Thursday, July 29, 2010

غروب شمس جريدة "الرؤية" الكويتية


كلاكيت ثالث مرة تراجع في عدد الصحف اليومية الكويتية
بسبب الظروف المالية لدى الشركات والمؤسسات التي تمول هذه الصحف
بكل الألم نودع جريدة "الرؤية" اليومية
ونسأل الله ان تكون آخر الأحزان في شارع الصحافة الكويتي

وداعــــــــــــــــــــاً

الخميس 29 يوليو 2010
شريده المعوشرجي
رئيس مجلس الإدارة


نعم اليوم هو آخر نبضة ويتوقف قلب «الرؤية» الذي كان يمتلئ حباً لهذه الأرض وأهلها، حمل قضاياها وتفاعل مع طموحات أهلها وأحلامهم وأمانيهم، اتسع لهم جميعاً لم يحاب أحدا منهم على أحد، جمعهم في رحابه ودفعهم للحوار الهادئ الهادف، وهيأ الأجواء لاحتواء خلافاتهم، فليس عيبا أن تتنوع الآراء والمذاهب في البلد الواحد، لكن العيب أن نذكي الفتنة وننساق وراءها فتعمي عيوننا عن الحق ولا نراه إلا معنا فنحقر الآخر ونمنع رأيه ونحجبه عن الآخرين، نعم سيتوقف اليوم نبض «الرؤية»، لكن ذكراها لن تموت فوفاء محبيها الذين تعودوا لقاءها كل صباح لا يمكن ان يغيب مع غياب صورتها عن عيونهم فقد طبعت صورتها في قلوبهم مع انتهاء أول طبعة لها وما طبع في القلب لا يغيب أبداً ما دام القلب ينبض، سيتوقف قلب «الرؤية» اليوم، لكن قلوب الذين سقوه من دمائهم وعرقهم وجهدهم ورأيهم وكلماتهم لن تتوقف وستحمل اسم «الرؤية» ونهجها وسيرتها إلى كل مكان يكتبون فيه.. يعملون فيه.. يتواجدون فيه، فقد تعاهدوا وهم الأوفياء على حفظها ما داموا في حفظ الله.

لهذا كله لن يكون هذا اليوم يوما حزينا نبكي فيه توقف نبض «الرؤية» بل سيظل يوما نتذكر فيه مولد منهج وطريقة لاقت الاحترام والتقدير من مختلف فئات الشعب وتياراته، فشكرا لكل الذين كانوا وراء هذا المنهج وشكرا لكل من دعمه بكلمة أو جهد أو دعاء، وشكرا لكل من تابعه وحرص على الالتقاء به كل صباح.

مهما طال العمر فلكل بداية نهاية.. نعم كانت نهاية «الرؤية» اسرع من آمالنا، لكن الأثر قد حفر والطريق قد تعبّد، و«الرؤية» أصبحت واضحة ولم يتبق الا المتابعة حتى لو كانت من قلب غير قلب الرؤية الذي كان آخر نبضاته في هذه الساعة على هذه الصفحات.


ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

بألمي لا بقلمي


الخميس 29 يوليو 2010
سعود السبيعي
رئيس التحرير


مع غروب هذا اليوم تنطفئ شمعة من شموع الحرية أوقدتها مجموعة من المبدعين ودعمتها كوكبة من المستثمرين، الذين آمنوا بأن الكلمة الطيبة صدقة وأن الإعلام ضرورة لنشر المعرفة وبناء الإنسان وفق المبادئ الإسلامية والإنسانية والوطنية بتلك الرؤية جاءت فكرة إصدار جريدة «الرؤية» فانطلقت في تاريخ 10/2/2008، وتشرفت برئاسة تحريرها وتأسيسها منذ أن كانت حلماً حتى أصبحت حقيقة آمن بها وبأهدافها، ألوف مؤلفة من الناس حملوها في قلوبهم، ولم يساورهم الشك يوماً في مصداقيتها وحيادها تجاه مجمل القضايا المختلفة، التي تشكل المادة المغذية لوسائل الإعلام.

كانت «الرؤية» منهجاً مستنيراً ينطلق من أدبيات إسلامية صرفة بل كانت الجريدة اليومية الوحيدة في العالم العربي التي تخضع للرقابة الشرعية طوعاً لا إجباراً.. رفضنا مئات الإعلانات بمئات الألوف لعدم توافقها مع الضوابط الشرعية وآلينا أن نستمر من دون تلك الإعلانات لإيماننا بأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

وبالرغم من الظروف المالية الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على كل الأنشطة فإننا حاولنا أن نتجاوز تلك المرحلة دون أن نتخلى أو ننحرف عن مسارنا ونهجنا الذي بدأناه، لكن إرادة الله فوق الجميع وكانت مشيئته أن نتوقف فتوقفنا غير آسفين مؤمنين بقضاء الله وقدره وعزاؤنا ومصدر اعتزازنا أننا قدمنا عملاً إبداعياً استطاع أن يكسب احترام وتقدير الجميع من كان في الوسط الإعلامي ومن كان خارج هذا الوسط، كنا صرحاً إعلامياً يدعو للحب وينشر السلام يجمع ولا يفرق وقفنا من الجميع على مسافة واحدة معيارنا حب الله ثم حب الوطن والأمير.

فشكراً لكل من ساهم معنا طوال هذه السنوات والشكر موصول لجميع القراء من اتفق ومن اختلف معنا ولله الحمد من قبل ومن بعد.

فوداعا ً أحبة القلب...


ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

أزف الرحيل
الخميس 29 يوليو 2010
زكريا عبدالجواد
مدير التحرير


مثلما تموت الأشجار وهى واقفة، تتوارى الرؤية.

موت مفاجئ ، أصاب القلب بغتة، فانتهت الحكاية، وتوارى الحكاء.

جاءت النهاية مغايرة تماما لتوقعات البداية، حين كان الطموح عاليا، وكانت الآمال عريضة، والحماسة فائقة.

شيء ما يحدث في العادة، في مثل هذه الحالات التي راحت تتكرر من وقت إلى آخر، لا يهم معها حجم الحماس، ولا الجهد ولا الاجتهاد، لا يهم فيها النوايا المخلصة، لا التوازن ولا الاعتدال، لا إخلاص النية ولا السعي إلى شق طريق بلغة وشكل مغاير، شيء ما يكون السبب في انهيار الأحلام وتراجعها، لكنه في النهاية ينتهي باندحار الطموحات مهما علا سقفها .

ليس هذا يقال فقط عن «الرؤية» وتجربتها، فهو ينطبق على تلك السلسلة من التجارب الإعلامية المضيئة التي سبقت «الرؤية» أو تزامنت معها أو جاءت من بعدها، كلها تألقت ثم انطفأت.

حاولت «الرؤية» واجتهدت، سعت إلى تقديم ما ينفع الناس، ما يمكث في الأرض لا الذي يذهب جفاء، لم تروج يوما للغث، ولا انساقت في جوقة إعلاء الصغائر، وحين تتوارى «الرؤية» في الغد، ستكون قد اجتهدت قدر ما استطاعت، وحاولت شق طريق لها، استفادت فيه من تجارب زميلات مخضرمات، وسعت إلى مواكبة الحديث والمتطور، بلغة جديدة ومسار مختلف.

هل نقول وداعا للقراء أم إلى لقاء ؟ فمن المؤكد أن الضوء يأتي دائما بعد الحلكة، وان الشروق البهيج يقتحم الكون لينير طريق الذين تباغتهم الفجيعة، ولا فجيعة أكبر من إغلاق طاقة وعي وتنوير ومعرفة .

شكرا لقراء «الرؤية»، شكرا لكتّابها، شكرا للعاملين فيها، شكرا للذين أخلصوا، وحاولوا إضاءة شمعة بدلا من قضاء الوقت في لعن الظلام .

شكرا للذين ساندونا وللذين صدموا مثلنا، بانطفاء شمعة أخرى.

أسدل الستار الآن. وأطفئت الأنوار .

حان وقت الرحيل .. فوداعا .