Monday, October 6, 2008

وحش حولي.. ومصريون في الغربة

المحامي منتصر الزيات.. هل سينجح؟

نقلاً عن جريدة "الراي" الكويتية


عشية زيارته الكويت للمرافعة عن حجاج السعدي
الزيات لـ «الراي»: قضية «وحش حولي» ملفقة وسأقلب الطاولة... وسأثبت براءته


المحامي منتصر الزيات

القاهرة - من أغاريد مصطفى

كشف المحامي البارز في مصر منتصر الزيات عن مجموعة من الثغرات، التي سوف تغير مجرى قضية «وحش حولي» المتهم بهتك عرض في 13 قضية.مؤكدا أن أول حكم سوف يحصل عليه في القضية سيغير مجرى الأحداث... متهما الإعلام بالتعامل مع المتهم على أنه مدان.وكشف في حواره مع «الراي» قبيل سفره إلى الكويت خلال الأيام القليلة المقبلة للترافع في قضية «وحش حولي» عن العديد من الأسرار، والمستندات التي سوف يعتمد عليها في دفاعه عن المتهم.«الراي» التقته في مكتبه في القاهرة، وهذا نص ما جاء في الحوار:
كيف بدأت علاقتك بقضية حجاج السعدي المعروفة إعلاميا وجماهيريا بـ «وحش حولي»؟
البداية كانت عندما جاءت إليّ والدة ووالد حجاج، وطلبا مني أن أدافع عنه، ولكني ترددت في البداية عندما علمت بظروف القضية لأن تاريخي واسمي جعلاني لا أحبذ الاشتراك في قضية ظاهرها أن المتهم هتك عرض أطفال، وهو ما جعلني صرفت النظر، وفوجئت بعد ذلك باتصال من المتهم نفسه من الكويت داخل السجن.وقال لي: أنا مظلوم ، وأنت من عادتك أن تدافع عن المظلومين وأنا مظلوم تعال اسمع مني أنا ضحية هنا، ضحية ظروف معقدة، ضحية «ضابط مباحث كبير» في الكويت لأنه حدثت مشاجرة كبيرة بيني وبينه، وكانت النتيجة أن لفق لي هذه القضايا.وبعد المحاكمة حضر الوالد والوالدة مرة أخرى ليعطياني رقم المحامي الذي يتولى القضية في الكويت، وقد لاحظت من مكالمة حجاج عدم ارتياحه للزميل المحامي، وبالفعل اتصلت بالمحامي لفهم ظروف القضية، ولكني فوجئت بأنه يقول ان التهم ثابتة على حجاج، وكيف تأتى للدفاع عنه فهو مدان.وهو ما أدهشني، وهذا هو الخيط الذي حوّل موقفي نحو القضية إلى التعاطف مع حجاج، وقبول القضية لأنه عندما يدين محامي موكله ولا يتعاطف معه فهذه علامة استفهام (...) خاصة بعدما طلبت أوراقه وطلبت مساعدته ووجدت عدم تجاوب منه فقلت في نفسي أن دورنا هو الدفاع عن المتهمين، وليس تثبيت التهم، وإذا ما كنت أنا مقتنعا أن موكلي بريء، أو أن هناك ظروفا غير طبيعية دفعته لهذه الأفعال وارتكاب هذه الجرائم، فينبغي أن أتوقف أو لا أقبل المهمة، وهذا هو الخيط الذي جعلني أشعر أن المتهم في حالة عزلة شديدة فهو بمفرده في الكويت وليس معه أحد، وحتى محاميه لا يحضر الجلسات معه ليسانده.
ماذا فعلت بعد أن قبلت القضية، وهي حساسة جماهيريا؟
حاولت الحصول على أوراق من محامي المتهم، ولكنه لم يساعدني نهائيا، وبدأت في الاتصال بالسفارة المصرية في الكويت، وتحدثت مع المسؤول المختص وقلت له أني محامي حجاج، وأريد معرفة ظروفه وأحواله وطلبت منه مساعدتي للحصول على تأشيرة لأن الزميل المحامي امتنع عن تقديم أي عون.وابلغني المسؤول المختص في السفارة: أن أتصل به بعدها، ومنذ ذلك الوقت 6 أشهر تقريبا، وأنا أحاول الاتصال به، وهو لا يرد، فأدركت أن حجاج تحيط به ظروف غير طبيعية، وخاصة أنه أبدى كلاما في صميم الدفاع، وهي أن القضايا تم تلفيقها له، وأنه تم تعذيبه تعذيبا بشعا، وهذا أنا أعلمه على مدار عملي الذي يصل لـ 30 عاما، فقد قابلت قضايا من هذا النوع.
إذن وجدت صعوبة في الحصول على تأشيرة السفر للكويت؟
نعم، فعندما حاولت كثيرا السفر إلى الكويت، وهو ما استمر لمدة 6 أشهر حتى أستطيع السفر لأن المحامي لا يريد مساعدتي بإعطائي تأشيرة، وعلى الجانب الآخر السفارة المصرية لا تلعب أي دور إنساني.نحن لا نقول بل ان أي قانون في الدنيا يجزم «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، ومن حق هذا المواطن المصري أن يجد من يدافع عنه ويجد من سفارته الرعاية والعون.
ماذا بعد أن وصلت إلى الكويت؟
حجاج السعدي
وجدت رفضا من المحامي اعطائي أي أوراق خاصة بالقضية أو إذن بالحضور معه في القضايا.وكان يقول لي: يا أستاذ منتصر أنت اسم كبير ومحامي إسلامي مشهور لا يليق أن تأتي لتدافع عن ولد بهذا الشكل.
ألم تحاول الوصول للسفارة الكويتية في القاهرة؟
توجهت إليهم ووجدت تفهما من القنصل الكويتي وليد سالم والتقيت به في مكتبه ومنحني التأشيرة على مسؤوليته،وهنا لابد أن أشيد بالسفارة الكويتية لما قدمته اليّ من تسهيلات وتعاون في منحي التأشيرة.
نعود إلى الكويت؟
سافرت للكويت قبل فترة قليلة، ووجدت الوضع في غاية الصعوبة لأنه في البداية كان لابد أن أقوم بعمل توكيل عنه هناك، وأريد أن أراه في السجن، وهذا لم يحدث، ولكن رأيته في المحكمة، حيث بدأت أتردد عليها يوميا كمحاولة أن أراه، لا أستطيع أن أحدد القضايا المتهم فيها لأن حجاج نفسه لا يعرف أماكن القضايا فكل ما يحدث هو أخذه من السجن إلى القاضي ووكيل نيابة، ولكنه لا يعرف شيئا.فحضرت في اليوم الأول قدرا لأني كنت هناك لأستجمع بعض المعلومات ووجدت حجاج هناك، وقد كنت ذاهبا إلى السجن في البداية في محاولة لزيارته فتلقيت مكالمة علمت منها أنه في المحكمة.فذهبت للمحكمة فوجدته ذهب والقاضي الذي كان ينتظر القضية عندما علم بوجودي أرسل في طلبي، فدخلت له وجلست معه فقال لي: إن المتهم أبدى طلبه في التأجيل لحضوري وأنه علم بوجودي من الصحف الكويتية.وبالفعل أجلنا حتى منتصف أكتوبر، وأبدى مرونة وهو أمر معروف عن القضاء الكويتي فهو محل احترام وتقدير.ورأيت أن هذا التأجيل في صالح القضية حتى أحاول تجميع استراتيجيتي في تجميع أكبر عدد من القضايا حتى أذهب إلى الكويت مرة أخرى، فأستطيع عمل شيء، فالمتهم لم يدفع أتعابا فأهله فقراء بسطاء يدفعون ثمن تذكرة السفر بالعافية.
ماذا حدث بعد ذلك؟
ذهبت في اليوم الثاني إلى المحكمة وكانت هناك جلسة، فوجدت أن رئيس الدائرة ويدعى المستشار محمد البحر، وهو من أعلام القضاء في مصر، وقد عملت أمامه كثيرا، ومن أبرز قضاياه «قضية اغتيال فرج فودة».واستقبلتني الدائرة استقبالا طيبا، وطلبت التأجيل للميعاد نفسه (منتصف أكتوبر) للاطلاع وتصوير الورق، ووافقت المحكمة وتحدث حجاج وأبدى عدم رغبته في المحامي الكويتي، ووجدت أنه لابد من وجود أناس تساعدني من الكويت لأنه من دون محامين كويتيين معي في القضية لن أستطيع عمل شيء.ووجدت أن من بين المحامين الكويتيين الذين قبلوا مساعدتي في هذه القضية وشعر معي أن القضايا تحيط بها ظروف غير طبيعية هو المحامي مرهج الظفيري وقبل متطوعا أن يساعدني وجاء معي في الجلسة الثانية ورأى حجاج وعرفتهما على بعض.وقلت لحجاج: إن هذا المحامي هو الذي سيناصرنا في الكويت، فهو من الأنصار بالكويت، ووافق عليه وأثبتناه في محضر الجلسة.وبالفعل تم توثيق توكيل من حجاج لمرهج ولي، وقمنا بتجميع عدد القضايا المتهم بها حجاج، والتي وصلت إلى 13 قضية كلها قضايا هتك عرض، وموافقة هذا المحامي يبدو أن ربنا أراد فتح بصيص من الأمل لهذا الولد لأني قبلت الدفاع عنه.
هل هناك أدلة قوية تدين حجاج؟
في غياب الدفاع لا يمكن أن تفترض أن هناك أدلة قوية، ولا الحديث عنها لأنه لا يبدي دفاعا، فإذا تكلمنا عن الإكراه كان لابد أن يترك هذا الدفاع بالإكراه «سمعا محمودا»، فالمحامي أدان وكان هناك شواهد تستطيع أن تقنع بها المحكمة.
كيف وجدت حالته النفسية؟
الولد في حالة خوف ورعب شديدين، ويشعر أنه بمفرده، ويؤكد أن القضايا ملفقة من ضابط لم يذكر لي اسمه حتى الآن.وقال: «أنا ما عملتش حاجة، ولو عملت كده ليه ماعملتش في مصر والكويت التي أعمل بها منذ 13 عاما وتظهر كل هذه القضايا في توقيت واحد».وقال لي: اسأل عني الشحات مبروك... فقد كنت أعمل في الجيم الرياضي الذي يملكه.وأنا رأيت في حجاج أنه لايزال يشعر بالخوف والتوتر الشديد، خاصة أنه لديه حكمان بالإعدام، وهما أمام محكمة التميز «محكمة النقض»، وهو ما يجعلنا أمام معركة خاصة جدا أمام هذه المحكمة التي تمثل آخر مرحلة، ولكن لم يحدد لها جلسات بعد، ولكن لدينا 11 قضية مازالت مطروحة أمام العدالة.
ما شعورك تجاهه عندما رأيته؟
أحسست وكأنه بمفرده بالفعل، وكل من حوله ضده، فهو كل يوم يتصل بي ويقول لي: ماتسبنيش... فقد أصبح لديه هاجس، وآخرها أمس قال لي: «أنا مسلم والله» فقلت له «أنا مش هسيبك».
إلى ماذا ستستند في الدفاع عن حجاج؟
أولا تحاليل الـ «DNA» تم عملها في «22» ساعة والظروف والملابسات، التي حول القضية والمتهم تقول إن هناك علامة استفهام، وأنا كل معلوماتي سمعية حتى الآن، وفي القريب ستكون تحت يدي مستندات قوية تغير سير القضية.فكل ما حصلت عليه أسباب حكم في قضيتي، والتي توضح أنه لم يكن هناك دفاع، وأنا سأسافر خلال أيام، وأنا واثق جدا في القضاء الكويتي، وهذا ليس من باب «دغدغة العواطف».لكن جميع الشواهد تقول ان القضاء الكويتي قضاء مستقل، وأنا على ثقة أنه عندما تطرح على بساط البحث قضية حجاج ويأخذ حقه في الدفاع أتصور أننا سنقلب الطاولة وسنصل في النهاية إلى براءة المتهم... حيث إن هناك شواهد يمكن أن تقنع بها المحكمة، وسأطلب معرفة التحليل ورؤيته وعلى ماذا اعتمد... ثم يعرض على لجنة ثلاثية محايدة من أساتذة الطب حتى نستطيع أن نقول انه يمكن أن يتم عمله في ساعة ازاي، وعلى أي جهاز.وسيتم تفنيد الأدلة، لأنه عندما يكره متهم على الاعتراف ويقولون إن هناك تحليل «DNA» تم عمله خلال أقل من 24 ساعة، وان أولياء الأمور والأطفال تعرفوا عليه كل حاجة من هذه لدي رد عليها.فمثلا تعرف الناس عليه نتيجة نشر صوره بالصحف، «تلفيق»... سنحضر الضابط، الذي يتهمه حجاج بتلفيق التهمة له لمناقشته، وتحليل «DNA» سنطلب عرضه على لجنة ثلاثية مستقلة محايدة من رؤساء أقسام في كلية الطب، فالقضية بها ثغرات كثيرة يمكن الاستناد عليها.
كيف ترى تعامل وسائل الإعلام مع هذه القضية؟
الصحف الكويتية كانت تكتب عن «وحش حولي» قبل 6 أشهر قبل القبض عليه، وعندما تم القبض عليه كان هناك طوفان من نشر صوره وجميع الصحف تعاملت معه على أنه وحش حولي، وهذه إدانة له، وكل الناس بعدما رأت صورته.فمن الطبيعي عندما يأتي أولياء الأمور والأطفال الذين تم اغتصابهم فسيقولون إنه هو الجاني... طب اتعرفوا عليه إزاي من هدومه... تصور أن إنسانا يقوم بعمل 13 واقعة مثلا ويتم عمل محضر فهذا كلام غير سليم، وكانت صوره في كل الدنيا فمن السهل التعرف عليه.فالإعلام تعامل مع حجاج على أنه مدان، وليس متهما ونشر جميع الظروف والملابسات التي تدينه، أنا أفهم أن الإعلام لابد أن يتعامل مع الحدث فهو أمر ضروري وينقل المعلومة للناس، ولكن ليس من حقه أن يحكم على المتهم بالإدانة ولا يؤثر في موضوعات قضية معروضة على القضاء فالمفروض الحرص في طرح المعلومات.
وماذا عن ردود الأفعال في الكويت حول القضية والمتهم؟
الناس في الكويت ترى القضية من الزاوية التي نشرت فيها أن الولد ارتكب هذه الجرائم، وأنه متورط... فقد قابلت محامين بالكويت فسألوني: لماذا أتيت؟ فقلت لأدافع في قضية «وحش حولي».فقالوا: يا ساتر يا رب ولذلك أنا أنعى على الإعلام الذي يتدخل في القضايا المعروفة في القضاء سواء في مصر أو الكويت أو أي مكان لأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته لأنه يؤثر على مجرى القضية، فالقضاء بشر فما يحدث حرام، ونشر صور المتهم سهل الطريق أمام المجني عليهم،وبذلك أثرنا على القضاة ووجهنا الرأي العام... هذا في الوقت الذي لا يجد أحدا يدافع عنه... فالسفارة المصرية تركته فريسة لظروف غير طبيعية.وهناك ملحوظة تتكرر لأكثر من مرة لماذا لا تتدخل السفارة المصرية للقيام بدورها وتدافع عن أبنائها، وهذا حدث من قبل، فقد ذهبت للجزائر ذات مرة للدفاع عن مصري فشكى مر الشكوى من السفارة المصرية وتحدث إلىّ السفير المصري بالجزائر.ولذلك أنا أطالب بتفعيل دور السفارة المصرية، وكذلك وزارة الخارجية لأنه مواطن مصري ارتكب أو لم يرتكب جريمة أو حتى على خلاف مع الحكومة أو معارض لحكومة، كلها أمور ليس لها مجال لأنها سفارة تمثل مصر في الخارج فعليك تقديم العون لهذا المتهم إلى أن يصدر الحكم النهائي حتى وبعدها لابد أن يكون هناك من يراه ويزورونه من السفارة لأنه حق إنساني.ففي مصر تم الحكم على 3 بريطانيين في قضية حزب التحرير، كان موظفو السفارة يزورون هؤلاء في السجن أسبوعيا، وبعد الحكم عليهم كذلك كانوا يقدمون لهم كل ما يمكن أن يقدم فالحقيقة هناك قصور شديد في أداء السفارات المصرية بالخارج مع رعاياهم، قد يكون هناك أحد يقوم بعمله ولكن الحالات التي رأيتها تؤكد هذا القصور.
لكنك لديك أمل في القضية؟
أنا لدي أمل كبير وعندي ثقة في القضاء الكويتي وأمل في الله كبير في تحويل دفة الرأي العام فأنا من المؤمنين بالتجربة الكويتية، بالرغم من عدم وجود احزاب إلا أن الديموقراطية بها أفضل من أي بلد به أحزاب، فيها مجلس أمة وأقوى برلمان في الدول العربية على الإطلاق.وأنا لا أقول هذا من باب المجاملة لأن كل الشواهد تقول ان القضاء الكويتي قضاء مستقل ولكن لابد من وضع الأمور بشكل منظم أمامه من اتهام ودفع وأدلة براءة وأنا أؤكد أن أول حكم سنحصل عليه هو الذي سيغير مجرى القضية.

No comments: