Tuesday, June 29, 2010

الميزان في مصر المحروسة



تقرير دولى: مصر أقل الدول العربية فى سيادة القانون


ومحاسبة الحكومة والأمن وحرية الرأى



"نقلاً عن جريدة "المصري اليوم

كتب المغرب – فتحية الدخاخنى ٢٩/ ٦/ ٢٠١٠
حصلت مصر على أدنى الدرجات فى «مؤشر سيادة القانون» لعام ٢٠١٠، الذى يصدره «مشروع العدالة العالمية»، مقارنة بدول الشرق الأوسط، فى حين جاءت قطر فى الصدارة، تلتها الإمارات ثم الأردن من بين ٧ دول عربية رصدها التقرير، وهى: مصر والأردن ولبنان والكويت والمغرب وقطر والإمارات.

ووفقا لمؤشر سيادة القانون، الذى أعلن أمس الأول، خلال مؤتمر سيادة القانون فى الشرق الأوسط، بمدينة أفران المغربية، حصلت مصر على ٠.٣١ درجة فى مجال خضوع الحكومة للمحاسبة بموجب القانون، مقابل ٠.٤٩ لقطر، و٠.٥٧ للإمارات، وفى مجال غياب الفساد حصلت مصر على ٠.٤٨، مقابل ٠.٨١ لقطر، و٠.٨٠ للامارات.

وفى مجال وضوح القوانين ونشرها حصلت مصر على ٠.١٧ درجة، وفى مؤشر الأمن والاستقرار، حصلت على ٠.٣٢ درجة، مقابل ٠.٨٣ لقطر، و٠.٦٦ للإمارات، بينما حصلت على ٠.٢٧ درجة فى مجال حماية القانون للحقوق الأساسية للمواطنين.

ونالت مصر ٠.١٣ درجة فى مؤشر مدى انفتاح الحكومة، و٠.٢٧ درجة فى مدى كفاءة القانون الجنائى، و٠.٥٠ فى مدى طلب المسؤولين الحكوميين للرشوة، كما حصلت على درجات أقل فى مجال خضوع الدولة للقانون الدولى، وتوافر حرية الرأى والتعبير.

وقال المشرف على إعداد المؤشر بمشروع العدالة العالمية جون أليخاندرو، إن مؤشر سيادة القانون يدرس حوالى ٤٢ دولة من خلال مسوح تجرى على ألف شخص بكل دولة، مشيرا إلى أنه من المقرر إعلان التقرير كاملا فى سبتمبر المقبل.

وشهدت جلسات المؤتمر الإقليمى لمشروع العدالة العالمية حول سيادة القانون فى الشرق الأوسط، مناقشات حادة حول أسباب تأخر المنطقة العربية، وحمل المشاركون فى المؤتمر الاستعمار واستمرار الصراع العربى - الإسرائيلى المسؤولية عن هذا التأخر. وأكدت أستاذة الأنثربولوجى بجامعة لندن زيبا مير حسين أهمية المزج بين الضغط الخارجى والجهود الداخلية لتحقيق الاصلاح.

وقال المدير التنفيذى لمشروع العدالة العالمية وليام نيوكام إن الهدف منه هو القضاء على الفقر والفساد والأوبئة، مطالبا الحكومات العربية بإقرار ضمانات لمحاسبة الحكومة وإخضاع مسؤوليها لسلطة القانون، وأضاف إن «المؤتمر ليس وسيلة لإلقاء اللوم على دولة ما أو إلحاق العار بها بل توضيح ورصد ما يحدث بها، أملا فى تحقيق العدالة وسيادة القانون».

Tuesday, June 15, 2010

عمرو موسى.. لقد انتهى دورك


!!ايظن انه لا يزال وزيراً للخارجية المصرية؟


!!لماذا لا يتخلى عن عنجهيته "الفارغة"؟





الأمين العام لجامعة الدول العربية

"إحباط فلسطينى من زيارة عمرو موسى..ومواطنون غزاويون: "جئت متأخراً يا موسى.. لقد جفت دماؤنا

"نقلاً عن "المصري اليوم

«جئت متأخراً يا موسى.. لقد جفت دماؤنا».. هكذا صرخ كمال أبوندا، مدير واحدة من كبرى المؤسسات الأهلية الفلسطينية، الناشط الفلسطينى الشهير، معبراً عن رأى ورؤية الكثير من الفلسطينيين لزيارة عمرو موسى إلى غزة، حمل ندا لافتة تضم صوراً لثلاثة أطفال من الشهداء.. أبو ندا واحد من العشرات من الفلسطينيين المحبطين من زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى غزة.

كان الغزاويون ينتظرون الفرج على يد موسى ولكنهم لم يحصدوا سوى مزيد من التصريحات والشعارات التى أطلقها عمرو موسى فى غزة.. وقف أبو ندا أمام فندق الكومدور، حيث عقد موسى مؤتمراً صحفياً فى نهاية زيارته، أمس الأول، مندداً بتأخر زيارة موسى إلى القطاع وقال: «جاء إلينا عمرو موسى متأخراً سنوات طويلة،

كنا ننتظر من عمرو موسى تحديداً الكثير والكثير، لكنه لم يقدم لنا من قبل أى شىء ولم يقدم الآن لنا أى شىء سوى الوعود والشعارات فقط»، وأضاف أبو ندا: «يستطيع موسى أن ينصب نفسه بطلاً قومياً عربياً وملكاً متوجاً على غزة، إذا بقى فى غزة، أو افتتح فرعاً لجامعة الدول العربية هنا فى غزة، لكنه جاء متأخراً وبعد كل هذا التأخر لم يقدم لنا أى شىء».

وفيما كانت حالة الإحباط تسيطر على الناشط الفلسطينى من نتائج زيارة موسى، كان الشارع الفلسطينى فى غزة أكثر ثورة وحنقاً على موسى ونتائج زيارته وتصريحاته التى وصفها لنا محمد جابر حسونة، الشاب الفلسطينى، بأنها تصريحات «طق حنك»، أى فارغة من أى معنى أو هدف، ولا تحمل أى جديد.

محمد الشاب الفلسطينى عبر عن إحباطه قائلاً: «لم يقدم موسى أو الذين جاءوا قبله أى جديد لا هو ولا أى من العرب.. لقد تركونا وحدنا»، محمد الذى يبدو مسيسا ومتحمسا لحركة حماس انتقد ابتعاد موسى عن كل ما هو رسمى وحكومى فى زيارة موسى لغزة، لكن الدكتور حسن أبوحشيش، رئيس المكتب الإعلامى لحكومة حماس المقالة، اعتبر الزيارة مهمة وتاريخية ولها دلالات سياسية مهمة فى ظل السياق العام الحالى والأوضاع الدولية، وأشار إلى أنه كان من المهم استثمار حادث أسطول الحرية بكل الوسائل،

واعتبر أبوحشيش أنه فى مقابل ذلك تغاضت حكومة حماس عن كثير من الشكليات والترتيبات الروتينية فى زيارة الأمين العام وكشف عن أن موافقة الحكومة على طلبات موسى بأن تظل الزيارة بعيدة عن كل الأشكال الرسمية من أجل إتمامها، كما كشف أن الحكومة فى غزة كانت هى صاحبة الدعوة لعمرو موسى عبر مكالمة هاتفية أجراها معه إسماعيل هنية يوم الاثنين الماضى، وكشف أنها لم تكن الدعوة الأولى التى تقدمها حماس إلى موسى لزيارة القطاع، لكنه كان دائم الاعتذار لاعتبارات خاصة فلسطينية وإقليمية ودولية، وكلها تتعلق بإضفاء الشرعية على جهة فلسطينية دون أخرى.

ومن جهة أخرى، اعتبر الدكتور ناجى شراب، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة الأزهر بغزة، الزيارة غير شكلية ولها أهمية خاصة، وعبر عن استيائه من وجه النظر التى تشير إلى أنها زيارة بلا معانٍ وأهداف، مؤكداً أنها فى غاية الأهمية وتبعث رسالة أن قطاع غزة لن يكون وحيداً ومنعزلاً،

وأضاف: «لا يجب أن ننتظر المعجزات من تلك الزيارة، فالأمين العام لا يحمل عصا سحرية والقرار ليس بيده»، وأكد أن أهالى غزة بالفعل محبطون وهم كانوا يحلمون بالكثير من وراء تلك الزيارة لكن تلك حدود إمكانيات الأمين العام».

Sunday, June 6, 2010

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أرض الحرمين


الدولة تترقب، والمجتمع متوتر، والهيئة تتطور ببطء شديد
!(هل يحترمون (الهيئة

العاهل السعودي مستقبلا زوجة أمير قطر الشيخة موزة المسند

نقلاً عن: راجي الشريف-بانوراما عربية
5/27/2010 1:00:00 PM



شيء ما يتغير في المملكة العربية السعودية، حيث وقعت حادثتان تعرضت فيهما المرأة السعودية لمضايقات من سلطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان رد الفعل في الحادثتين مذهلا، ففي الحادثة الأولى التي روتها صحيفة (سعودي جازيت) السعودية، اشتبه رجل من رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تصرفات زوجين شابين وظن أنهما غير متزوجين خاصة مع تصرفاتهما المريبة في مدينة ملاهي، فقام باستجوابهما وبينما انهار الرجل الذي كان مع المرأة قامت المرأة بضرب رجل الأمر بالمعروف ضرباً مبرحاً احتاج معه للذهاب إلى المستشفى.

الحادثة الأخرى روتها جريدة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية عن اجتماع رجل وامرأة في خلوة غير شرعية، وحينما هاجمهما رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أطلقت عليهم المرأة الرصاص وأصابت أحدهم.

تقوم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسير في الأماكن العامة وتـنبه النساء اللاتي يسرن بغير حجاب وتطمئن على غلق المحال أوقات الصلاة، وفي الرياض يقومون بدوريات بميكروفونات للتنبيه على النساء بالحجاب والصراخ على الرجال من أجل الذهاب للصلاة. وهي امور لا زال يؤيدها البعض ويرفضها البعض الآخر، دلّ على ذلك جدل كبير أثير في الصحافة السعودية في الآونة الخيرة.

في التسعينات كان الرسميون والمتعاونون (ممن يتطوعون لهذا العمل قبل منعهم رسمياً) في كل مكان، خاصة في الأجزاء العتيقة من المدن الكبرى، ولكن في الفترة الأخيرة تقلص نفوذهم كثيرا، وخرجت تصريحات كثيرة تلومهم أحدها للأميرة بسمة بنت سعود التي انتقدت عمل اللجنة ووصفته أنه بعيد تماما عن الإسلام، وأن للجنة نواياها شريرة.


ورغم أن بعض النساء يقمن حالياً بالتسوق في المراكز الكبرى وهن كاشفات الوجوه مكتملات الزينة إلا أن الشرطة الدينية ما زالت مؤثرة وتقوم بفصل أي تجمعات يحدث بها اختلاط، ومع لك فإن دور لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتراجع واحترام الناس لهم يقل، وأصبحت هناك صيحات تنادي بعدم الفصل بين الجنسين، وأنشئت جامعة مختلطة لأول مرة في المملكة.

ولا يرغب قادة المملكة في فرض النظام الجديد قسراً على المواطنين بل يريدون أن يحظوا بدعم من الهيئات الدينية؛ وذلك لأن الحكم في المملكة يستند على تلك الهوية الدينية، هذا أولا، لذلك يحتاج القادة في المملكة إلى تحقيق توازن دقيق بين رغبتهم ورغبة السعوديين في التغيير دون أن يسخط هذا العناصر المقتنعة بالتغيير.

وثانياً لأن السعودية تشهد ظواهر تنفرد فيها عن كثير من محيطها العربي، ألا وهو عدم قدرة المرأة القيام بأعمالها الخاصة دون مطاردة من المراهقين، تصل حدّ إغلاق الشوارع العامة، ومحاصرة سيارات الفتيات، وربما الخطف أحياناً، بل إن ممارسة المشي لفتاة منفردة وحيدة كفيل بأن يثير حولها الأسئلة.

أردوغان وحملات التشكيك العربي

عبدالباري عطوان

نقلاً عن: عبدالباري عطوان-صحيفة القدس العربي
6/7/2010 5:00:00 AM


تراهن اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية من خلفها على انحسار الاهتمام العالمي بالمجزرة الاسرائيلية التي ارتكبت ضد سفن الحرية وشهدائها، ولذلك لا بد من استمرار الضغوط الشعبية والرسمية لابقاء هذا الزخم الذي انعكس في مظاهرات عمت مختلف عواصم العالم مستمرا حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل نهائي، واجراء تحقيق دولي محايد ومستقل لاظهار الحقائق كاملة وتقديم المتورطين الاسرائيليين في جرائم الحرب هذه الى العدالة الدولية، ونيل العقاب الذي يستحقونه.
اعتراض سفن في عرض البحر، وخطفها الى ميناء اسدود الفلسطيني المحتل هو عمل يعكس ابشع انواع القرصنة، حتى لو تمت هذه العملية بطرق سلمية مثلما ادعت السلطات الاسرائيلية طوال يوم امس من خلال التباهي بعدم حدوث اي اعمال عنف على ظهر السفينة الايرلندية ريتشيل كوري، على عكس ما حدث للسفينة التركية مرمرة والنشطاء الذين كانوا على ظهرها.
من الرسائل المؤثرة التي قرأتها تعليقا على احد مقالاتي السابقة، واحدة من قارئ صومالي قال فيها صاحبها انه كان يشعر بالخجل لان بعض الصوماليين اقدم على اعمال قرصنة وخطف السفن، ولكنه بعد ان تابع القرصنة الاسرائيلية واقدام فرق الكوماندوز الاسرائيليين باقتحام سفن الحرية لمنع وصول الطعام والدواء والكراسي المتحركة للعجزة، ومواد البناء بات يشعر ان هؤلاء القراصنة الصوماليين ارفع اخلاقا واكثر انسانية من الاسرائيليين (مع الفارق في الدوافع والنوايا) لانهم لم يعتدوا على احد، ولم يقتلوا ايا من البحارة، بل ان عددا كبيرا منهم لقي حتفه نتيجة عمله هذا.
وختم القارئ رسالته بالقول انه يأمل ان يواجه القراصنة الاسرائيليون الذين يقولون انهم ينتمون الى دولة ديمقراطية عضو في الامم المتحدة ما واجهه ويواجهه القراصنة الصوماليون اي المثول امام العدالة نفسها.
وحتى تستمر هذه القضية حية، ويتم قطع الطريق على المحاولات الاسرائيلية والغربية عموما لطمسها، تماما مثلما جرى طمس تقرير غولدستون حول جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، لا بد من استمرار قوة الدفع الحالية، حتى تتحقق الاهداف، ولا تضيع دماء شهداء سفن الحرية هباء، ونقترح التالي:
اولا: نتمنى ان يمضي السيد رجب طيب اردوغان قدما في مشروعه الذي تحدث عنه حول نواياه الذهاب الى ميناء غزة المحاصر على رأس قافلة سفن تركية محمية بسفن حربية تابعة للاسطول التركي ورافعة لعلم حلف الناتو الذي تعتبر تركيا عضوا اصيلا فيه، وان لا يرضخ للضغوط الامريكية التي تطالبه بالعدول عن هذه الخطوة.
نعرف ان هناك اصواتا تركية، ومن المؤسف عربية ايضا، تشكك في نواياه، وتقول له بان لا يكون عربيا اكثر من العرب، وتذكره بان دولا عربية كبرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية لا تفعل شيئا لكسر حصار قطاع غزة، ولكن الله اختاره لهذه المهمة الانسانية، وكذلك اكثر من مليار ونصف المليار مسلم يعتبرونه الناطق باسمهم المعبر عن مشاعرهم، والقادة العظام لا يختارون اقدارهم، وانما تكتب عليهم.
ثانيا: يجب رفض اي ضغوط اسرائيلية وامريكية واوروبية لمنع اجراء تحقيق دولي مستقل في مجزرة السفينة التركية مرمرة، ودعم بان كي.مون امين عام الامم المتحدة الذي طالب بهذا الامر.
حكومة نتنياهو قالت على لسان سفيرها في واشنطن ميخائيل اورين انها ترفض مثل هذا التحقيق، لانها دولة ديمقراطية ولديها القدرة والحق في اجراء التحقيق بنفسها، وهذا كلام مردود على اصحابه، ويشكل حلقة جديدة من حلقات الكذب والخداع الاسرائيلية. فالدولة الديمقراطية لا تمارس اعمال القرصنة وخطف السفن وركابها، ولا تقتل الابرياء بالرصاص الحي (صحيفة الغارديان البريطانية قالت ان التحقيقات في المجزرة اثبتت ان بعض النشطاء الاتراك قتلوا برصاص في جبهتهم ومن على بعد 45 سنتمترا).
ثالثا: لا بد من اللجوء الى المحاكم الدولية والمحلية في اوروبا وامريكا لرفع دعاوى قضائية ضد مجرمي الحرب الاسرائيليين المتورطين في هذه المجزرة، مثل نتنياهو وايهود باراك وزير الدفاع، وغابي اشكنازي قائد هيئة اركان الجيش الاسرائيلي. تماما مثلما فعل اليهود لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين امام محكمة نورنبيرغ، وهناك العديد من المنظمات والجمعيات المتعاطفة مع القضايا الانسانية المستعدة للقيام بهذا العمل، فقط تحتاج الى الدعم المالي لتغطية نفقاتها، وهناك اكثر من الفي مليار دولار من الاموال العربية مستثمرة في الغرب يمكن استخدام بعض فراطتها في هذا المضمار.
رابعاً: رفض جميع المقترحات التي تروج لها اسرائيل، وتجد دعماً في اوساط حكومات غربية، بتفتيش سفن الاغاثة في ميناء اسدود للتأكد من عدم وجود أسلحة على متنها، ثم السماح لها بالذهاب الى قطاع غزة. فالهدف من سفن الاغاثة هذه لم يكن محصوراً في ايصال المواد الأساسية، وانما كسر الحصار، ولفت الاهتمام الى السجن الكبير الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني في ظروف معيشية وانسانية ونفسية صعبة.
خامساً: لا بد من التأكيد دائماً على حقيقة مهمة واساسية، وهي ان حصار قطاع غزة هو احد الاعراض الجانبية لمرض اخطر وهو الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، وحرمان اكثر من عشرة ملايين فلسطيني من حقوقهم وثوابتهم الوطنية مثل حق العودة واقامة دولتهم المستقلة على ارضهم وانهاء الاحتلال والاستيطان باشكاله كافة، وعودة القدس المحتلة الى السيادة العربية بجميع مقدساتها المسيحية والاسلامية.
نخشى على هذه الهبة الشعبية الرائعة التي سادت العالم بأسره، انتصاراً للمحاصرين الصامدين في قطاع غزة من مؤامرات بعض الحكومات العربية التي كانت اكثر انزعاجاً من اسرائيل تجاهها، لانها تكشف تقاعسها عن اداء الحد الادنى من واجباتها القومية والاسلامية. مثلما نخشى على السيد رجب طيب اردوغان من ضغوط هؤلاء ومؤامراتهم وحملاتهم الاعلامية التي تشكك في نواياه، تماماً مثلما شككوا في كل القادة الشرفاء الذين انتصروا للحقوق العربية الاسلامية في فلسطين.
فالحكومة الاسرائيلية بدأت اتصالاتها ببعض المسؤولين العرب لاجهاض هذا الزخم الشعبي، وتطويقه قبل ان يتطور الى حرب سفن تتدفق الى القطاع من مختلف انحاء العالم.
فاحدى وكالات الانباء العالمية (وكالة الصحافة الالمانية) نقلت خبراً من القاهرة عن وصول مبعوث اسرائيلي سري الى القاهرة على متن طائرة خاصة لنقل رسائل الى القيادة المصرية حول كيفية تنسيق المواقف لمواجهة حملات كسر الحصار هذه، كما كشفت صحيفة الشروق المصرية المستقلة قبل يومين عن اقدام الحكومة المصرية على فتح معبر رفح بناء على طلب رسمي اسرائيلي لتخفيف الحصار وامتصاص النقمة العالمية بعد مجزرة سفينة مرمرة.
اسرائيل تعيش حالياً اسوأ ايامها، وتبدو منبوذة مكروهة مدانة بالقرصنة والاجرام في مختلف انحاء العالم، والغربي منه على وجه الخصوص، ونحن هنا نتحدث عن الشعوب اي الرأي العام وليس عن الحكومات المتآمرة الداعمة لجرائمها ومجازرها، فقد كان من المؤسف ان يبرق وليم هيغ وزير الخارجية البريطاني الى الحكومة الاسرائيلية مهنئا إياها على عدم استخدام العنف في تعاطيها مع سفينة ريتشيل كوري الايرلندية، وكأن خطف هذه السفينة المدنية بعد اقتحامها عمل مشروع وقانوني.
هؤلاء المسؤولون الغربيون المنافقون يجب ان يعروا امام العالم بأسره، وكذلك بعض وسائل اعلامهم التي ترفض ان تذكر اسم الشهيدة الامريكية ريتشيل كوري التي حملت السفينة الايرلندية اسمها، حتى لا تضطر الى الاشارة الى انها استشهدت سحقاً تحت عجلات بلدوزر اسرائيلي رمت بنفسها امامه لمنعه من هدم منزل في رفح المحتلة.
نحن لا نعمم.. واعترف انني شعرت لأول مرة في حياتي باني كاتب معتدل بعد ان قرأت افتتاحيات صحف بريطانية مثل الغارديان، والاندبندنت، والديلي ميرور وحتى مجلة الايكونوميست الاسبوعية المحافظة، فما قالته هذه الصحف عن القرصنة الاسرائيلية والمجازر الاخرى في قطاع غزة ولبنان تتواضع امامه مقالاتنا لصدقها وموضوعيتها وانحيازها للحق والضعفاء في مواجهة الغطرسة الدموية الاسرائيلية.
ومن المؤسف ان تقوم صحف حكومية مصرية بانتقاد تركيا بدلا من الاشادة بجهودها لكسر الحصار، رغم ان العلاقات الرسمية بين القاهرة وانقرة كانت جيدة تقليديا حتى وقوع مجزرة الحرية.
وكأن البعض لا يريد ان يرحم ولا ان يترك رحمة الله تنزل على المحاصرين.
وبدلا من ان ينحاز اولئك الى الجماهير المصرية الغفيرة التي خرجت في جمعة الغضب انتصارا لغزة، قرروا الاستمرار في المماطلة بادخال المساعدات رغم ان المعبر مفتوح من الناحية الرسمية على الاقل.


Tuesday, June 1, 2010

التشرذم المصري.. والانفتاح العربي


رئيس مجلس الوحدة الاقتصادية العربية السابق

د. أحمد جويلى فى أول حوار بعد تركه لمنصبه: الخليج ليس عضواً

فى المجلس لأنه «مستغنى» عن العرب واكتفى بالأمريكان

د. أحمد الجويلي


حوار رانـيـا بـدوى ١/ ٦/ ٢٠١٠

"جويلى لـ"المصرى اليوم


لا عجب فى تضاؤل وضع مصر فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية.. فإن كان البعض يرى أن البساط يسحب رويداً رويدا من تحت أقدامنا لتفوق الآخرين علينا، بات بعض آخر متأكد أننا من تنازلنا بمحض إرادتنا عن هذا الدور بممارسات سياسية لم تعد ترضى أغلب الشعب المصرى..

ففى وسط الهوجة وانشغالنا بإضرابات عمال أمونسيتو وانتخابات مجلس الشورى وأزماتنا الداخلية التى لا تنتهى، فقدت مصر منصباً عربياً جديداً، هورئاسة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، الذى كان يترأسه حتى أيام قليلة الدكتور أحمد جويلى حتى تم تعيين شخصية يمنية لرئاسة المجلس خلفا لـ«جويلى» الذى سيتسلم مهمته فى شهر يونيو المقبل بعدما التزمت مصر الصمت ولم تطلب التجديد للدكتور جويلى فى المنصب مثلما حدث مع من سبقه،

والأغرب أنها حتى لم تتقدم بترشيح اسم مصرى بديل، وهوما يثير العديد من التساؤلات، على رأسها لماذا تتخلى مصر عن منصب- أى منصب- تتاح لها فيه قيادة العرب ولم شملهم، حتى وإن لم يؤت الثمار المرجوة؟!

مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وحقيقة التكامل العربى، وحال قطاع الزراعة فى مصر.. ملفات ناقشتها فى الحلقة الثانية من الحوار مع الدكتور أحمد جويلى الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السابق:

■ هل تعتقد أن اسم مجلس الوحدة الاقتصادية العربية اسم على مسمى؟

- اسم على غير مسمى.. لذا أقترح تغيير الاسم إلى المجلس العربى للتجارة والاستثمار.

■ عشر سنوات أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية.. فماذا أنجزت؟

- اهتم مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بإقامة مشروعات عربية مشتركة فى مجالات الأنشطة الإنتاجية والخدمية، تأخذ شكل الشركات القابضة وتتولى إنشاء مشروعات عربية كبيرة أوالمساهمة فى مشروعات قائمة وذلك على أسس اقتصادية وتكنولوجية حديثة تستطيع أن تواجه بكفاءة الاحتياجات المتزايدة للسوق العربية، كما أن صيغة المشروعات المشتركة تعد أداة فعالة فى تحقيق التنمية الاقتصادية العربية، وذلك لقدرتها على تجميع الموارد العربية القومية واستغلالها الاستغلال الأمثل، وإقامة المشروعات الكبيرة التى تحتاج إلى موارد مالية وفنية ضخمة، وإلى أسواق واسعة، مما لا تقدر عليه دولة بمفردها، إضافة إلى أن المشروعات العربية المشتركة تعتبر إحدى الصيغ الفعالة لحل التناقض القائم فى المشكلات بين البلاد العربية ذات الفائض، وهى التى تتراكم لديها موارد مالية أكبر من فرص الاستثمار ومن قدرتها على الاستيعاب، وبين البلاد العربية ذات العجز، وهى التى تعانى نقص الموارد المالية بالقياس إلى فرص الاستثمار وإلى قدرتها على الاستيعاب.

كما أنجزنا عدداً من الاتفاقيات المهمة على طريق السوق العربية المشتركة، منها اتفاقية تجنب الازدواج الضريبى ومنع التهرب من الضرائب بين دول مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، واتفاقية التعاون لتحصيل الضرائب بين دول مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، واتفاقية استثمار رؤوس الأموال العربية وانتقالها بين البلدان العربية، واتفاقية تسوية منازعات الاستثمار بين الدول المضيفة للاستثمارات العربية ومواطنى الدول العربية الأخرى. أما أكبر إنجاز اقتصادى فقد تم فى عام ٢٠٠٥ حيث تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة لننتقل بعدها للخطوة التالية وهى إقامة نظام جمركى موحد والمزمع الانتهاء منه عام ٢٠١٥ للوصول إلى السوق العربية المشتركة فى النهاية.

■ أكثر من ٤٥ عاماً مرت على الدعوة للسوق العربية المشتركة منذ انطلاقها عام ٦٤ فماذا تحقق؟

- لا نريد أن نقلل من قيمة الجهود المبذولة وإن كانت ليست كافية، حيث إننا حققنا حوالى ٢٠٪ من الخطط، على أمل استكمال الطريق للوصول إلى الهدف.

■ والسوق الأوروبية المشتركة اكتملت بعد خمسين عاماً، وها نحن اقتربنا من نفس المدة الزمنية ولم نحقق سوى ٢٠% فهل أنت راض عن النتائج، خاصة أنك أمضيت عشرة أعوام على رأس المجلس؟

- لم أدخل المجلس بأحلام ولا بتطلعات لأننى أعرف المعوقات، والوضع العربى ليس غريباً علىّ فلطالما عاصرت العمل العربى منذ عام ١٩٧٠حيث عملت مستشارا لهيئات عربية كثيرة فى مجال الزراعة والأمن الغذائى، وكانت تجربتى بالكامل محبطة رغم إيمانى بالعمل العربى فهذا ما تربيت عليه.. وأعتقد أن هذا المجلس هوأضعف شىء فى العمل العربى بالكامل، ومشاكله كثيرة جداً، فقد جئت عام ٢٠٠٠ إلى هذا المجلس ودرست مشاكله جيدا فوجدت أزمة مالية طاحنة، وإيجارات متراكمة ورواتب لم تدفع وكان على أن أبدأ أولا بجمع المال بدلا من وضع البرامج والخطط.. ثم اشتغلت فيما بعد على مسألة تحديث الأداء فى العمل العربى وبدأت الدخول فى أساليب جديدة للتكامل فى مجالات التجارة والاستثمار.

■ ماذا عن المساهمات المالية للدول الأعضاء.. لماذا كانت معوقاً فى وجه تطوير العمل فى المجلس؟

- هذا المجلس يضم بين أعضائه أقل الدول نموا فى المنطقة العربية، كانت ١١ عضوا وأصبحت الآن ٩ فقط أغلبها لايدفع حصته من المال مثل العراق الذى ظل لسنوات طويلة لا يدفع بحكم ظروفه السياسية، وكذلك السودان وموريتانيا فهما متعثران فى الدفع أما الصومال فلا يدفع مطلقا، وسوريا منتظمة، فى حين أن مصر كانت منتظمة ثم توقفت عن الدفع.

■ لماذا؟

- مزاجها كده.. وتحدثت كثيرا مع ممثل مصر فى المجلس الدكتورة فايزة أبوالنجا بشأن هذا الموضوع، وهذا العام رفض الدكتور بطرس غالى، وزير المالية، دفع حصة مصر وهى ١٨٠ ألف دولار، وقابلته وتحدثت معه.

■ والإجابة؟

- إجابة غير مقنعة طوال الوقت، أحيانا يعدون بالدفع وأحيانا يتحججون بعدم وجود سيولة أوأن هناك أزمة مالية، وأعتقد أن المبلغ الذى تساهم به مصر فى المجلس لا شىء بالنسبة لدولة فى حجم مصر.

■ فى يونيو المقبل سيتسلم الأمين العام الجديد «يمنى الجنسية» رئاسة المجلس.. بعد دورتين قضيتهما فى هذا المنصب وهوما يطرح تساؤلاً مهماً.. لماذا لم تتقدم مصر بطلب التجديد لك فى المنصب رغم التجديد من قبل عامين لمن سبقك فى هذا المنصب؟

- اسألى الوزيرة فايزة أبوالنجا، فهى مندوب مصر فى المجلس وحلقة الوصل.

■ ولماذا لم يتم ترشيح شخصية مصرية أخرى على الأقل لخلافتك فى المجلس حتى لا تخرج رئاسة المجلس من مصر؟

- قد يكون ليس لديهم رغبة فى المجلس.. وعموما اسألى فايزة أبوالنجا.

■ أليس غريبا ألا يضم مجلس الوحدة الاقتصادية العربية دولة من دول الخليج العربى؟

- الخليج له اهتماماته الخاصة، فدولة تشعر أن لديها الإمكانيات والحماية والمال فليست فى حاجة إلى مثل هذا المجلس.. «ببساطة كده الخليج مستغنى عن العرب، واحد معاه فلوس وعنده ناس معتقد إنها بتحميه يحتاجنا فى إيه؟!».

■ ماذا تقصد؟

- أقصد أن دول الخليج العربى لديها المال ولديها أمريكا بقواعدها العسكرية فى المنطقة، والتى يظنون أنها تحميهم.. فقد كانوا من قبل ينتظرون الدعم من مصر أوأن ترسل لهم فرقة عسكرية، أما الآن فالوضع تغير وأصبح لديهم ظهر أقوى بل هم من يساعدوننا الآن.

■ وماذا عن دول المغرب العربى؟

- دول المغرب هى أقرب إلى أوروبا منها إلى المشرق العربى فى الثقافة والانتماء والاقتصاد، فالعلاقات مع أوروبا أفضل من العلاقة مع العرب.

■ يعنى مفيش عرب؟

- ومين قالك إن فيه عرب؟! إنت لسه مصدقة أنها أمة عربية واحدة؟! الأمة العربية الواحدة هى التى يكون ولاؤها واحداً.. لا أن يكون ولاء مجموعة لفرنسا وأخرى لأمريكا ومجموعة تقف فى المنتصف تائهة لا تعرف لمن تنتمى ومشغولة بمشاكلها الداخلية.

■ ولماذا خرج كل من الكويت والإمارات وليبيا من عضوية المجلس؟

- الكويت خرج بعد خلافه مع العراق، والإمارات وجدت فى انضمامها إلى دول الخليج ما هوأفضل، أما ليبيا فكانت تطمع فى منصب معين فى المجلس، وعندما ذهب لدولة أخرى انسحبت من المجلس.

■ إذن العرب لديهم ميول للانفصال ولم يكن الرئيس السادات هومن فرقهم باتفاقية السلام مع إسرائيل؟

- السادات لا علاقة له بما يحدث، فهوكان مجرد شماعة لتعليق أخطاء العرب، ومصر طالما دفعت رغبة منها فى لم شمل العرب، ومازالت هى المحور والقلب النابض للمنطقة وهذه حقيقة، ولوخلعنا مصر يقع العالم العربى بأكمله فمصر هى رمان بلى المنطقة.

■ حتى فى ضعفها؟

- فى أى وضع كانت.

■ ما حجم التبادل التجارى العربى؟

- التجارة البينية العربية تتراوح بين ٨ و١١%، وهى نسبة «ضعيفة جداً»، فنحن فى المقابل نتاجر مع الدول الأجنبية بنسبة ٩٠%، فالعرب ليست لديهم قاعدة من العلم ولا التكنولوجيا، فحتى التصنيع الداخلى يعتمد فى الأساس على استيراد الماكينات ومتطلبات المصانع من الخارج.

■ وماذا تحقق من برنامج التكامل للأمن الغذائى الذى كان على أجندة المجلس؟

- لا توجد رغبة أكيدة عند مصر ولا عند الدول العربية للتكامل إذا كانت الدول العربية عايزه تعيش فيجب أن تتجه نحوالتكامل، فقد خسر العرب حوالى ٢٥٠٠ مليون دولار جراء الأزمة العالمية الأخيرة، وأغلب الأزمات العالمية تأتى فى صالح المنطقة، يبقى فقط إدراك الأمر والاستفادة منه، فلوأن التجارة التى عُطلت فى الأزمة بين العرب والدول الأجنبية تحولت إلى الداخل لحققت مكاسب كبيرة وتجاوزت الأزمة بسهولة، ولكن مازالت الخلافات السياسية بين الدول العربية معطلاً رئيسياً للاقتصاد والتكامل.. والعرب لا يستطيعون إدراك أن الاقتصاد القوى يصنع سياسة قوية، ففى الخارج تلتقى المصالح الاقتصادية فيتفاهمون سياسيا أما هنا فالاقتصاد يأتى فى المرتبة الثانية.

■ أنت تدعو إلى الاستثمار فى المنطقة العربية.. فكيف والسودان غير مستقر والعراق ملتهب وفلسطين ضائعة والصومال مشتعل.. فمن يجرؤ على وضع ماله فى اللهب؟

- أنا معك أن عدم الاستقرار السياسى والأمنى معرقل للاستثمار، ولكن الزمن غير الزمن والصراعات غير دائمة، ثم إنه أصبحت هناك هيئات عربية مهمتها ضمان الاستثمار وتوجد شركات تأمين لتأمين الاستثمارات ضد المخاطر، ولوأننا ظللنا نتعلل بهذه الأسباب فلن نبرح مكاننا.

■ لننتقل إلى ملف الزراعة فى مصر باعتبارك خبيراً فى الاقتصاد الزراعى وحاصلاً على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد الزراعى، وتوليت منصب رئيس لجنة السياسات الزراعية والتنمية بوزارة الزراعة، ومدير مشروع تطوير النظم الزراعية. ولنبدأ بالإحصائية التى تقول إن مليار دولار فى اليوم الواحد قيمة الدعم الأوروبى والأمريكى لقطاع الزراعة فكيف ترى الدعم المصرى لقطاع الزراعة؟

- الدعم الحكومى للفلاح المصرى انتهى بعد رفع الدعم عن الأسمدة والمبيدات، والقطاع الزراعى المصرى تم تهميشه ولا أعتقد أنه جزء أساسى من الاقتصاد المصرى الآن، بل أصبحت السمة الأساسية هى اعتمادنا على استيراد غذائنا من الخارج.

■ هل لديك نسب أوأرقام لحجم استيراد الغذاء من الخارج؟

- مصر الآن تستورد نصف غذائها من الخارج ومستقبلا سترتفع النسبة، وبالتالى الاعتماد على الخارج سيزيد، ليس فقط لزيادة أعداد السكان، وإنما لازدياد أزمات المياه وقلتها التى أصبحت مشكلة حقيقية تواجهنا حتى لم تعد كمية المياه الحالية كافية للزراعة، فأصبح الحديث عن الاكتفاء الذاتى فى ظل نقص المياه مستحيلاً، وإن كان ذلك لا يبرر عدم الاهتمام بالزراعة والفلاح المصرى.

■ مصر تستورد القمح من الخارج بحوالى ٤٠٠ دولار للطن فى حين تشتريه من الفلاح المصرى بحوالى ٣٨٠ جنيهاً والنقل على الفلاح فما تعليقك؟

- السياسة الزراعية فى مصر أصبحت غير مستقرة، وكل عام يأتون بسياسة مختلفة مما أدى إلى عدم شعور الفلاح بالأمان، لذا يجب إعادة النظر فى هذه السياسة ويجب على الدولة أن تشترى المحاصيل الزراعية وعلى رأسها القمح من الفلاح بالسعر العالمى، وأن تعلن السعر قبل الزراعة، وأن تعطيه حقه فور تسلمها المحصول، كلها عوامل ستشجع زراعة القمح، ولكن حتى نكون منصفين إن الشعب المصرى هوالآخر تغير ولم يعد يحب الزراعة بل أصبح يكره الفلاحة، وأى شاب متعلم يترك قريته غير راغب فى العمل فى الزراعة، ويأتى إلى القاهرة نازحا يبحث عن مهنة تجلسه على مكتب، لأن المجتمع وضع الفلاح فى درجة اجتماعية أقل، والشباب المصرى لا يرغبون فى البقاء فى الريف ولا يودون أن يعملوا بالزراعة.. وهذا بحث علمى اشتغلت عليه سنوات طويلة أثبت فيه أن «الشباب المصرى عايز يبقى أفندى».

■ هل تعتقد أن البعد عن المحاصيل الأساسية مثل القمح لصالح الكانتلوب والفراولة تم بضغوط خارجية كما حدث فى الصناعة وأجبرونا على الابتعاد عن الصناعات الثقيلة لصالح الصناعات الخدمية والاستثمار فى البورصة باتفاق مع البنك الدولى وصندوق النقد الدولى؟

- «هذا ما جنيت على نفسى» وليس ضغوطا خارجية، نحن السبب فى السياسات الزراعية غير المستقرة.. نحن من فعلنا بالقطاع الزراعى ما هوعليه الآن. والقائمون على الزراعة فى مصر نظروا إلى الاقتصاد على حساب الأمن فدفعوا الفلاح لزراعة المحاصيل الثانوية وأهملوا المحاصيل الرئيسية.

■ ما رأيك فى أزمة رى المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحى التى أثيرت مؤخرا؟

- طبعا هى كارثة بكل المقاييس والناس غير منتبهة إلى أن النبات يمتص المواد الموجودة فى مياه الرى ويحجزها بداخله، لذا كل ثمرة نأكلها بها صرف صحى.. ووزارة الزراعة تتحمل المسؤولية الرئيسية ولكن هناك أيضا جهات يجب أن تحاسب على هذه الكارثة وهم مسؤولو وزارة البيئة ومسؤولوالحكم المحلى والمحافظ ومسؤولوالصحة، الجميع يجب أن يحاسبوا.. ومن ناحية أخرى يجب ألا نغفل أن هذه الكارثة انعكاس لأزمة نقص المياه التى ستشتد مستقبلا.

■ زراعة القطن اندثرت فى مصر بعد أن ظللنا سنوات طويلة نفخر بالقطن طويل التيلة وكأننا يوما بعد الآخر نفرط فيما كان يميز هذا البلد فى كل المجالات؟

- زراعة القطن قلت بالفعل جدا.. ولم يعد يُقدم الفلاح على زراعته، لأنه مكلف للغاية، ولأن الدولة رفعت دعمها عنه، ومن ناحية أخرى الحكومة لا تدفع للفلاح سعرا مجزياً يوازى ما أنفقه على المحصول.. فاكتشف الفلاح أنه محصول غير مجزٍ فابتعد عنه.

■ ولماذا رفعت الحكومة دعمها عن القطن ؟

- الحكومة مابتحبوش لأنه يحتاج إلى دعم كبير بالإضافة للإزعاج الذى يسببه عمال المحلة وكفر الدوار بالإضرابات والاحتجاجات.

■ يعنى عمال المحلة كرّهوا الحكومة فى القطن؟

- ضحك وهز رأسه بنعم.

■ أم ربما لنية الحكومة فى بيع هذه المصانع فقالوا لاحاجة لنا للقطن؟

- لا أعرف ولكننى أشك أنهم يستطيعون بيعها «دى بلد كاملة ٤٠ ألف عامل، معقول يبيعوا بلد كاملة!».

■ حتى عام ١٩٨٥ كان استزراع الأراضى يتم بقرار من الحكومة.. هذه المنطقة تزرع أرزاً وهذه قطناً وتلك قمحاً.. فلماذا ترك الأمر لمزاج الفلاح حتى اندثرت بعض المحاصيل؟

- هذا النظام كان معمولا به من قبل فعلا، ولكن فى مقابل أن تفرض الحكومة نوعا معينا من المحاصيل كانت تدعمه لتساعد الفلاح على زراعته، وكانت تشتريه منه بعد ذلك بسعر جيد، أما الآن كما قلت فتركت المسألة للفلاح ورفعت عنه الدعم، فطبيعى أن يختار المحاصيل المجزية اقتصاديا بغض النظر عن المحاصيل التى تعد أمنا قومياً، وهذا بالطبع يعد خطأ فى السياسة الاقتصادية الزراعية.

■ على الهامش.. ما رأيك فى الجمعية الوطنية للتغيير بقيادة الدكتور البرادعى؟

- البرادعى يعبر عن التغيير والناس تحب التغيير.

■ هل ستعطيه صوتك لو قرر الترشح فى الانتخابات الرئاسية؟

- يتوقف على من أمامه.

■ لوترشح أمام الرئيس مبارك؟

- سأعطى صوتى للرئيس مبارك.

■ أليس حكمه هذا هوالذى قلت عنه إن فيه أخطاء كثيرة فى السياسة الاقتصادية والزراعية؟

- «إنت عايزه إيه بالظبط»؟

■ تردد مؤخرا أنك مرشح لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية إذا ما أصر السيد عمروموسى على عدم التجديد؟

- سمعت ذلك مثل الآخرين، وليس لدى معلومة، ولكن لوعرض على المنصب سأقبله.