرة لفتح أفرع لجامعات ومعاهد خاصة عالمية ودولية في الكويت ولنتذكر رد وزيرة التربية نورية الصبيح، على الطلبات المتزايدة والتي بلغ عددها (32) طلبا تقدم بها أصحاب جامعات ومعاهد خاصة يسعون من خلال الوزارة إلى فتح أفرع لهم داخل الكويت.
الاعتراض والاستنكار
وزيرة التربية لم ترفض الطلبات جملة لكنها درست ثم انتقت منها (17) طلبا وردت البقية فكان الاعتراض والاستنكار وعلت الأصوات صفحات الجرائد لماذا الرفض؟! وقتها لم تحجب وزيرة التربية نورية الصبيح نفسها عن مساءلة النائب فيصل الشايع، حين أفادت بأن الطلبات التي تم رفضها لم تكن مستوفية لشروط الترخيص، كما لم تكن تتناسب وخطة مجلس الجامعات الخاصة التي تتفق واحتياجات ومتطلبات العمل في السوق الكويتي.
هنا يثبت لدينا الصراع المحتدم حول المطالبة بإنشاء مزيد من المدارس والجامعات الخاصة، على صراخ واحتجاجات الطالب في جامعة الكويت ماجد الخالدي حين ينقل لـ "أوان" الصورة كاملة من خلال احتكاكه مع زملائه في الجامعات الخاصة في الكويت فيقول: "لقد أوجد هذا النوع من الجامعات في الكويت حالة من الطبقية المفعمة بالتعالي والكبرياء"، ويرى الخالدي أن "هذه الطبقية دخيلة على مجتمعني العربي المترابط على مدى تاريخه"
يتأسى الخالدي مما يلاقيه حال الشباب والفتيات الكويتي من الفوارق الاجتماعية التي كما يقول فصلت الشباب فكريا وذهنيا عن الجيل الذي سبقهّ، حال الخالدي تعكس وضع الشباب وما وصل إليه من تغيير وخروج عن النطاق العام للعادات والتقاليد العربية. لكنه لا يتوقف ويواصل الخالدي حديثه ليعلن غضبه على الوضع الراهن للتعليم الخاص في الكويت.
أما فاطمة أحمد من الجامعة الأميركية لكونها طالبة في إحدى الجامعات الخاصة ترى أن التعليم الخاص في الكويت أحدث نقلة نوعية على المستوى التعليمي ومخرجات السوق، وتثني أحمد الطالبة الرافضة البته للتعليم الحكومي، الذي ترى فيه أنه سببا رئيسيا ومباشرا في تخلف الجيلين الأخيرين بعد اصابة المؤسسات التعليمية الحكومية بالتدهور.
ولم تجد هذا الوضع من الطبقية في التعليم الخاص، الذي يتحدث عنه بعض الشباب من الدارسين في الجامعات الحكومية، فهي تقول إن البرامج المتنوعة ونظام التعليم الخاص مختلف تماما عن الحال في الجامعات الحكومية، وتضيف أن النظام الأكاديمي الجديد يولد تجديدا في نفوس الشباب والفتيات إلى جانب أنه يكشف عما لديهم من مهارات.
في استطرادها تضع أحمد، يدها على الجرح لتؤكد "أنه ليس الفارق الطبقي، وإنما هو تميز التعليم الحكومي عن الخاص".
تقلص المسؤولية
لكن الاستاذ الاكاديمي والباحث محمد جواد رضا يفاجئنا برأيه في مستوى الجامعات والمعاهد الخاصة في الكويت ومنطقة الخليج بشكل عام فيقول، في ورقة عمل كان تقدم بها في حلقة نقاشية نظمت في الكويت حول "الجامعات الخاصة في دول الخليج العربي وتقلص المسؤولية الوطنية عن التعليم الجامعي"، "إن جامعات الخليج الخاصة لا تتوافر فيها شروط الجامعة ولن يتوفر لها ذلك مستقبلا!، فلماذا لا تختار هذه الجامعات أن تكون معاهد تطبيقية عالية مكرسة للتعليم العالي الممتاز؟!
ويؤكد الدكتور رضا أن الجامعات الخاصة في الخليج تخطيء حينما توهم نفسها والآخرين بأن الجامعات الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية مثل هارفارد وبيل وستانفورد وغيرها هي جامعات خاصة وتتقاضى أجورا من طلبتها!
كثيرون منا لا يعرفون أن الجامعات الخاصة الأميركية تحمل عن الدارس فيها نصيبا كبيرا من كلفة تعليمه وتدريبه الحقيقية، هكذا يؤكد رضا، وأن أحد المصادر المالية الكبرى المضمونة للجامعة الخاصة في الولايات المتحدة يتمثل في (الوقفيات) التي تتراكم فيها بالملايين ثم يصرف ريعها على تطوير الجامعة وتعظيم ازدهارها.
المدارس الخاصة في الكويت تنقسم إلى قسمين، المدارس العربية والهندية والباكستانية من جهة، والانكليزية والأميركية من جهة أخرى. ولكن هل زيادة الرسوم إذا كانت ستضفي على العملية التربوية الجودة، لتطوير المنظومة التعليمية؟ مسألة هامة للارتقاء بقدرات الطالب، خاصة أن هناك تقصيرا في مخرجات بعض المدارس الخاصة والعربية تحديدا، مؤكد ولما لا.. لاسيما انه في المدارس الخاصة تتوافر بعض الخدمات التعليمية المتميزة كالأجهزة الحديثة المتوافرة في مختبراتها
إذن ما يتم طرحه من أن التعليم الخاص يوجد حالة من الطبقية قد يكون أمرا ليس واقعيا كما يؤكد ذلك عدد من اختصاصي علم النفس والاجتماع في حديثهم، أستاذة علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتورة نضال الموسوي ترى أن ثمة أسبابا حقيقة وراء لجوء الكويتيين وغيرهم إلى الجامعات الخاصة، من بينها شعورهم أن هناك ضعفا في التعليم الحكومي على الرغم من المحاولات الحكومية للنهوض بهذا التعليم .
طرق التدريس
وتبين أن هناك عددا من المناهج وطرق التدريس لا تزال قديمة ولم تجد،كما لم تجد طريقها مواكبة التطور الحاصل في التعليم وبخاصة في جانب مهم وهو اللغة الإنجليزية مبينة أن اللغة الإنجليزية باتت لغة عالمية وأن سوق العمل الآن من شركات ومؤسسات وحتى بعض الجهات الحكومية المهمة تشترط هذه اللغة. كما أن تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية ليس بالمستوى المطلوب مقارنة بالجامعات الخاصة، وسيما الأجنبية منها.
وفي شأن رغبة بعض فئات المجتمع في التباهي كون أبنائهم يتلقون تعليما في المدارس الخاصة، تقول إن هناك نسبة قليلة ممن يتباهون بذلك بقصد التظاهر أو التفاخر أو التقليد ولكن غالبية الأسر التي تضع أبناءها في المدارس الخاصة مدفوعة برغبة في أن يتلقى أبناؤها التحصيل المناسب الذي يؤهلهم لإكمال دراستهم العليا.
كل هذه الاسباب التي تطرحها الموسوي هي تمهيد لهدف أكبر في أن يظفر الدارس بفرص وظيفية جيدة في المستقبل ومن بين أمثلة من يسعون إلى ذلك أساتذة الجامعات والطبقة المتعلمة والحريصة على العلم لها ولأبنائها.
وتقول إن الأسر التي تصر على أن يكمل أبنائها التعليم الجامعي وما بعده ، تحرص على أن يتعلم أبنائها في المدارس الأجنبية حتى يتسنى لهم دخول الجامعات أو الكليات المتقدمة أو السفر إلى الخارج لإكمال الدراسة الجامعية أو الدراسة العليا.
وتزيد قائلة أن هناك نسبة كبيرة من الأسر تحرص على أن تدخل أبناءها في التعليم الخاص لكي تبني لديهم منذ الصغر الأساس الجيد في اللغة الإنجليزية وفي التعامل مع الحاسوب على حد سواء باعتبارهما من مفاتيح العلم في العصر الحديث.
وعن أوجه القصور في التعليم الحكومي تقول إن هناك أوجه قصور عدة سواء في المناهج العلمية أو في تعليم الكمبيوتر أو في تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
وتشير إلى أن الأسر ذات الدخل المتوسط وحتى الأقل يحرصون على الحاق أبنائهم بقاطرة التعليم الخاص والمدارس الأجنبية على اعتبار أن المدارس الأجنبية مستقبلها أفضل علميا ومهنيا.
البرامج الأكاديمية
وتشير دراسة إلى أنه في خمسينيات القرن الماضي شهد التعليم العالي توسعا لم يسبق له مثيل من حيث عدد الجامعات والبرامج الأكاديمية وإعداد الطلبة، فقد شهدت الفترة ما بين الأعوام 1951 و 1970 إنشاء (23) جامعة، كما أنشئت( 33) جامعة أخرى في عقد السبعينيات إلا أن الطفرة في إنشاء الجامعات شهدها عقد التسعينيات من القرن الماضي حيث تم إنشاء أكثر من (142) جامعة معظمها جامعات خاصة.
وفي فورة الاندفاع نحو التعليم الجامعي تناسى الناس التفكير في نوعية الخريجين ومستويات كفايتهم التحصيلية والأدائية وصارت المباهاة بالأعداد وحجم الدرجات هي زينة تلك الحقبة وأغفلت تماما معايير الجودة في التعليم الجامعي مثل حجم الفصول الدراسية ونسبة الطلبة إلى أعضاء هيئة التدريس.
وفي هذا التعليم الجامعي الحكومي بات الإنفاق على الطالب الواحد في انخفاض مستمر، وبلا شك أنعكس ذلك على نوعية الخدمات التي تقدمها الجامعة للطالب وكذلك على مستوى التحصيل والخريجين، وأمام هذه الضغوط وقع ما كان ينبغي أن يقع، تصدى المقتدرون من الناس للوضع الإشكالي في الجامعات الحكومية وأقدموا على إنشاء (جامعات خاصة) وكان ذلك أمرا طبيعيا ولم يكن هناك اعتراض على أن يتصدى مواطنون لحمل بعض مسؤوليات التعليم العالي عن الدولة بشرط أن لا يكون ذلك على حساب تربية الامتياز العقلي التي هي الالتزام الأخلاقي الأول للجامعة، وهذا ما لم يتحقق في الواقع.
ففي العام 1997 ذكر تقرير (لجنة العضوية في إتحاد الجامعات العربية ومقره الأردن، أن بعض الجامعات الخاصة والمرخصة بمراسيم وقرارات حكومية لا تصلح أن تكون مدارس ابتدائية من حيث المرافق والتجهيزات والمستوى العلمي).
تعليم خمس نجوم
وقبل نحو أربعة أعوام نشرت مجلة روزا ليوسف تقريرا مفصلا عن التعليم الخاص في مصر وعنونته بـ "تعليم خمس نجوم" ورد فيه أنه " للخاصة المصرية المقتدرة ماليا والتي بدأت تعزل أبناءها وبناتها عن مدارس الحكومة وجامعاتها وكان تعليم الخمس نجوم موسوما بنزعة طبقية واضحة، لقد بلغ من حرص المؤسسين لتعليم الخمس نجوم على احتكاره لأبنائهم أنهم يشترطون للقبول في هذا التعليم أن الأجور الدراسية لا تدفع بالجنيه المصري وإنما يجب دفعها بالعملة الصعبة، الدولار الأميركي أو اليورو الأوروبي أو الجنيه الإنكليزي. بهذا الابتكار الإجرائي وأمثاله تكرس التعليم الجامعي الخاص طبقيا، وبهذا كان يؤشر على جملة أمور جديرة بالتأمل، التي منها طبيعة الطبقية بمعنى أن هذا التعليم لا يناله إلا المقتدرون ماليا وليس في هذه الطبقية الجديدة ما يعين على انتشار الديمقراطية.
ومن الامور التي يراها التقرير هو تراجع دور الحكومات العربية عن كفالة العدالة الاجتماعية للشباب في تعليم جامعي راق يؤهلهم للمساهمة الفعالة في تعظيم إنتاج الثروة الوطنية العامة والارتقاء بأنفسهم نحو مراكز اجتماعية أكثر رخاء.
وأخيرا يحذرتقرير مجلة "روزاليوسف" من خطورة زحف العولمة والخصخصة على التعليم الجامعي وسياسة القبول فيه ومستويات الجودة في منتجاته وترى ان هذا فيه سلب لرسالة التعليم الوطنية.
حقا إن زحف العولمة والخصخصة على التعليم الجامعي تجربة تشترك فيها البلدان العربية وغير العربية وهي تقرع الآن أكثر من ناقوس خطر حتى في البلدان الصناعية المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأميركية ولكن الفارق بيننا وبين الآخرين، هو إن الآخرين يستبقون عواقب التحولات الكبرى لتلافي أخطارها أو التخفيف منها.
وعن الأخطار الكبرى لخصخصة التعليم تحديدا في المنطقة العربية، تؤكد دراسة اكاديمية ،أن ذلك سيتسبب في ارتفاع الأجور الدراسية الناجم عن تناقص الدعم المالي الحكومي للجامعات الحكومية فإن أبناء العوائل الفقيرة أو محدودة الدخل سوف تتضاءل فرصهم للانتفاع بالتعليم الجامعي.
كما أن خصخصة التعليم العالي تحمل معها خطرا آخر، هو خطر (تسليع المنهج الجامعي) بمعنى أن المنهج الدراسي الجامعي يعامل كما لو كان (سلعة) من السلع المعروضة للبيع في الأسواق وبهذا فإن التسليع يجبر الجامعة على تقديم برامج تعليمة أو علوم ذات قيمة تسويقية تساوي الأجور التي تدفع لقاء تعليمها وبهذا تتراجع البرامج الأكاديمية التي ليست لها قيمة سوقية أو تسويقية مباشرة كما في حال إعداد المعلمين وتدريب الممرضات.
خصخصة التعليم
وأخير تشير الدراسة أن استمرار فعل الخصخصة سوف يوسع الشقة بين الميسورين والمحرومين، وفي الوقت الذي ستزيد فيه الفرص أمام أبناء العوائل الميسورة فإنها ستضيق بنفس السرعة والمدى أمام أبناء الأسر الأقل حظا.
إن في هذا التباعد الطبقي خطرا محققا على مستقبل الديمقراطية والسلام الاجتماعي في الولايات المتحدة.
وفي فحوى هذا الموضوع يبين أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الغانم الذي، أنه يجب أن نوضح بداية أن الأمر مختلف بالنسبة للتعليم الجامعي عنه في المراحل السابقة ويوضح أن غالبية الأسر التي تضع أبناءها في جامعات خاصة يكون الأمر لديها مرده إلى أن أبناءهم لم يحصلوا على تقديرات مرتفعة في المرحلة الثانوية وأن معدلاتهم لم تأهلهم لدخول جامعة الكويت لذلك اضطروا للدخول إلى جامعات خاصة.
ويردف قائلا إن الأمر مختلف بالنسبة للمراحل الدراسية قبل الجامعية، فنجد أن ثمة أسبابا أخرى لاختيار الأسر المدارس الخاص عن المدارس الحكومية منها عدم وثوق الكثير من الأسر في مستوى التدريس الذي تقدمه المدارس الحكومية باعتبار أنه أصبح أقل مستوى مما كان عليه في السابق .
ويبرهن الدكتور الغانم على ذلك بقوله إنه يعرف الكثير من الأسر التي تعمل في وظائف حكومية ودخلها ما بين متوسط ومحدود ومع ذلك تحرص أن تستقطع جزءا كبيرا من دخلها في سبيل تعليم أبنائها في مدارس خاصة ويشير إلى اعتقاد تلك الأسر أن الاستثمار الحقيقي ليس في البيت أو السيارة أو أي وجه من أوجه الحياة المادية إنما الاستثمار الأهم يكون في جودة تعليم الأبناء.
بدايات التعليم الخاص في الكويت
نزحت أعداد كبيرة من المواطنين العرب إلى دولة الكويت نتيجة للظروف التي مرت بها المنطقة العربية، كما قدم للبلاد أعداد كبيرة من جنسيات أجنبية مختلفة للعمل في مختلف المجالات في سنة 1967م فظهرت المدارس الخاصة ولاسيما أجنبية المنهج منها بنمو مطرد بفضل وعى واهتمام أبناء البلاد في المساهمة بتوفير الرعاية التربوية وقد بلغ عدد المدارس الخاصة عام 1970/1971 (63) مدرسة عربية وأجنبية وقد وصل أعداد الطلاب والطالبات في ذلك العام (28266) واستمرت الزيادة في كل من أعداد المدارس ومناهجها الدراسية، وأعداد الطلبة والطالبات فيها منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.
"المجموعة التعليمية القابضة"... وسياسة التعليم الخاص
عندما جاء الطرح الأول للجامعات الخاصة جاء في أهاب تجاري للجامعة الخاصة (ملاّك) يستثمرون أموالهم في مشروع تجاري تملكه شركات مساهمة مسجلة في وزارة التجارة، وتنشر ميزانياتها في الصحف مع نهايات السنة المالية وقد تتداول أسهمها في البورصات، ففي 25/2/2006 نشرت إحدى الصحف اليومية خبرا عنوانه "التعليمية القابضة" تتفاوض مع وزارة التنمية البحرينية لتنفيذ مشروع إعادة التأهيل للتعليم الخاص وإنشاء مدرسة

Sunday, February 10, 2008

الذكاء الوجداني

صورة تعبيرية
للإنسان عقلان ...أحدهما مفكر موضوعي والآخر وجداني


يعد مفهوم الذكاء الوجداني مفهوما حديثا جذب انتباه الباحثين في السنوات العشر الماضية... والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يركز عدد كبير من علماء النفس حاليا على الذكاء الوجداني وليس العقلي؟ على الرغم من أهمية الذكاء العقلي في مسائل مهمة مثل التحصيل الدراسي والمواقف التي تحتاج إلى قدرات معرفية معينة، مثل الفهم والإدراك وغيرها... الجواب هو أن ما لاحظه علماء نفسيون أن الذكاء العقلي على الرغم من أهميته وبخاصة في مواقف التحصيل الدراسي ليس كافيا للنجاح في مواقف الحياة المهنية !
«أوان» التقت عددا من الاختصاصيين النفسيين للتعرف على صفات وخصائص العقل الآخر للإنسان أو الذكاء الوجداني وماذا يعني؟ الباحثة في قسم علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت أمثال الحويلة، تنوه بأنه يجب أن نفرق بين الذكاء العقلي والوجداني، فالأول خاص بالوظائف الفكرية من إدراك المفاهيم والقدرة على التحليل، أما الذكاء الوجداني فهو المستند إلى رهافة الحس، وتضيف أن ما يلاحظه علماء وباحثون الآن أن هذا النوع من الذكاء صار مطلوبا في العمل ومواقف الحياة بشكل عام.
وتشير إلى أن الشعار المتداول الآن أن الذكاء العقلي يُمكّنك من الحصول على الوظيفة أما الوجداني فهو الذي يجعلك ترتقي فيها نحو الأفضل، واصفة الذكاء الوجداني بأنه مفتاح جديد للنجاح في الحياة الاجتماعية والمهنية.
كذلك لم تكن العلاقة بين العاطفة والذكاء يوما متضادتين لكنها كما تقول الباحثة الحويلة أن العلماء بحثوا لفترة طويلة العلاقة بين العاطفة والذكاء فوجدوا أنهما متكاملان، متلاحمان.
وتضيف أنه: لو نظرنا إلى حكمة الفيلسوف سقراط «أعرف نفسك» سنجد أنها تمثل حجر الزاوية في الذكاء الوجداني على حد تعبير اختصاصية علم النفس، وتردف أيضا أن المقصود بذلك هو وعي الفرد بمشاعره حين حدوثها فقد تبدو مشاعر الفرد واضحة للوهلة الأولى ولكن إذا تم التأمل بشكل أكثر وعيا، فقد يظهر لديه أن مشاعره تكون واضحة في بعض الجوانب أو المواقف ولكنه لم يتنبه للجوانب الأخرى.

حجر الأساس
وتتحدث الحويلة عن مجالات أساسية للذكاء الوجداني ومنها أن يعرف كل إنسان عواطفه ويعيها ويدركها، أي الوعي بالنفس وهو يمثل حجر الأساس في الذكاء الوجداني، والأمر الآخر هو إدارة تلك العواطف والتحكم فيها أي التعامل مع المشاعر لتكون مشاعر ملائمة وتخرج في الوقت المناسب وبأسلوب مناسب وكذلك بالقدر المناسب.
وفي مداخلته القصيرة يقول فنان الكاريكاتير ياسر حسين إن التحكم في المشاعر قد يكون لدى بعض الأشخاص مسألة إرادية ولدى البعض الآخر أمرا يصعب ويحتاج إلى بعض الوقت والمران في كيفية التحكم والسيطرة على الانفعالات العاطفية سواء كانت هذه العواطف سلبية أم إيجابية.
ثم تواصل الباحثة حديثها موضحة أن مسألة تحفيز النفس والمقصود بها توجيه العواطف والمشاعر في خدمة هدف ما فهذا أمر مهم لانتباه النفس ودفعها للتفوق والإبداع، وتنتقل الحويلة إلى نقطة أخرى تتعلق بالتعرف على مشاعر الآخرين وعواطفهم أي التعاطف الوجداني والشعور بالآخرين ومحاولة مساعدة الآخرين وتفهم سلوكياتهم ومشاعرهم.

المهارات الاجتماعية
وعن آخر مجالات الذكاء الاجتماعي تقول الحويلة هو توجيه المهارات الاجتماعية أي أن فن العلاقة بين البشر هو في معظمه مهارة تطويع، وهو من القدرات التي تكمن وراء التمتع بالشعبية والقيادة والفاعلية في بناء العلاقات مع الآخرين ومن الطبيعي أن يختلف الناس في قدراتهم في هذا المجال.
دلال الوقيان طالبة جامعية تتفق مع هذه الناحية فهي ترى أن غالبية النساء يتمتعن بالذكاء الوجداني من الناحية الاجتماعية، وتضيف تجد الواحدة منا لديها صداقات متعددة وعلاقات اجتماعية في الداخل والخارج وربما تكون هذه الشخصية النسائية أكثر قدرة على خوض غمار الحياة الانتخابية في المرحلة المقبلة.
ولكن أيهما أكثر أهمية الذكاء الوجداني أم الذكاء العقلي، هنا تؤكد الحويلة، أن كليهما مهم وكل منها مكمل للآخر ولكن كما سبقت الإشارة إليه أن الذكاء العقلي من خلاله تحصل على وظيفة والذكاء الوجداني هو مفتاح النجاح بهذه الوظيفة.

العلاقات مع الآخرين
وتضيف أنه من وجهة نظرها أن الذكاء الوجداني أكثر أهمية لأنه أساس العلاقات مع الآخرين وتستطيع من خلالها أن تحدث تأثيرا بالآخرين كما أن الذكاء الوجداني يساعدك في تنمية مهاراتك الاجتماعية وتسخيرها وتطويعها، وفي الوقت نفسه لا يمكن التقليل من أهمية الذكاء العقلي بشكل عام فكل منهما مكمل للآخر.
ولكن كيف يمكننا الاستفادة من الذكاء الوجداني في مجالات الحياة المختلفة، تلفت اختصاصية علم النفس إلى أهمية أن يتعرف كل إنسان على نفسه ومن ثم يدرك حدود قدراته، لتستطيع أن تضع يدك على سلبياتك ومواطن ضعفك وتستغل إيجابياتك وتنطلق من مواطن قوتك وتحاول تنمية نواحي الضعف وتعدل من سلبياتك، كما أنه من خلال هذا الذكاء تستطيع إدارة انفعالاتك وعواطفك والتحكم فيها، وأن هذه الإحاطة والإدارة والسيطرة على انفعالاتك المختلفة وعواطفك، تزيدك ثقة بنفسك وتجعلك تتغلب على كبوات الحياة وتقلباتها وتغير منها بسرعة وتساعدك على التوافق النفسي والتأقلم مع المواقف المختلفة دون أي ضرر نفسي لك وللآخرين من حولك، كما أن الذكاء الوجداني يجعلك أكثر قدرة على تفهم الآخرين من حولك وتقبلهم بجميع تغيراتهم وانفعالاتهم وسلوكياتهم.
أنور مشعل مواطن في منتصف العمر يرى أنه يمتلك هذه الخصائص النفسية والتي تعرف بالعقل الوجداني، وذلك من خلال تعامله مع زملائه وأصدقائه وكذلك في التعامل مع فئة التجار حيث يعمل مشعل تاجرا فهو يملك عددا من المصبغات إلى جانب أن لديه توكيلا لأدوات التجميل.
المواطن أنور مشعل رغم صغر سنه استطاع أن يكون تاجرا ناجحا في فترة وجيزة وأن يمتلك دائرة من العلاقات أهلته لهذا النجاح، ولم يكن يعرف أن هذه الخصال المتوافرة في شخصيته نوعا آخر من العقل يطلق عليه علماء النفس العقل الوجداني فقد فوجئ بذلك لكن مفاجأتنا له كانت أكثر حافزا ومشجعا لمواصلة أعماله وأنشطته التجارية.

القدرة على التحكم
كما لم يخف وليد الهاجري، مواطن في أخريات العقد الثاني من العمر، حقيقة أنه لا يتمتع بهذه الخصال فهو كثير الانفعالات العصبية دون القدرة على التحكم فيها كما أن علاقاته مع الآخرين عادية ويرى أنه ليس فيها شيء من التميز، لكنه يوضح أن لديه أصدقاء يتمتعون بهذه الخصال في تعاملاتهم مع الآخرين وهم الأكثر نجاحا في حياتهم على حد قول الهاجري لأنهم أشخاص أقرب إلى القياديين السياسيين الذين يستطيعون أن يدخلوك النهر عطشانا ثم تخرج منه دون أن تهنأ بقطرة ماء تروي عطشك، هكذا يعلق المواطن الهاجري في حديثه لـ «أوان».
أما سالم النبهان، فلم يعلق طويلا لإيمانه بأن الحياة حظ وشطارة فهو لم يكن يعرف أن هذه الشطارة هي جزء من الذكاء الوجداني، عندها أدرك يقول «إذن أنا أمتلك عقلا آخر!» يبدو أن النبهان حتى الآن لم يعرف نفسه جيدا!
ويتابع حديثه : إن الذكاء الوجداني يمدك بالمهارات الحياتية الاجتماعية للتواصل والتعامل مع الآخرين ومن ثم تكوين علاقات جيدة ومتوازنة مع من حولك سواء كانوا من محيط عملك أو على المستوى العام أو المستوى الشخصي والأسري وأيضا يعطيك الذكاء الوجداني القدرة على أن تميز وتستجيب استجابة ملائمة للحالات النفسية والأمزجة والميول والرغبات الخاصة بالآخرين هكذا يؤكد اختصاصيو علم النفس والاجتماع.
هنا تزيد إنتاجية الفرد ويستطيع العمل بصورة إيجابية لعدم وجود ضغوط نفسية أو صراعات أو نزاعات في أجواء العمل.

الوهلة الأولى
هبه محمد مقيمة مصرية منذ الوهلة الأولى وحين تقع عيناك عليها تشعر أنها تملك ذكاءين، عقليا ووجدانيا لا يقاوم!، بفراستها بادرتنا بالسؤال قبل أن نسألها «أكيد صحافة؟!» لم يكن سؤالنا لها تقليديا فقد كان السؤال هل أنت ناجحة في حياتك؟ تجيب الحمد لله لكن لا تزال هناك آمال لم تتحقق، وأين ذكاؤك الوجداني من هذه الآمال؟ موجود لكن ليس كل ما يريده المرء يدركه. لماذا؟ فالحياة تحتاج إلى صبر ونضال وتعب.
في هذا الإطار واجهنا الطبيب إبراهيم علام بحقيقة أخرى مكملة لموضوعنا عن الذكاء الوجداني بقوله إن «الذكاء الوجداني وحده ليس كافيا كي يجعل الإنسان ناجحا! وإنما عامل الوقت وكيفية إدارته واستثماره هو الدينامو الحقيقي للنجاح». لم يطل بنا المقام مع الطبيب علام الذي ودعنا بقوله «الذكاء الوجداني ليس دائما يكون أمرا وراثيا وإنما يمكن اكتسابه بالاحتكاك والخبرة في التعامل مع الآخرين».
لا يؤمن
أحمد عبد الحكيم (مقيم خمسيني) لا يؤمن بالذكاء الوجداني ويرى أنها مسميات وفلسفات ليس لا معنى!، ويؤكد أن العامل الوراثي والتربية الاجتماعية المنفتحة أو المنغلقة هي الأساس في حياة كل إنسان، ويضيف أن الوالدين يستطيعان أن يشكلا من ابنهما الشخصية التي يراد أن تكون وإن لم يفلحا فتجارب الحياة خير معلم وأعظم مدرسة!

توليد الانفعالات
أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور عثمان الخضر مؤلف كتاب الذكاء الوجداني، يعرف الذكاء الوجداني «هو ذكاء يجمع بين الجانبين العقلي والانفعالي للفرد» هذا النوع من الذكاء يجمع بين فكرة أن الانفعال يجعل تفكيرنا أكثر ذكاء. ويوضح أن الذكاء الانفعالي مفهوم يشير إلى القدرة على إدراك الانفعالات بدقة وتقويمها والتعبير عنها والقدرة على توليد الانفعالات.
ويشرح أن للذكاء الوجداني مكونات عدة من بينها القدرة في التعرف على انفعالات الذات و هذا يعني القدرة على ملاحظة التقلبات المزاجية حتى الصغيرة منها، التي تحدث داخل الفرد ومن أمثلة ذلك أن تبالغ في الانفعال تجاه خطأ ارتكبه أحد موظفيك ولكن وعيك بنفسك ينبهك بأنك بالغت في تأنيب ذلك الموظف، وأن السبب وراء هذا الانفعال ليس هو ذلك الموظف وإنما السبب ما حدث من شجار مع زوجتك صباح ذلك اليوم!



مكون آخر
ويتحدث الدكتور الخضر عن مكون آخر من مكونات الذكاء الانفعالي وهو القدرة على معرفة ما يشعر به الآخرون، أي الوعي بمشاعر الآخرين ووصف هذا المكون بقوله إنه القدرة على رؤية ما يشعر به الطرف الآخر وحاجاته واهتماماته.
مؤكدا على أهمية هذا المكون بقوله أن إحدى الدراسات وجدت أن الأطباء الأكثر قدرة على معرفة انفعالات مرضاهم كانوا أكثر نجاحا في علاجهم قياسا بأقرانهم الأقل حساسية، ويروي أن الخارجية الأميركية طلبت من أحد المختصين النفسيين والإداريين وهو «ماكليلاند»، تحديد المهارات التي تميز الموظفين من أصحاب المهارة العالية والناجحين من الموظفين الآخرين، الذين يمثلون الولايات المتحدة في الخارج من سفراء وموظفين فكان رأي هذا المختص أن أهم ما يميز هؤلاء النجوم ليس درجة ذكائهم وفق ما تظهره اختبارات الذكاء ولا درجة التحصيل في مواد التاريخ والثقافة الأميركية واللغة الأخرى والاقتصاد وهي المعايير التي تم تعيينهم عليها، ولكن كان المهم هو مدى امتلاكهم القدرات الإنسانية وأهمها مدى قدرتهم على قراءة انفعالات الشخص المقابل.

العنصر المهم
ومن مكونات الذكاء الانفعالي الأخرى يقول أستاذ علم النفس، القدرة على استخدام انفعالاته بطريقة تسهم في التركيز على المهم في الموقف، مبينا أن هذا المكون يشير إلى أن الانفعال من الممكن أن يوجه التفكير بحيث ينصب في العنصر المهم في الموقف مع إهمال العناصر الأخرى غير المهمة فقلق الطالب على الامتحان مثلا يدفعه إلى تحجيم الأنشطة التي لا تصب في خانة الاستعداد للامتحان مثل مشاهدة التلفاز واللعب والزيارات العائلية.
موضحا أن إدارة الانفعال لا تعني كبت الانفعالات لأن ذلك يؤدي إلى نسيان تفاصيل الموقف المثير للانفعال ولكن ترشيده بصورة تساعد الفرد على التوافق السليم مع الموقف.
وعند سؤالنا عن إمكانية اكتساب الذكاء الوجداني يجيب الدكتور الخضر أن العديد من الدراسات تشير إلى أن الذكاء الوجداني قدرة ومهارة يمكن تنميتها واكتسابها مهما تقدم الفرد في العمر، ويشير إلى أن من ثمار هذا المفهوم أي الذكاء الوجداني، ظهرت برامج تنموية ودورات وورش عمل ومواد تربوية مدرسية. وينبه أن مهارات الذكاء الوجداني حتى يتشربها الفرد تحتاج إلى المزاولة والممارسة ما بين 3 إلى 6 أشهر لكي يظهر أثرها. ويبين أن الذكاء الوجداني عكس الذكاء العقلي يمكن أن يستمر بالنمو في جميع المراحل العمرية ولكن التدخل يكون أفضل في مرحلة الطفولة.

مواد دراسية
يشير الدكتور عثمان الخضر إلى أن الذكاء الوجداني يقدم في بعض المواد الدراسية في المدارس تحت مسميات عدة منها مهارات الحياة وعلم الذات، وهي مسميات تحاول إعطاء الفرد بعض المهارات المرتبطة بالذكاء الوجداني كحل الخلافات مع الآخرين. أما في المجال التنظيمي والمهني فيستخدم هذا المفهوم في برامج تطوير الذات وتنمية الدافعية وإدارة ضغوط والعمل وغيرها من مسميات البرامج التنموية.

محيط الأسرة
تقول الباحثة النفسية هيفاء الحويلة إن للذكاء الوجداني دوره في محيط الأسرة وقدرته على تفهم جميع الأفراد في محيط أسرته وتكوين علاقات جيدة معهم، وفي حال كان الفرد متوافقا مع أسرته وفي محيطه الاجتماعي والمهني ،فلا بد أن يتوافق مع جميع المتغيرات السريعة والمختلفة والمتلاحقة في محيط حياته وعلى كافة المستويات وقدرته على التعامل مع ما هو جيد في ظل العولمة وانفتاح المجتمعات على بعضها وتبادل الثقافات، خصوصا بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة فلا بد أن يوظف جميع قدراته المستمدة من الذكاء الوجداني وقدرته العقلية من الذكاء الفعلي لمجاراة ما يدور حوله من تقدم وتطور، وكي تعود الفائدة على الجميع، «الفرد والأسرة والمجتمع والوطن».

الشخص العدواني.. سيكوباتي

هذا الكاريكاتير التعبيري عن الموضوع تم أخذه من أحد المنتديات، فهو ليس ملكا لصاحب المدونة



أصحاب الشخصية السيكوباتية هل هم المفسدون في الأرض؟

تمركز السيكوباتي حول ذاته واعتداده بنفسه قد يوقع كثيرا من النساء في حبائله

يبدو في خريف العمر رغم صغر سنه، فهو شخص سيكوباتي الطبع ليس مجرما، لكنه يعادي من حوله حتى لو لم يصنعوا له شيئا!، لأنه يعاني اضطرابات نفسية تقوده إلى تبني سلوك مضاد للمجتمع. يخرج من بيته أو يكون برفقة أصدقائه؛ وفجأة يطرأ على ذهنه أنه سينشل حقيبة سيدة في الطريق ومن دون أن يكون لديه دافع أو خطة مقصودة، هو لا يستفيد من خبراته وتجاربه السابقة. شخصيته تتسم بالاندفاع والمتعة في إيذاء الآخرين! هي حال يصعب علاجها!، فهل أنت سيكوباتي؟! إن كنت كذلك فالعلاج هنا في اللقاءات المتفرقة التي أجرتها "أوان" مع عدد من الاختصاصيين والباحثين وأصحاب الحالات؛ للوقوف على هذه المشكلة وذلك بالتعرف على أسبابها ومن ثم إيجاد العلاج المناسب لها، كل ذلك يتضح في السطور التالية:

ينقلب سيكوباتيا
ربما يولد الشخص عاديا طبيعيا وما أن يتعرض لحادث ما حتي ينقلب إلى سيكوباتيا، كأن يتعرض للاغتصاب مثلا أو ربما يتعرض في صغره للضرب والتعذيب من زوجة أبيه حتى يستقر اسمها في ذهنه ، كأن يكون اسمها مثلا عدلات أو فتكات فيظل الاسم عالقا في ذهنه لا ينساه ليس إعجابا به وإنما كي ينتقم لنفسه من كل من ساءها الحظ أن يكون اسمها على اسم زوجة أبيه، وربما يتعرض الإنسان في حياته لحادث أرداه قعيدا فلما قام كانت الإعاقة في الحركة ملازمة له فهو بذلك يكره كل صحيح معافى ويتمنى لو كان مثله. لذا تسعى (أوان) إلى طرح قضايا اجتماعية ظلت حبيسة الأدراج لدى العلماء والمختصين دون أن تأخذ حظها من البحث والنقاش.

الحادث الأخير الذي أثار المجتمع الكويتي بأكمله وانخلعت معه قلوب الأطفال والذي كان بطله حجاج محمد السعدي الشهير بـ "وحـش حـولي" هذا الشخص حين حلل الاختصاصيون النفسيون حاله عقب القبض عليه وقبل البدء في اجراءات محاكمته وجدوا أنه شخصا سيكوباتيا رغم أنه لم يكن يوما مجرما في حياته، إذ أنه تخصص في هذا النوع من الميول العدواني وهو اغتصاب الأطفال، غاية ذلك أنه تعرض للاغتصاب في صغره فتولدت لديه عقدة نفسية جراء ذلك فبات خطرا يهدد مجتمعا بأكمله.

هناك قصص وحكايات متنوعة داخل المجتمعات العربية جراء انتقال بعض الموروثات الاجتماعية الخاطئة هكذا بادرنا المواطن فهاد الفودري عند سؤاله عن الشخصية السيكوباتية في حياتنا، ويضيف قائلا يتعرض بعض الأطفال داخل العائلة الواحدة إلى الاغتصاب من أحد محارمه فما أن يعلم الأب بفعل ذلك الجرم حتى يطلب من أبنه الأكبر أن يثأر لأخيه الأصغر وهكذا تنشأ من بيننا وفي مجتمعاتنا شخصيات سيكوباتية في حاجة إلى من يعيد الثقة إليها ويضمد جراحها التي لوثتها الموروثات الخاطئة.

أنماط معينة
هنا وقفة قد تطول وتقصر لماذا؟ لأنه ليس هناك نمط معين يمكن أن نفرق فيه بين الرجل والمرأة كشخصية سيكوباتية، وفي محاولة لاكتشاف ذلك تشير هدى الصالح مسؤولة في إحدى شركات القطاع الخاص إلى أن المشكلة تتلخص في سيطرة الحالة على كل منهما، حيث تتواجد أحيانا الظواهر وتختفي لكنها تبقى ظاهرة لابد من الانتباه إليها وعدم إغفالها وإلا فهي السوسة التي تنخر في عظام المجتمع حتى ترديه حطاما، فماذا عن هذه الظاهرة التي أبطالها شخصيات سيكوباتية؟ تواصل الصالح حديثها قائلة إن هذه الظاهرة انتشرت في المدارس بمختلف مراحلها أبطالها مدرس ومدرسة كلاهما يعاني حالة سيكوباتية تجده وتجدها يتحرشون بالتلاميذ وكذلك يمارسون عليهم ضغوطا نفسية عدوانية إن لم يرضخ التلاميذ لطلباتهم، فبعض المدرسين في المدارس يمارسون ضغوطا وإرهابا على طلبتهم إلى الدرجة التي يمكن معها أن يتحرش بهم ويرعبهم والأمثلة على ذلك كثيرة لذا هنا يجب أن ننبه ونلفت انتباه وزارة التربية بأن تجري اختبارات نفسية عند اختيار المدرسين وقبل تعيينهم.

ننتقل إلى مشهد آخر من المشاهد التي يمكن أن تخلق حالة من السيكوباتية العنصرية تجاه دولة ما فيقول سامر العتيبي أن السبب في ذلك شخص ما يعاني مرضا عنصريا عند تعاملاته مع الآخرين، هذا الشخص الذي لم يخف يوما عنصريته وعدائه للآخرين رغم ابتسامته العريضة وقهقهاته المتلاحقة فلا تنخدع به إنه شخص سيكوباتي! يميز بين أبناء وطنه وغيرهم من أصحاب الجنسيات الأخرى، هذا الشخص تولدت في نفسه عقدة السامية وأنه من أبناء الجنس الآري.

الأمثلة في التعرف على الشخصية السيكوباتية كثيرة ومتعددة، وكما يقال بالمثال يتضح المقال، ويعلق إبراهيم خفاجي وقد بدت على ملامحه التأثر "ربما تجد أحد المسؤول في مؤسسة حكومية أو في القطاع الخاص تولدت في صغره خلفية معينة حتى علقت في ذاكرته، هذه الخلفية قد يكون لونا معينا كاللون الأحمر مثلا ومعروف أنه لون الدم فإذا رأي أحد موظفيه يرتدي قميصا لونه أحمر عندها تجد نفسية المسؤول تتغير ويمكن أن يصل به الأمر إلى معادة صاحب هذا القميص!! وصور أخرى للحال المرضية يمكن من خلالها أن يمارس المسؤول ضغوطا نفسية على أحد موظفيه وليس الجميع، وذلك بسبب تشابه ملامح وجهه مثلا لشخص كان يكرره في الصغر! وهكذا..
تفسيرات الشخصية
قد يتساءل البعض لماذا الحديث عن الشخصية السيكوباتية؟ الجواب يتلخص في أن الأمم المتقدمة تبحث عن تفسيرات للظواهر الموجود في مجتمعاتها وهذه المجتمعات تعطي للباحثين النفسيين والاجتماعيين مكانة كبيرة لديها وتجعلهم مستشارين لدى كبار رجال الدولة حتى يفسروا الأحداث ويقترحوا كيفية التعامل مع هذه الشخصية أو تلك ولماذا تتصرف تلك الشخصية على هذا الوجه؟
للتعرف على شخصية السيكوباتي وفق رأي مختص نفسي وأكاديمي التقت "أوان" عددا من اختصاصيو علم النفس، فكانت البداية مع أستاذة علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتورة فاطمة العياد، التي توصف السيكوباتية بأنها إحدى الاضطرابات النفسية الناشئة عن خلفيات وأحداث تعرضت لها تلك الفئة من المجتمع والتي تقودها إلى سلوك مضاد للمجتمع، وتشير العياد هنا إلى أنه في السابق كان السيكوباتيون يعتبرون مضطربون اجتماعيا وكان العلماء النفسيون والاجتماعيون يساوونهم بالمجرمين.
وأما الآن فعلماء النفس عندما يصنفوا هذا الاضطراب يعتبرونه اضطرابا نفسيا، وتبين اختصاصية علم النفس أن كلمة مريض تعني أنه يحتاج إلى علاج أما في حال تم اعتباره مجرما فإنه يحتاج إلى عقاب إذا التسمية يترتب عليها كيفية التعامل مع الحالة.
وتضيف أنه عندما نقول أن الشخص مريض اجتماعيا نتيجة لاضطراب نفسي، وحتى يتم تصنيفه سيكوباتيا وليس مجرما يتعين أن يكون السلوك الإجرامي الذي يقترفه أو السلوك المنحرف الذي يقوم به بدأ معه منذ الصغر أي عند سن الثالثة عشرة أو أقل أما في حال بدأ هذا السلوك في سن متأخر لا يعتبر سيكوباتيا بل مجرما.
ومن مؤشرات هذه الشخصية النشل وليس السرقة وكذلك الكذب والهروب من المنزل والمدرسة والإدمان والانحرافات الجنسية وغيرها من سلوكيات وأشكال تصرف السيكوباتي، كما تبين الدكتورة العياد أنه لابد حتى يعتبر سيكوباتيا أن يكون هناك تكرار للسلوك فحادثة واحدة لا تعد مؤشرا على أنه سيكوباتي.
ينشل دون أن يسرق
لماذا يمارس السيكوباتي النشل وليس السرقة؟ يجيب أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عويد المشعان، أن السيكوباتي لا يخرج من بيته لكي يسرق وليس له غرض حقيقي في السرقة ففي بعض الأحيان ينشل شيئا لا يريده ثم يأخذه فيرميه فالسارق أو اللص على سبيل المثال يضع خططا لسرقة بيت معين كأن يلاحظ أن ساكنيه يخرجون للشاليه في عطلة نهاية الأسبوع كما أنه يخطط ماذا سيفعل بالنقود بعد أن يسرقها؟
أما السيكوباتي الذي قد يكون برفقة أصداقه وفجأة يطرأ على ذهنه أنه سينشل حقيبة تلك السيدة في الطريق ومن دون أن يأخذ أي شيء من هذه الحقيبة ثم يرميها في مكان ما في الطريق، أي أن هؤلاء سلوكهم ليس له دافع أو خطة مقصودة.
ويوضح الدكتور المشعان أن هذه الشخصية تتسم بالاندفاع وكأن أمرا ما يلح عليها لكي تنشل شخصا ما أو تحطم نافذة منزل وغيرها من الأمثلة وهؤلاء يجدوا متعة في إيذاء الآخرين.
ولم يخف أستاذ علم النفس صعوبة علاج الشخصية السيكوباتية من الاضطراب كما أن المصابين بهذه النوعية من العقد النفسية كثيرو الانتكاسة لذلك تجد أن بعض الأحداث في دور الرعاية الاجتماعية يسجن ستة أشهر ثم يرتكب أعمالا إجراميا أخرى ليعود للسجن مرة ثانية ويؤكد أن السبب في ذلك أن هؤلاء لا يستفيدون من خبراتهم وتجاربهم السابقة .
ويضيف أن ثمة أمرا آخر في هذه الشخصية وهو أنهم يبرروا ما يقومون به من أفعال منافية للمجتمع، ملقين تبعات أعمالهم على الآخرين لكي يبعدوا عن أنفسهم التوتر والقلق الناتجين عن الإحساس بالذنب بمعنى آخر أن السيكوباتي يعطي نفسه ضوءا أخضرا لارتكاب هذه الأخطاء والممارسات المضادة للمجتمع فمهما عمل من أخطاء فهو يرى نفسه أنه ليس مخطئا! ودائما ما يلقي اللوم على الآخرين.

الاضطراب النفسي
وحول نسبة السيكوباتيين في المجتمع الكويتي تقول الدكتورة فاطمة العياد إن نسبتهم حوالي 3 % في المجتمع وأن نسبة الذكور أكثر من الإناث في الإصابة بهذا الاضطراب النفسي أي أن كل خمسة ذكور تكون هناك أنثى واحدة مصابة بهذا الاضطراب.
وتتابع حديثها بأن ذكاء السيكوباتي محدود وأنه من السهل التغرير به من قبل العصابات والمجرمين واستغلاله سلبيا، خصوصا وأن هذه الشخصية لا تفكر في عواقب الأمور، كما أن سلوكها ليس مدفوعا لغرض واتجاه معين مخطط له بل هو سلوك عشوائي ومتهورا.
إن نسبية قليلة من السيكوباتيين يتمتعون بذكاء مرتفع وهؤلاء يجدوا متعة في إيذاء الآخرين والتقليل من شأنهم هكذا تؤكد الاختصاصية الدكتورة العياد، وذلك حتى يحققوا مرادهم بجعل الآخرين مطية للوصول إلى مآربهم وأهدافهم أو يقوموا بالتلاعب بهم وإيهامهم بتحقيق أشياء لن يفعلوها أبدا، ومنهم في حال كان الحديث عن الرسم قال إنه رسام وإذا تحدثت عن الفنانين قال إنه فنان وكذلك عندما يتزوج يلقي المسؤولية كاملة على زوجته ويتفضل عليها في أمور لم يفعلها ويرى أن لها الفخر أنها تزوجته.
وعن الأمارات والعلامات التي يستدل فيها على السيكوباتي تقول إن من صفاتهم الإعجاب بالذات والنرجسية وعدم الاعتراف بالخطأ والتبرير بشكل دائم عما اقترفوه من أخطاء كما أن من صفاتهم الاندفاع والتهور.
وعن وجودهم في وظائف معينة تفيد العياد "يمكن أن نراهم ونحتك بهم في أي وظيفة كانت حكومية أو في مؤسسات القطاع الخاص"، وتوضح أن الكثير من الأفراد في الوقت الحالي صاروا أشبه بالسيكوباتيين، ولكنهم ليسوا سيكوباتيين وذلك لأسباب عدة أبرزها تغير الأولويات في الزمن الحالي حيث صار الناس عمليين أكثر من قبل أو (براغماتك) وبتعبير آخر أصبح تفكير غالبية أفراد المجتمع (ميكافيلي) أي أن تفكيرهم هو كيف أصل إلى هدفي وبأي وسيلة؟ وغالبا ما تكون تلك الأهداف مادية وباختصار تفكيرهم يؤكد مقولة إن الغاية تبرر الوسيلة!
علماء النفس والاجتماع كانوا يعتقدون في السابق أنه مرض وراثي وبخاصة في فترة أوروبا الهتلرية وكان يعتقد أن أولاد المجرمين سوف يكونون مجرمين أيضا، وربما يكون هذا جزءا من تكوين شخصيتهم، مما يوجد لديهم نوعا من التعصب الفكري ورفض الآخر وتفضيل عرق على آخر.

الانحرافات
كل ذلك لم يمنع أستاذة علم النفس في حديثها إلى "أوان" أن تؤكد حقيقة أن الانحرافات بين أبناء المجرمين أعلى منها بين العامة ولكن هذا ليس بسبب الوراثة وإنما بسبب أن هؤلاء يقطنون في الأحياء التي يكثر فيها الإجرام كما أن هذه الفئة تعيش في مستوى متدن اجتماعيا وثقافيا وماديا وعلميا، أضف إلى ذلك أن هذه الفئة قد تحقد على الطبقات الأغنى والأعلى منزلة وكذلك إحساسهم بالحرمان ولاسيما في الدول الكبيرة والغنية يشعرهم بالرغبة في الحصول على الثراء أسوة بأقرانهم من الأغنياء كما أن القدوة التي لديهم وبخاصة من ناحية الأب قدوة غير صالحة وفي بعض الأسر تجد أن الأب غير موجود لانشغاله في كسب الرزق أو قد يكون مجرما وغائبا عن أبنائه في السجن أو مطاردا أو لأي سبب آخر، وهنا تختم الدكتورة العياد حديثها وهي تؤكد أن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها هؤلاء الأشخاص في جميع جوانبها بيئة حاملة للإجرام.
وفي هذا السياق كان لأستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور عامر الصالح رأي آخر في هذه الشخصية فيقول إن هذه الشخصية يمكن أن تسمى (قمة التسلطية الإجرامية) وهي أعلى حالات الإجرام التي يتم ارتكابها من قبل هؤلاء الأشخاص وقد تؤدي أفعال هؤلاء الأشخاص إلى تدمير الآخرين وتؤدي كذلك إلى قتل السيكوباتي نفسه وتحطيم الممتلكات، خصوصا وأن لدى هذه الشخصية رغبة عارمة في التدمير الشمولي الكبير، ورغم خطورة هذه الشخصية على المجتمع يكشف الدكتور الصالح أن عددا ليس بالقليل منها يشغل مناصب مهمة وقيادية في الدولة.
ومن الأمثلة البينة على تلك الشخصية يقول الدكتور الصالح هي شخصية الرئيس العراقي صدام حسين، حيث أن كثيرا من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين صنفوا شخصيته بالسيكوباتية.
ولم يخف الصالح أن صدام مثال واضح على تلك الشخصية بل ويوصف بأنه بلغ أعلى درجات الإجرام والسيكوباتية فلم يكتف بقتل الأبرياء بل اهلك الحيوان والزرع والبيئة وأنه ربما كان يعاني من عدم استقرار انفعالي مرده ربما سوء التنشئة الاجتماعية فأراد أن ينتقم من المجتمع وحتى مع قادته فقد كان معهم ينتقل من مشكلة لإخرى حتى مع أقرب المقربين إليه.

كيف تتعرف عليه؟
إن شخصية السيكوباتي قد تكون نابعة من الأسرة التي تقوم باستمرار بتوبيخ أبنائها نفسيا وضربهم باستمرار أو تقييدهم وحبسهم كما يؤكد ذلك أستاذ علم الاجتماع، أي أن الطفل يتعرض للتوبيخ سواء كان سلوكه صحيحا أو خاطئا دون أن يكون هناك معيار معين لهذه الأسرة حول كيفية السلوك الحسن.
كما إن شخصية السيكوباتيين شخصية مرضية (باثالوجي) أي يمكن تصنيفها على أنها شخصية مرضية مصابة بمرض نفسي وهو الإجرام، على حد تعبير الدكتور الصالح. وأن ثمة أنواعا للشخصية السيكوباتية فمنهم منخفض الذكاء ومنهم شديد الذكاء وهو الذي يستطيع أن يناور ويتحايل على القوانين وقد يكون خبيثا متمردا.
أما عن وجود سيكوباتيين في المجتمع وفي الوظائف العامة يقول الاختصاصيون "يمكن أن يكون هناك موظف سيكوباتي أو مسؤول سيكوباتي يضرب بالقوانين عرض الحائط وهو شخص مخالف ومضاد للمجتمع وشاذ عنه في سلوكه الاجتماعي و يشعر بنوع من التلذذ في حال ارتكابه جرما أو سلوكا مناهضا للمجتمع.
ويصف عدد من الاختصاصين الحال النفسية للسيكوباتي بأنها تعني الفوضى والمشكلات في حال كانت أمور السيكوباتي مستقرة فيشعر بأن هذا الوضع خاطئ وغير طبيعي، كما تعد هذه الشخصية أسوأ الشخصيات على الإطلاق وهي أخطر الشخصيات على المجتمع والناس، كما لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط، بعضهم ينتهي بهم الأمر إلى داخل السجون والزنازين وبعضهم يصل أحياناً إلى أدوار قيادية في المجتمع نظراً لأنانيتهم المفرطة وطموحهم المحطم لكل القيم والعقبات والتقاليد وهم يستخدمون صداقاتهم بغية الوصول إلى ما يريدون. هذا الشخص السيكوباتي تضعف عنده وظيفة الضمير وهذا يعني انه لا يحمل كثيرا في داخل مكونات نفسه من الدين أو الضمير أو الأخلاق أو العرف، وهو في ميل دائم نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليه النفس دون شعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أية إنسان في حال وقع في منطقة الخطأ. صاحب هذه الشخصية كما يقول الدكتور الصالح عذب الكلام يعطى وعوداً كثيراً, دون أن يفي بأي شيء منها. عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية ووعوده البراقة, ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال غير الأخلاقية.
كما أن السيكوباتي المتقلب العاجز وهو كثير الشبه بالشخصية العاجزة وفق تصنيفات علماء النفس ولكنه يزيد عليها الأنانية المفرطة، فهو لا يستقر على عمل، وتتخلل أعماله المشاجرات والمشاحنات، وقد تتعدد زيجاته دون تحمل أية مسؤولية تجاه زوجاته.

المتقلب الانفعال
أما النوع الآخر فهو السيكوباتي العدواني المتقلب الانفعال وهو أقل شيوعاً من النوع الأول وأكثر منه سوءاً، ويزيد الدكتور الصالح قائلا "لأنه قد يدوس على كل شيء في سبيل تحقيق ما يريد، بما في ذلك جرائم القتل دون أن تهمه مصائب الآخرين أبداً ما دام بعيداً عنها، وله ذكاء خاص يتحايل به وقد ينجح بعض هؤلاء في الوصول إلى بعض المناصب الكبيرة نظراً لانتهازيتهم وذكائهم فهم لا يعبئون بأي خلق ولا يتورعوا عن أي عمل يوصلهم إلى ما يريدون.
وعن ملامح الشخصية السيكوباتية فهو كذاب، مخادع، محتال، نصاب، لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد و ليس لديه ولاء لأحد، و لكن ولائه لملذاته و شهواته، يُسخر الجميع للاستفادة منهم و استغلالهم و أحياناً ابتزازهم، لا يتعلم من أخطائه و لا يشعر بالذنب تجاه أحد، لا يعرف الحب، و لكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم و يغريهم بالوعود الزائفة، تجده في كل مكان.
السيكوباتية شخصية تبدأ ملامحها منذ الصغر، مثلها مثل باقي أنواع الشخصيات الأخرى، يشرح ذلك الدكتور عامر الصالح فيقول "تبدأ ملامح هذه الشخصية في الظهور منذ الصغر، فترى الطفل السيكوباتي منذ نعومة أظفاره يسرق ويكذب ويحتال ويوقع بين الأطفال ويحاول إيجاد المشاجرات والعنف والإيذاء حتى مع الحيوانات الأليفة.
يشير باحثون نفسيون أن شخصية السيكوباتي قد تكون من الذكاء والقدرة والوسامة بحيث توقع الكثير من النساء في حبائلها، وبعد أن يتزوج السيكوباتي ويأخذ كل أموال زوجته يهجرها مع أولاده! ليتزوج من أخرى! .. وهكذا.. ولا مانع بعد ذلك لديه من العودة إلى الزوجة الأولى وتقبيل أقدامها وسؤالها الصفح وأنه لن يعود ثانية إلى ما فعل فتصدقه ولكن سرعان ما يعود لطبيعته دون وازع ولا رادع!
ويرى مختصون نفسيون واجتماعيون آخرون أن شخصية السيكوباتي تتصف بعدم القدرة على التوافق مع ضوابط وأنظمة المجتمع، وعدم التخطيط المستقبلي والفجائية في التصرفات، كما أنها عنيفة، مخادعة، غير مسؤولة وتتصف بعدم التعلم من الخبرات السابقة أو الندم على الأخطاء. ومن هذه الشخصية يخرج المجرمون في العادة الذين تخلو قلوبهم من الرحمة. كما أن بعضهم إذا كان ذكيًا قد يتلبس مسوح أهل الصلاح أو أية صفة مثالية في ذلك المجتمع من أجل بلوغ أهدافه الشريرة.

العلاج
هذه الأنماط بالطبع توجد حولنا في كل مكان ولكن هذا لا يعني أنه يمكننا تصنيف الناس بهذه السهولة إلى سيكوباتي أو غيره وأكثر من ذلك فإننا يجب أن نعي أنه لا يمكننا أن ندفع عن أنفسنا هذه الصفة ولكن علينا أن نعي أيضا أن كل إنسان منا لديه قدر من السيكوباتية بدرجة ما يريد فيها أن يحقق رغباته ولكن اغلبنا يستطيع أن يسيطر عليها ويتجنبها في كثير من الأحيان ولكن إذا راجعنا سلوكياتنا فسوف يكتشف البعض منا أننا جميعا نحمل في أنفسنا بعضا من هذه الصفة لبعض الوقت وعلينا أن نكون أمناء مع أنفسنا وأن نحدد هذه الأوقات التي نتحول فيها جزئيا إلى سيكوباتيين وأن نقوم هذه الصفة في النفس وذلك من خلال عيش الحياة بواقعية وبشكل صحيح كذلك يجب أن نتحكم في غرائزنا ونوازعنا.



أنوف متشابهة في عيادات التجميل



هذا الموضوع ضمن الموضوعات الصحفية التي نشرتها مؤخرا في إحدى الصحف اليومية

طهران... عاصمة تجميل أنوف الكويتيين


عمليات التجميل بدأت في البرازيل وانتقلت عدواها إلى الدول العربية
كتب/ أسامة أبوالخير
لم يكن الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي حين كتب قصيدته «كن جميلا ترَ الوجود جميلا» يقصد دعوة الأعداد المتلاحقة من أبناء الكويت والمنطقة الخليجية إلى الذهاب نحو إيران بغية إجراء عمليات تجميل، ولكن هل تغير هذه الأعداد الراغبة في أن تكون أكثر جمالا، الصورة السلبية في العلاقات الدولية؟ ربما يحدث ذلك ولمَ لا! خصوصا وأن عمليات التجميل في إيران تلقى رواجا كبيرا فلا ينبغي للمرء أن يستغرب حين يجول في شوارع العاصمة طهران وهو يشاهد «أنوفا» خليجية محاطة بضمادات من البلاستيك فهو ليس إجراءً احترازيا ضد التلوث البيئي هناك لكنها آثار عمليات التجميل التي لاتزال باقية على وجوه الباحثين عن الجمال لاسيما النساء.
الرحلات الجوية اليومية من الكويت إلى طهران في ازدياد والملاحظ أن العديد ممن يتوجهون إلى العاصمة طهران يهدفون لإجراء عمليات جراحية القصد منها التجميل.
عمليات التجميل والبحث عن الجمال بات هاجسا يؤرق الكثيرين من الشباب والفتيات وحتى كبار السن، «أوان» ألقت الضوء على هذه الظاهرة من خلال لقاءات متنوعة أجرتها مع شرائح مختلفة.
أستاذة علم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت، الدكتورة نضال الموسوي تؤكد أن ما يجب معرفته هو أن عمليات التجميل موجودة منذ فترة طويلة قبل حوالي 30 عاما حيث كانت تجرى للضرورة في حالات الإصابة بالحروق والتشوهات وغيرها. ومن أشهر الدول التي كانت تجري هذا النوع من العمليات هي البرازيل والأرجنتين ثم انتقلت العدوى إلى دول عربية مثل لبنان وسورية ودول الخليج وغيرها، مشيرة إلى أن إيران احتلت مركز الصدارة في إجراء هذا النوع من العمليات حيث بلغ إجمالي عدد عمليات جراحة تجميل الأنف التي تجرى في إيران 50 ألف عملية سنويا غالبيتهم يأتون من دول خليجية.

طلب متزايد
ونتيجة للطلب المتزايد على هذا النوع من العمليات تشير الموسوي إلى تزايد أعداد الأطباء الذين يتخصصون في هذا المجال باعتباره تخصصا مطلوبا ومربحا ماديا، وبخاصة أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص يرغب في إجراء مثل هذه العمليات، وفي المقابل هناك من يجري عمليات جراحية ويكون مضطرا لعلاج مرض مصاب فيه مثل الكلى والمرارة وغيرها، مشيرة أن هناك الألوف من الأشخاص في العالم يجرون مثل هذه العمليات حاليا.
ولم تخفِ أن ثمة تنافسا علميا بين الأطباء في الدول الغربية في مثل هذا النوع من التخصص كشفط الدهون وغيرها، ولفتت الدكتورة الموسوي إلى أن هذا التخصص الطبي يعتبر تخصصا مربحا ماديا من بين التخصصات الطبية المتعددة.
وحول دوافع الأشخاص لإجراء عمليات تجميلية تقول إن هناك عددا من الأشخاص يحاول أن يحاكي ما هو موجود على شاشات التلفاز من مذيعين وفنانين وغيرهم الذي يعتنون بأشكالهم وأجسامهم باعتبار أن ذلك من متطلبات عملهم.
وتضيف إن تأثير الفضائيات كبير على هؤلاء الأشخاص في حال تمت مقارنته مع الفترة السابقة في الكويت، فلم تكن هناك إلا قناة تلفزيونية واحدة، فحتى المذيعون والفنانون وغيرهم لم يكن هناك منافس لهم فلا يضعون مسألة أشكالهم على سلم أولوياتهم المهنية والعملية.

عمليات التجميل
ونظرا للاهتمام المتزايد بالجمال تشير أستاذة علم الاجتماع إلى أن الإعلانات كثرت في الوقت الحالي عن عمليات التجميل بشكل يخلو تماما من الحرج أو الحرمانية أو حتى رقابة دولية، من خلال ما يظهر في الفضائيات، فبعض النساء وحتى الرجال بدؤوا يقارنون أنفسهم مع ما هو موجود في تلك الفضائيات رغبة في الوصول إلى هذا الجمال المثالي، الأمر الذي دفع كلاً من الجنسين لهذه العمليات وبخاصة من النساء.
وتبيّن الباحثة الموسوي أن بعض الأشخاص يندفع نحو عمليات التجميل رغبة منه في تطوير وإطالة فترة شبابه فقد كان في السابق تعتبر المرأة في الثلاثينيات والأربعينيات من عمرها كبيرة لأنه لا يوجد ما هو متوفر حاليا من (باتيكس وفيتامينات للنضارة) وغيرهما مما يساعد على البقاء في حال شبابية، أما الآن وبفضل العمليات التجميلية تصل المرأة إلى سن الستين والسبعين وهي في حال من النضارة والجمال والشباب، وبناحيتي الوجه والجسم في آن واحد، وهذا الأمر يولد ثقة أكبر بالنفس بالنسبة إلى المرأة.
وتكشف عن أن البعض كان يشير إلى أن انتشار مثل هذه العمليات في الدول العربية هو دليل على الاهتمام بالقشور وغياب الوعي الثقافي، ولكن الأمر الملفت هو تزايد هذه العمليات في كل دول العالم ومنها الدول المتقدمة فكريا، أي أن الأمر أصبح عالميا وليس مقتصرا على دولنا الخليجية أو العربية، مشيرة إلى أن الجمال صار أمرا مطلوبا في كل مكان وفي معظم مراحل العمر أي أن أي أنثى الآن تسعى للمحافظة على جمالها أو أن تكون الأجمل وهذا الأمر ينطبق على الرجل وباختصار صارت هناك رغبة من الجنسين في إطالة فترة شبابهم وغدت موجة التجميل منتشرة يطلبها الصغير والكبير.
اقتلني واجعلني جميلا
«اقتلني واجعلني أجمل» بهذا المثل الإيراني القديم بدأ خليل الخالدي يتحدث عن ظاهرة البحث عن الجمال.
ويعلق الخالدي أن شيوع هذه الظاهرة محليا في حلتها الجديدة يعود إلى رواج عمليات التجميل بين الكويتيين، فغالبا ما ترى الكثيرين من الشبان والفتيات تعلو أنوفهم ضمادات طبية، ويزيد الخالد بقوله «لقد باتت الأنوف المضمدة مظهرا شائعا في المجتمع».
أما أنور الرشيدي المتطلع دائما إلى الإصلاح فيبادر قائلا إن «إصلاح الأنف بات أسهل كثيرا من إصلاح بعض القضايا العربية العالقة» ولم يخف الرشيدي رغبته الملحة في أن يكون الإصلاح المنشود في الأوطان العربية بنفس الفاعلية والديناميكية التي تجرى على الأعضاء البشرية في عمليات التجميل والتي تجعلها أكثر جاذبية وجمالا.
ويضيف حسن الهاجري وهو طالب جامعي، في حديث لـ«أوان» أن الأنف المستقيم الجميل بات علامة على مستوى اجتماعي رفيع، مقابل الأنف المدبب الكبير الذي صار علامة طبقية غير مرغوب فيها. لكن تُرى هل الترف الاجتماعي هو الداعي الأكبر إلى إجراء هذا النوع من الجراحات؟ يؤكد الهاجري أن الترف دافع إلى فعل كل مرغوب حتى وإن كان محظورا، ويضيف أن عمليات التجميل تلعب فيها المغامرة دورا كبيرا، إذ أن الحصول على الشكل المطلوب رغم التقدم العلمي لم يعد مخططا هندسيا وضعته أيدي مبدع معماري.
الفتيات الكويتيات
أما الطالبة فريال الحاتم فهي ترى أن لدى الفتيات الكويتيات تحديدا مشكلة في شكل أنوفهم لأنها في الغالب كبيرة، وتضيف أن التجميل يمنح الفتاة إحساسا بالثقة ويساعد على النجاح في العمل وبناء العلاقات.
إقبال النساء في الكويت على جراحات تجميل الوجه بات ظاهرة ملفتة على حد قول الحاتم، التي تجزم بأن «الأنوف الصغيرة لطالبات الجامعة باتت أكثر تشابها» وفي مناطق مثل السالمية وحولي والقادسية والشعب تنتشر الكثير من العيادات التجميلية وهناك تقابل الكثير من الفتيات وهن خارجات للتو ولاتزال عليهن آثار مطهرات الجراحة كما تقول الطالبة فريال الحاتم.
في إحدى العيادات تقول إحدى النساء التي تحفظت عند سؤالها عن اسمها وهي تتأوه والزرقة على وجنتيها «أنفي لم يكن يحتمل، كان قبيحا، وكان الشبان في الشارع يسمعونني كلاما قاسيا».
وهنا تواسيها صديقتها التي جاءت أيضا لإجراء جراحة التجميل حيث «أصلحت» أنفها أيضا بالقول: «فيما بعد ستشعرين بالفرق والسعادة».
وحسب الباحثة هدى جعفر المتخصصة في علم الاجتماع أن نسبة الرجال إلى النساء من مرتادي عيادات التجميل هي رجل واحد مقابل أربع نساء، وتشير إلى أن دوافع زبائن عيادات التجميل من النساء مختلفة وبعضها نفسي مثل دافع الغيرة والتقليد ودافع عدم تكيف المرأة مع كبر السن أو التقدم بالعمر، ولا يمكن أيضا أن نغفل عامل اليأس عند المرأة نتيجة للتغيرات الفسيولوجية داخل جسدها، إضافة إلى التعرض لأمراض مثل سرطان الصدر الذي يجري استئصاله بعملية جراحية، وآثار العلاج الكيماوي الذي يؤثر تأثيرا سيئا على لون البشرة ويؤدي إلى سقوط شعر المريضة. وهو ما يفسر الإفراط في استخدام مساحيق التجميل حتى بين الطالبات والفتيات المراهقات».
وتضيف جعفر في حديثها لـ«أوان» أن هذه المظاهر في بعض جوانبها «أسلوب للاحتجاج على فقدان الفرص التي تمكن المرأة من إثبات ذاتها».

تعدد الأسباب
وتقول إن من بين الأسباب التي تدعو لإجراء عمليات التجميل هو الرغبة في التغيير في حياة الإنسان وعمل نقلة في حياته وروتينه العادي باعتبار أن هذا الأمر سهل لأنه تحت سيطرة الفرد وهو المتحكم فيه، فهذا الجسم هو جسمه وشكله فيستطيع تغييره باعتبار أن هذه المسألة شخصية وراجعة للفرد ذاته. ومن الأسباب أيضا الرغبة في أن أكون أفضل من حيث الشكل، للفت انتباه الآخرين من جهة وأن يجدد هذا الشخص شيئا ما في حياته ويحدث فيها شيئا من التغيير ولو كان في شكله من جهة أخرى.
كما أن الضغوط الاجتماعية هي دافع لأن يلجأ الشخص إلى إحداث تغيير في شكله لكي يتوافق مع المعايير السائدة في المجتمع أو قد يكون رغبة منه في إرضاء طرف آخر مثل الزوجة أو شريك الحياة أو الوالدين على سبيل المثال.
وتشير الدكتورة جعفر إلى أن البعض يلجأ لعمليات التجميل رغبة منه في الوصول إلى الصورة المثالية التي كونها لنفسه سواء من حيث صفاته الشخصية أو مظهره الخارجي فالرغبة في الوصول للصورة المثالية هي التي تدفع الفرد لعمل مثل هذه العمليات للوصول إلى الصورة المثالية التي رسمها لنفسه في الداخل.
من ناحية أخرى يقول الباحث أحمد الدوسري أن ثمة إقبالا متزايدا من أبناء الكويت والمنطقة الخليجية لإجراء عمليات التجميل في إيران مداعبا بقوله: هذا يعكس حالة الإرباك السياسي التي تشهدها الساحة السياسية بين المنطقة ودولة إيران.
ورغم النجاح العلمي في إجراء عمليات التجميل في العاصمة طهران لم يمنع قيام الجامعة هناك بدراسة تشير إلى أن إيران تشهد يوميا وفاة امرأتين أثناء إجراء عملية تجميلية، في حين أن إيران تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث إجراء عمليات تجميل الأنف، وتتراوح كلفتها بين 400 و600 دولار أميركي، وتوجد في البلد 100عيادة مرخصة لهذا النوع من العمليات.
العيادات الخارجية
ونقلا وكالة الأنباء الكويتية «كونا» يقول الدكتور محمد الخلف، استشاري الجراحة التجميلية في مستشفى البابطين في الكويت، أن عدد مراجعي العيادات الخارجية في المستشفى بلغ العام 1999 نحو 29907 حالات، وعدد العمليات الجراحية التجميلية الصغرى التي تتم تحت بنج موضعي بلغ 581 حالة، منها 312 حالة أجريت لمرضى كويتيين، و269 لغير كويتيين وعدد حالات عمليات الحروق الطارئة (ترقيع جلدي) نتيجة للحوادث بلغ (358) حالة منها 128 لكويتيين و 230 لغير كويتيين.
وأضاف الدكتور الخلف إن عدد حالات العمليات الكبرى التي تتطلب تخديراً عموميا مثل الشفة الأرنبية والتشوهات الخلقية ومرض السرطان بلغ في مستشفى مبارك في الكويت 1118 حالة في حين بلغت حالات عمليات التجميل في مستشفى الرازي نتيجة لحوادث السيارات وغيرها 159 حالة. وبلغت العمليات الجراحية للتشوهات الخلقية في الرأس والوجه 1761 حالة في مستشفى البابطين غالبا لمرضى السرطان والحروق وحوادث السيارات، أما العمليات الجراحية للتشوهات الخلقية في الجهاز التناسلي فبلغت 22 حالة.
شفط الدهون
ويوضح الخلف أن أكثر عمليات جراحة التجميل في الكويت هي عملية شفط الدهون التي تتم عن طريق إحداث فتحة صغيرة قدرها حوالي نصف سنتمتر يدخل منها أنبوب تحت ضغط عال، ويمكن شفط الدهون خلية، وقال إن هذه العملية لا تجري فقط في حالات السمنة بل إن بعضها يجريها لرغبته في إظهار تقسيمات عضلاته. وذكر أن العملية ليست لها مضاعفات خطيرة ولا تسبب مرض السرطان كما يشاع عنها، وإذا اتبع المريض تعليمات طبيبه تماماً فإنه لا يتعرض إلى مضاعفات ما بعد العملية، ومن ذلك نزيف في الفراغ الناتج عن شفط الدهون، أو حدوث تجمع دموي وعلى المريض أن يبذل مجهود كبيراً كالرياضية العنيفة.
ويقول إن من علامات ترهل البطن وجود انتفاخ في منطقة البطن السفلي لا يزول بممارسة التمرينات الرياضية، وذلك لضعف غشاء وعضلات البطن، وهنا يحتاج المريض لعملية شد الجلد مع تقوية العضلات.
ويفيد أن عملية الشد تزيل آثار التشققات الجلدية الناتجة عن تمدده أثناء الحمل وتزيل آثار الجراحات الأخرى إن وجدت مثل الزائدة الدودية أو القيصرية أو حالات الفتق حيث أن شد الجلد يتم فوق السرة مباشرة إلى أسفل وبذلك تزول معظم الآثار.
وأما عن النوع الثاني من العمليات التجميلية يتابع الدكتور الخلف الحديث فيقول في منطقة الصدر يشمل تصغير الثدي أو تكبيره أو رفعه أو شده، وفي عمليات الشد والتكبير يمكن استعمال تخدير كلي أو موضعي، أما في حال التصغير فيستحسن إجراء العملية الجراحية التجميلية تحت التخدير الكلي، ويمكن للمريض أن يغادر المستشفى خلال يومين كما يمارس حياته الطبيعية بعد أسبوع، وعادة تجرى هذه العملية لمرضى السرطان، أو الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث مختلفة وأحيانا لأسباب خاصة بالمريض. وعملية تصغير الثدي تجرى للمرأة والرجل على حد سواء، وذلك بالشفط وإزالة الدهون وجزء من نسيج الثدي، وبعد العملية مباشرة يحس المريض ببعض التورم وفقدان وقتي للإحساس بالحلمة مع وجود آثار للجرح، ولكن بمرور الوقت تتلاشى هذه الآثار الجانبية.
عصا سحرية
ويختم الدكتور الخلف حديثه، مشيرا إلى أن المرضى يعتقدون أن جراح التجميل يملك عصا سحرية وهذا الاعتقاد خاطئ، وقد يكون للجراح رؤية واقعية علمية تأخذ بالاعتبار مصلحة المريض الصحية أولا.
من ناحية أخرى يشير الاستشاري الكويتي الدكتور ماجد تقي والمتخصص في جراحة التجميل بمستشفى سعد التخصصي بمنطقة الخبر السعودية أن عمليات شفط الدهون من الجسم لا تصلح لأي مريض يعاني من السمنة ولاسيما الأشخاص البدناء الذين تتجاوز أوزانهم المعدل الطبيعي كثيرا.
كما يذكر أن عمليات شفط الدهون احتلت مساحة كبيرة من اهتمام الناس ووسائل الإعلام وأحدثت طفرة في عالم التخسيس إلا أن الكثير من الناس يجهل شروط إجراء تلك العمليات وضرورة تمتع المريض بصحة جيدة حتى يتمكن من إجراء الجراحة حتى لا يتعرض لمضاعفات صحية جمة قد تصل إلى الموت في بعض الأحيان.
قصة
إحدى الطالبات في الجامعة آثرت عدم ذكر اسمها تروي قصة صديقتها التي تعرضت للاغتصاب من أحد المحارم.
هذا الأمر الذي سبب لها عقدة نفسية حتى سن الثامنة عشرة حيث لم يجد أهلها بدا كما تروي الطالبة من الذهاب إلى إيران لإجراء عملية ترقيع غشاء البكارة لابنتهم، هنا عادت الحياة من جديد للصديقة خصوصا بعد نجاح عملية الترقيع فقد كان يراودها الخوف والقلق من العودة بخفي حنين من العاصمة طهران لكنها عادة سعيدة وهي تحمل بكارتها من جديد.
كاريكاتير
شيء مؤسف أن يلجأ الإنسان سواء كان رجلا أو إمرأة إلى عمليات التجميل التي لا ضرورة لها سعيا للوصول إلى الشكل المثالي، بهذه الكلمات بادرنا رسام الكاريكاتير ياسر حسين، ويضيف في حين أنه من المفترض أن يسعى الإنسان إلى تحسين نفسه من الداخل لينعكس ذلك على مظهره الخارجي. ولم يجد رسام الكاريكاتير مانعا من انتقاد الفتيات اللاتي يسعين إلى تكبير الشفاه وتكبير الصدر بشكل مبالغ فيه، ويؤكد أنه يجد وجوه كاريكاتيرية تسير في الشوارع وذلك أن فن الكاريكاتير يعتمد على المبالغة في ملامح القبح و«الجمال» أيضا.

أطفال الشوارع.. "جعلوني مجرما"

هؤلاء مسؤولية من


هذه مجموعة من أعمالي الصحفية التي قمت بها مؤخر ونشرت في جريدة "أوان" وهي جريدة كويتية يومية


شعار دور الأحداث يتغير من (جعلوني مجرماً) إلى أعادوا لي إنسانيتي
كتب/ أسامة ابوالخير
«جعلوني مجرما..!» كان شعارا لدور الأحداث في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وعنوانا لفيلم عربي كان بطله الفنان الراحل فريد شوقي، وفي بداية الألفية الثالثة بُدّل هذا الشعار في دار الأحداث في الكويت إلى «إصلاح.. وتأهيل» رغم بعض التجاوزات التي تصدر عن بعض الأحداث خصوصا الفتيات منهم.
في طريقنا إلى دور الأحداث كان يجب أن نتحرك خطوة خطوة لأن الوصول إليها لم يكن أمرا هينا..، لكن بمجرد أن استقر بنا المطاف تحطم كل ادعاء مفترى يقول «جعلوني مجرما..!»
في دار الأحداث تسقط كل سابقة حتى لو كانت الجريمة قتلا مع سبق الإصرار، مادام مرتكب الجريمة لا يزال حدثا دون الثامنة عشرة من عمره.. هكذا يؤكد مدير إدارة رعاية الأحداث عبد اللطيف سنان في حديثه لـ «أوان»، موضحا أن قانون الأحداث حدد الحدث بأنه كل من لم يكمل الثامنة عشرة من عمره سواء كان ذكرا أم أنثى، ولم يخف السنان أن دور الرعاية الاجتماعية استقبلت خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي من العام الحالي 267 حدثا، معتبرا هذا العدد هو الأقل مقارنة بإحصائية شهر أغسطس (آب) من ذات العام، والتي سجلت استقبال 277 حدثا، وأرجع السنان ذلك إلى الرعاية الجيدة التي يلقاها النزلاء في دور الرعاية من خلال الارتقاء بالعمل الفني وتوجيه النزلاء وتحسن ظروف الإيواء بدور الرعاية الاجتماعية.
«أوان» سلطت الضوء على هذه القضية الأمنية الاجتماعية وتناولتها من عدة زوايا.
وضعت الأمم المتحدة قواعد بشأن حماية الأحداث تهدف إلى إرساء حد أدنى من المعايير لحماية الأحداث المجردين من حريتهم، بأي شكل من الأشكال، وفقا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، توخيا لمجابهة الآثار الضارة لكل أنواع الاحتجاز ولتعزيز الاندماج في المجتمع.
وشددت هذه القواعد على أن تؤمن السلطة المختصة حماية الحقوق الفردية للأحداث، مع إيلاء اعتبار خاص لقانونية تنفيذ تدابير الاحتجاز، على أن تؤمن أهداف الاندماج الاجتماعي بعمليات تفتيش منتظمة ووسائل مراقبة أخرى تضطلع بها، وفقا للمعايير الدولية والقوانين والأنظمة الوطنية.
ومن الأمور التي انتبهت إليها قواعد الأمم المتحدة في شأن الأحداث المقبوض عليهم أو الذين ينتظرون المحاكمة، أنهم أبرياء ويحاكمون على هذا الأساس، ويتجنب ما أمكن، احتجازهم قبل المحاكمة، ويقصر ذلك على الظروف الاستثنائية.
وفي حال استخدم الاحتجاز الوقائي، تعطى محاكم الأحداث وهيئات التحقيق أولوية عليا للتعجيل إلى أقصى حد بالبت في هذه القضايا لضمان أقصر فترة ممكنة للاحتجاز. كما دعت هيئة الأمم المتحدة إلى الفصل بين الأحداث المحتجزين الذين لم يحاكموا، والذين أدينوا.
وخلصت بتشديدها في القواعد المشار إليها على أنه لا يستقبل أي حدث في مؤسسة احتجازية دون أمر احتجاز صحيح صادر من سلطة قضائية أو إدارية أو أي سلطة عامة أخرى. وتدون تفاصيل هذا الأمر في السجل فورا. ولا يحتجز حدث في أي مؤسسة أو مرفق ليس فيه مثل هذا السجل، هنا انتهت قواعد الأمم المتحدة.
ماذا يقول القانون؟
من الناحية القانونية صنف الأحداث إلى نوعين، الحدث المنحرف، وهو الذي أتم السابعة عشرة من عمره وقد ارتكب جرما يخالف القانون، والنوع الثاني وهو الحدث المعرض للانحراف، وهو من أتم العاشرة ودون الثامنة عشرة ومعرض للانحراف رغم أنه لم يرتكب فعلا يخالف القانون ولكن ضبط في حالة اجتماعية سيئة كالتسول أو ممارسة أعمال تنافي الأخلاق، كأن يعمل أعمالا تتعلق بالمقامرة والسكر والانحراف الخلقي، كمخالطة المشردين، أو اعتاد الهروب من بيته أو المدرسة، وكذلك إذا وجد في حال لا تصلح للعيش، بمعنى أن الحدث يقيم من دون عائل مؤتمن عليه أو لم يكن له مكان إقامة يؤويه وهو بالتالي يبيت في أماكن لا تصلح للإقامة، هؤلاء جميعا هم معرضون للانحراف وترعاهم إدارة رعاية الأحداث.
الصنف الأول من الأحداث الذي ذكرناه، هم الأحداث المنحرفون وتتولاهم دار الملاحظة الاجتماعية، وهذه الدار تختص بإيواء الأحداث الذين تأمر نيابة الأحداث بالتحفظ عليهم على ذمة «الحبس الاحتياطي»، وهم موقوفون على ذمة قضية، أما المنحرفون الصادرة في حقهم أحكام فهناك حكمان، الأول حكم إيداع تتولاه دار الرعاية الاجتماعية للفتيان ويودع بها إلى حين يَعدُل الحدث عن سلوكه، هناك أيضا دار التقويم الاجتماعي والتي تختص برعاية الأحداث المنحرفين. والذين تصدر فيهم محكمة الأحداث أحكاما بالحبس لمدد زمنية محددة قد تكون عامين أو ثلاثة وقد تصل إلى ثلاثة أشهر.
قانون الأحداث في المادة رقم 3 لسنة 1983 تنص على أن تكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات إذا استعمل الجاني مع الحدث وسائل إكراه أو تهديد أو كان من أصوله أو من المتولين تربيته أو رعايته أو كان ممن لهم سلطة عليه أو كان الحدث مسلما إليه بمقتضى القانون.
وتضم أيضا إدارة رعاية الأحداث دار الضيافة الاجتماعية، وهذه الدار تتولى المعرضين للانحراف، وهم يحولون عن طريق شرطة الأحداث أو ولي الأمر أو أن يتقدم الحدث بنفسه، ولا يقبل الحدث في دار الضيافة الاجتماعية إلا بعد دراسة ظروفه دراسة وافية، كذلك كل ما ورد ينطبق على الأحداث من الفتيات.
ومهما ارتكب الحدث من جرم وقضايا فإن المخفر ليس مخولا بأن ينظر فيها، ولكنه يحول القضية إلى شرطة الأحداث التابعة لوزارة الداخلية والتي تسجل القضية وتجري التحقيقات الأولية ومن ثم تحيلها إلى نيابة الأحداث والتي بدورها تنظر في القضية، فإذا رأت تسريح الحدث على سبيل الكفالة أو بضمان محل إقامته أو أن تأمر النيابة بحبسه احتياطيا للتحفظ عليه لاستكمال الأدلة، وذلك وفق طبيعة كل قضية، وفي هذا الإجراء ترى النيابة حماية للحدث، وكذلك لضمان حسن سير التحقيق.
كما أن هؤلاء يوضعون في دار الملاحظة الاجتماعية، ويجدد حبسهم كل أسبوعين بعرضهم على قاضي التجديد، وفي ذلك فإن الأمر متروك للقاضي في أن يفرج عن الحدث أو تمدد مدة حبسه الاحتياطي لحين صدور الحكم، وقد يصدر الحكم بالبراءة أو الاختبار القضائي وهو ما يعرف بحكم التدبير وهو أن تحدد إقامة الحدث في بيته مثلا لمدة سنة وينفذ الحكم على الحدث وهو مقيم بين أسرته وأهله، وهذا يتطلب مراجعة دور الرعاية عن طريق مكتب المراقبة الاجتماعية مرة كل أسبوعين أو كل شهر ومتابعته كذلك دراسيا.
وفي حال إذا وجد أن الحدث أحواله مستقرة يتم إنهاء هذا التدبير أي الحكم «أما إذا وجد الحدث خارج إدارة رعاية الأحداث مضرا، فلإدارة الأحداث الحق في تعديل الحكم عن طريق مذكرة ترفع إلى نيابة الأحداث في أن تستضيفه الإدارة داخل دور الرعاية، أو أن يصدر ضده حكم إلى حين تعديل السلوك، فيوضع الحدث عندها في دار الرعاية الاجتماعية للفتيان إلى حين تعديل سلوكه.
هذا التدبير(حكم تعديل السلوك) مدته مفتوحة دون أن تحدد، لكنه لا يمنع إطلاق سراح الحدث خلال ثلاثة أشهر من إقامته؛ إذا وجد تعديل في سلوكه للأفضل، هنا ترفع إدارة رعاية الأحداث تقريرا إلى نيابة الأحداث ومن ثم يعرض التقرير على المحكمة ليفرج عن الحدث.
أما إذا اتضح أن سلوك الحدث ـ ذكرا كان أو أنثى ـ خارج وداخل دور الرعاية سيئ وظروفه صعبة فيمكن أن يستمر بقاؤه في دور الرعاية، حتى بلوغه سن الواحدة والعشرين.
بعد هذه السن لا يمكن لدور الرعاية حجز الحدث لديها، وأما إذا صدر في حقه حكم قضائي بالحبس مثلا لمدة ثلاث سنوات فإنه يحال إلى دار التقويم الاجتماعي، وهذه الدار لا يستطيع الحدث البقاء فيها إلى ما بعد سن الثامنة عشرة حيث إنه وبعد هذه السن يرحّل الحدث إلى السجن المركزي ـ مع الكبار.
أسباب انحراف الحدث
وتنقسم أسباب انحراف الأحداث إلى عاملين إما ذاتية أو بيئية، الأسباب الذاتية متعلقة بشخصية الحدث، فهناك أحداث منقادون وآخرون يعشقون حب المغامرة والزعامة أمام أصدقائهم، وهم غير مدركين لنتيجة عملهم وما يترتب عليه.
أما بالنسبة للعوامل البيئية فهي متعلقة بالأسرة، فبعض الأسر تعني ظروفا اقتصادية دون المستوى فيضطر الحدث بسببها إلى اللجوء إلى السرقة كأسلوب يراه حلا في تحقيق وإشباع رغباته، وهناك أيضا ظروف اجتماعية داخل الأسر تتمثل في المشاكل والخلافات وحالات طلاق، وغيرها.
ومن أكثر الأسباب التي يلمسها الأخصائيون الاجتماعيون، والتي تمثل نسبتها 72 في المائة، تعود إلى الوالدين اللذين يعيشان معا وذلك حسب الإحصائيات الموجودة لدى دار الرعاية الاجتماعية ولكن كلا منهما يعيش في معزل عن أبنائه، ولا توجد سلطة ضابطة، إلى جانب عدم الاهتمام بالأبناء بالإضافة إلى الخلافات الموجودة بين الوالدين أمام الأبناء، وهذه الأسباب إن وجدت وجد الانحراف، كذلك المشاجرات الدائمة في البيت والتفريق في المعاملات كل ذلك يؤدي إلى الانحراف.
هؤلاء الأحداث لا يحرمون من أهليهم في حال احتجازهم في الدار، حيث إنهم يتمتعون بزيارات خارجية لذويهم، فخلال مدة الخطة التي توضع للحدث لمراقبة سلوكه وهي ثلاثة أشهر، إذا وجدنا التزاما من الحدث خلال هذه المدة يكافأ الحدث بالمبيت في بيته يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، في خلال هذه الفترة تتم عملية المراقبة والمتابعة للتأكد من التزامه بالبيئة الخارجية وهي الأهم.
وفي حال غياب الحدث غيابا عند خروجه لقضاء عطلتي الخميس والجمعة بين أهله تسجل حالة تغيّب وتخلّف أثناء الزيارة، خصوصا أن الزيارة رسمية فهي تعتمد من نيابة الأحداث، ومن خلال هذه المواقف يراقب سلوكه ومن ثم يمكن الحكم على سلوكه. هناك بعض الأسر تتعاون مع نزلاء، منهم الموجودون داخل مؤسسات رعاية الأحداث وبعض الأسر لا تتعاون لوجود خلافات بين الزوجين، مثلا مطلقان مما يعرض النزيل لإصابته بحالة نفسية سيئة.
الأخصائيون في رعاية الأحداث
الأخصائيات النفسيات لهن دور في مساعدة الحدث (الفتيات) على التكيف النفسي بإيجاد التوازن بين الدوافع والحاجات مع قيم المجتمع وتبصيره بأسباب انحرافه وجوانب القوة والضعف في شخصيته.
لكن الأحداث الذين يوضعون تحت الاختبار القضائي، وهم رهن حكم الاختبار القضائي لأحكام التدبير والتوبيخ، يسلم الواحد منهم إلى ولي أمره ليظل في بيته وتحت رعاية وتوجيه مراقب السلوك، وهو أحد موظفي مكتب المراقبة التابع لإدارة رعاية الأحداث.
في هذه الأثناء إذا ارتكب الحدث جرما فإنه بذلك يعرض نفسه لأحكام الاختبار القضائي، وتنفيذ الحكم يتطلب من الحدث مراجعة إدارة الرعاية مرة كل أسبوع أو أسبوعين، وهو لا يزال حبيس بيته، بحيث يوجهه مراقب السلوك، حتى إن دور مراقب السلوك يستلزم متابعة الحدث دراسيا في المدرسة، وخلال هذه الفترة إذا وجد أن هذا الحكم وهذا التدبير لا يصلح للحدث ترفع مذكرة إلى النيابة ومن ثم المحكمة ليودع الحدث داخل الدار، والعكس كذلك إذا وجد الحدث ملتزما في بيئته الطبيعية وفي دراسته يرفع تقرير إلى النيابة لإنهاء حكم (التدبير).
وبشكل عام الأحكام جميعا حين تأتي من حدث ارتكب ست أو سبع جرائم، وكان عمره دون الثامنة فلا حكم عليه، فالحدث لا تسجل ضده سابقة، مهما عظمت الجريمة التي ارتكبها حتى لو كانت قتلا مع سبق الإصرار، كل ذلك مراعاة لهذه الفئة ولظروفها الخاصة.
ويرتكب بعض الأحداث أكثر من عشرين جرما، وقد يحكم عليه بالحبس، غير أن القانون هنا أباح لإدارة رعاية الأحداث ما يسمى بالإفراج الشرطي (الإفراج المشروط) وهي قضاء نصف مدة العقوبة، كأن يكون حكم على الحدث بالحبس سنتين وبعد سنة وجدت الإدارة انضباطا في سلوكه، حينها ترفع إلى النائب العام تقريرا يطلب فيه إنهاء حبس الحدث حتى يصدر قرارا بقبوله فيكون بذلك تحقق الإفراج الشرطي.
داخل دور الرعاية توجد أنشطة وبرامج لابد أن يلتزم بها الحدث، فعلى سبيل المثال توجد مدارس داخل الدور، وهذه المدارس فقط المباني فيها تكون تابعة لإدارة رعاية الأحداث، أما الهيئة التدريسية والتعليمية وجميع العاملين في هذه المدارس فيتبعون وزارة التربية، وعند انتهاء مدة حبس الحدث يستكمل دراسته العادية في المدارس الحكومية.
صك البراءة..!
ومن الخدمات والأنشطة التي توفرها إدارة رعاية الأحداث الورش المهنية في مختلف التخصصات كالحدادة والنجارة والخراطة وغيرها، لإفراغ الشحنة الزائدة عند هؤلاء الأحداث، كما توجد هناك، أي في دور الرعاية، مراكز القرآن الكريم بالإضافة إلى إدارة تسمى بالتوعية والإرشاد، وتختص هذه الإدارة بالإشراف الديني على المراكز التابعة لوزارة الأوقاف. كل ذلك لسد الفراغ الروحي لدى الحدث ليميز بين الحلال والحرام والخطأ والصواب.
في دور الرعاية يوجد هناك ما يعرف بالزيارات الخارجية إلى مخيمات تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والرحلات إلى أماكن ترفيهية هدفها في ذلك إشراك الحدث في المجتمع لترى ردود أفعاله، وتعديل سلوكه، وفي حال التزامه طوال هذه المدة يمنح الحدث صك البراءة ومن ثم الإفراج.
وحول العقوبات والجزاءات التي توقع على المذنبين من الأحداث داخل دور الرعاية، حسب اللائحة الداخلية لدور الرعاية فقد قضت بأن يتناسب العقاب مع شخصية الحدث وطبيعة الموقف، مع مراعاة حسن اختيار العقاب المؤثر في الحدث على أن يتم تبصير الحدث بأسباب العقاب، ومن أساليب العقاب اللوم والتوبيخ والتأنيب أمام المجموعة، وإذا لم يرتدع ينذر بعدم التكرار ثم يوقع الحدث على إقرار خطي بعدم تكرار الخطأ ثم يحرم من الأشياء المحببة والمفضلة لديه.
التفكك الأسري
من جانبه أكد سعود المطيري أن للأسرة دورا كبيرا جدا في انتشار هذه الظاهرة نظرا لعدم إتباع الأهالي الأساليب التربوية السليمة منذ الطفولة، إلى جانب ضعف الضوابط الأسرية، والتفكك الأسري، كما أشار المطيري إلى أن للمستوى المادي والاجتماعي للأسرة علاقة بتطور ظاهرة الأحداث في المجتمع.
من ناحيته لم يعتبر ناجي البالول أن ظاهرة هروب الفتيات تقليد غربي بل ترجع ظاهرة الهروب للمشاكل داخل الأسرة والتصدع الأسري.
وعن دور المدرسة وعلاقتها بهذه الظاهرة أفاد أنور الرشيدي، بأن دور المدرسة في الأصل تربوي قبل أن يكون تعليميا فحسب، داعيا إلى أن يكون المعلم والمعلمة نموذجا يحتذي به أمام التلاميذ والتلميذات.
وأشار إلى أهمية دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي في المدرسة من خلال متابعة الأنماط السلوكية الشاذة داخل المدارس والعمل على الحد من تضخم هذه السلوكيات واستفحالها.
وينتقل للحديث عن الدور الأسري فيقول: «لابد من وجود مكاتب أو مؤسسات أو هيئات للعمل على إقامة دورات للمقبلين على الزواج لإمدادهم بالأساليب التربوية السليمة والمفروض إتباعها داخل الأسرة، والتشديد على ضرورة متابعة المشاكل الأسرية الطارئة حتى لا تعظم وتكون سببا في هدم كيان أسري.
ويستطرد الرشيدي مؤكدا أهمية الرقابة الأسرية داخل البيت من خلال التعرف على البرامج ونوعية الأفلام التي يشاهدها الحدث وأهمية توجيهه والرد على استفساراته، مشيرا إلى أهمية عدم ترك الحدث لأهوائه الخاصة وكذلك الالتفات إلى أهمية ملء الفراغ لدى الحدث بأن يكون رب الأسرة واعظا دينيا لأبنائه.
أما وزنه العنزي فقد أكدت أهمية التوعية الدينية وأثرها الكبير في تجنب المشكلات السلوكية على مختلف أشكالها، داعية إلى أهمية أن يكون لدى الحدث أساس ديني ليجعله مهيئا للاستفادة من البرامج التوعوية والدينية، التي تقدم له.
وفي ذات السياق يتضح لنا أنه لم يكن الدور الذي تقوم به دور الرعاية يقتصر على النواحي الأمنية فقط ولكنه يرتقي إلى كونه أمنيا، اجتماعيا، تربويا، ونفسيا، ويتم ذلك بالتنسيق مع الجهاز الفني العامل في دور الرعاية لتقديم هذه البرامج المعدة خصيصا للحدث بشكل منظم ومدروس علميا بحيث يستفيد الحدث منه.
من السرقة إلى قتل الحيوانات
وعن أبرز التهم التي توجه للحدث يقول مدير إدارة رعاية الأحداث عبدا للطيف السنان: هي السرقة، وسلب الأموال بالقوة وقيادة السيارة من دون رخصة قيادة، المشاجرة وإساءة استعمال الهاتف والضرب والخطف وهتك العرض، والزنا وأغربها (عبدة الشيطان)، مشيرا إلى أنه في السنوات السابقة كان هناك بعض الأحداث الذين يقومون بقتل الحيوانات وتعذيبها وتصويرها.
فتيات يمارسن الرذيلة
وسرد السنان بعض الحالات التي ضبطت فيها أحداث من الفتيات تم اقتيادهن إلى إدارة الرعاية فيقول: ضبطت حالة (فتاة) في أحد المخيمات التي يتم فيها عمل طقوس معينة خاصة (بعبدة الشيطان) وقد تم عزل هذه الفتاة عن باقي الفتيات عند وصولها إلى الدار لحين التأكد من خلوها من الأمراض المعدية أو السارية، مضيفا أنه تم إخضاعها للبحث الاجتماعي من قبل الجهاز الفني وبعد البحث والتحري وجد أن الفتاة ليست من مجموعة عبدة الشيطان ولكنها وجدت في هذا المكان لانقيادها لبعض صديقات السوء، وقد أودعت هذه الفتاة الدار بسبب تكرار هروبها من المنزل وتسجيل قضية تغيب عنها.
ولا يزال الكلام لمدير إدارة رعاية الأحداث «وبمتابعتها من قبل الجهاز الفني تأكد لنا أنها لا تمارس أية طقوس خاصة بهذه الفئة».
ويروي عبد اللطيف السنان لـ «أوان» حالة أخرى كانت بطلتها فتاة (حدثا) وتفاصيل القصة أن هذه الفتاة اعتادت الهروب من المنزل وممارسة الرذيلة مع الشباب حتى تم تسجيل قضية لأحد الشباب حين ضبط وهو يمارس الرذيلة معها مما اضطره إلى الزواج منها، بعدها أنجبا طفلا.
هنا توقف السنان قليلا ليؤكد أن الفتاة نفسها عادت الكرة وسجل في حقها غياب من المنزل وممارسة الرذيلة مع شاب آخر مما دفع الشاب إلى طلاقها، ويضيف السنان أن السيناريو السابق للفتاة تكرر حيث تم ضبطها مع أحد الشباب وتم إيداعها دار الرعاية الاجتماعية للفتيات وتولت الجدة للأم متابعة الطفل الصغير.
ويشير السنان إلى أنه بالبحث عن الحالة الاجتماعية للفتاة تبين أنها كانت ضحية أبوين انفصلا فكان الطلاق سيد الموقف فغابت الرقابة وغاب الضابط فتفككت الأسرة وكان الضحية هم الأبناء، هنا انتهى حديث السنان مع «أوان».
لم يكن مستغربا أن يكون من بين الأحداث فتيات حيث إن إدارة رعاية الأحداث تحرص على تقديم أنواع مختلفة من الرعاية للأحداث سواء الفتيات منهم أو الفتيان وذلك عن طريق جهاز فني متكامل لكل دار من أخصائيات وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومشرفين ومشرفات.
سالمه خلوصي تؤيد نشر أخبار الأحداث على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام المختلفة «ليكونوا عبرة لغيرهم»، مضيفة بقولها «حتى تكون هذه القصص المأساوية عبرة للجميع كي يتعظوا ويحسنوا من سلوكياتهم الشاذة».
التنشئة الاجتماعية
أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عويد المشعان يعتبر أن أهم جانب في حياة الحدث هو التنشئة الاجتماعية، مشيرا إلى أن الحدث إذا لم ينشأ على قيم وعادات مجتمعه فإنه معرض للانحراف السلوكي، وقال دكتور المشعان إن ثمة اتجاهات خاطئة في التنشئة يعاني منها الحدث، وتتمثل في القسوة والتدليل الزائد، وكذلك الجفاء، معتبرا أنها كلها سلوكيات تعجل بانحراف الحدث.
ويشير المشعان إلى خطورة مرحلة المراهقة التي تحتاج إلى التوجيه والنصح من قبل الوالدين، محذرا من خطورة أصدقاء السوء حيث يتبنى الحدث سلوكياتهم، ناهيك عن وسائل الإعلام والفضائيات التي هي سلاح ذو حدين.
ولم ينس الدكتور المشعان أن ينبه إلى خطورة الخلط في المبيت بين الأعمار المختلفة لأحداث في غرفة واحدة، داعيا إلى تصنيف الأحداث في دور الرعاية حسب الأعمار والجرائم التي ارتكبوها.
ويشدد أستاذ علم النفس في جامعة الكويت على أهمية التوعية والبرامج الإيجابية التي تبعد الأحداث عن مخاطر السلوكيات السلبية والأعمال المنافية للأخلاق.
الكويتيون لا يرغبون في العمل!
ما الذي يجعل الكويتيين يعزفون عن العمل مع نزلاء الأحداث؟ هناك عدة أسباب منها طبيعة العمل الصعبة التي تتعامل مع فئة المنحرفين والمعرضين للانحراف لما يبذله العاملون الفنيون من جهد في تغيير سلوكيات الأحداث سواء بالتوجيه النفسي أو الاجتماعي أو الديني وتغيير اتجاهات الأسرة في كيفية التعامل مع الأحداث لما لذلك من تأثير وانعكاس أفضل على المجتمع، كما أن كثرة احتكاك الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والفنيين والمشرفين مع النزلاء يؤدي إلى انتقال الأمراض الجنسية الوبائية إليهم، كذلك فإن الجهد الذي يبذله العاملون الفنيون مع النزلاء يحتاج دائما إلى متابعة يومية خاصة أيام العطل الرسمية وفي المناسبات والأعياد والتي لها تأثير في راحة العاملين، كل هذه الصعاب التي يتعامل معها الجهاز الفني مقابل بدل طبيعة عمل لا تتجاوز الـ 60 دينارا، وهو مبلغ لا يوازي الجهد الكبير الذي يبذلونه مع النزلاء وأسرهم حيث يعتبر تحسين أوضاعهم المادية من المتطلبات الأساسية التي تسعى لها إدارة رعاية الأحداث لاستقطاب خريجي الجامعة والهيئات التطبيقية للعمل بمؤسسات رعاية الأحداث لتحسين أعمالهم وحتى لا يكون العمل بمؤسسات الأحداث عملا طاردا، ولابد من وجود مغريات تحفز على الاستمرار والعطاء والتواصل لمؤسسات رعاية الأحداث.