الدولة تترقب، والمجتمع متوتر، والهيئة تتطور ببطء شديد
العاهل السعودي مستقبلا زوجة أمير قطر الشيخة موزة المسند
5/27/2010 1:00:00 PM
شيء ما يتغير في المملكة العربية السعودية، حيث وقعت حادثتان تعرضت فيهما المرأة السعودية لمضايقات من سلطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان رد الفعل في الحادثتين مذهلا، ففي الحادثة الأولى التي روتها صحيفة (سعودي جازيت) السعودية، اشتبه رجل من رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تصرفات زوجين شابين وظن أنهما غير متزوجين خاصة مع تصرفاتهما المريبة في مدينة ملاهي، فقام باستجوابهما وبينما انهار الرجل الذي كان مع المرأة قامت المرأة بضرب رجل الأمر بالمعروف ضرباً مبرحاً احتاج معه للذهاب إلى المستشفى.
الحادثة الأخرى روتها جريدة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية عن اجتماع رجل وامرأة في خلوة غير شرعية، وحينما هاجمهما رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أطلقت عليهم المرأة الرصاص وأصابت أحدهم.
تقوم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسير في الأماكن العامة وتـنبه النساء اللاتي يسرن بغير حجاب وتطمئن على غلق المحال أوقات الصلاة، وفي الرياض يقومون بدوريات بميكروفونات للتنبيه على النساء بالحجاب والصراخ على الرجال من أجل الذهاب للصلاة. وهي امور لا زال يؤيدها البعض ويرفضها البعض الآخر، دلّ على ذلك جدل كبير أثير في الصحافة السعودية في الآونة الخيرة.
في التسعينات كان الرسميون والمتعاونون (ممن يتطوعون لهذا العمل قبل منعهم رسمياً) في كل مكان، خاصة في الأجزاء العتيقة من المدن الكبرى، ولكن في الفترة الأخيرة تقلص نفوذهم كثيرا، وخرجت تصريحات كثيرة تلومهم أحدها للأميرة بسمة بنت سعود التي انتقدت عمل اللجنة ووصفته أنه بعيد تماما عن الإسلام، وأن للجنة نواياها شريرة.
ورغم أن بعض النساء يقمن حالياً بالتسوق في المراكز الكبرى وهن كاشفات الوجوه مكتملات الزينة إلا أن الشرطة الدينية ما زالت مؤثرة وتقوم بفصل أي تجمعات يحدث بها اختلاط، ومع لك فإن دور لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتراجع واحترام الناس لهم يقل، وأصبحت هناك صيحات تنادي بعدم الفصل بين الجنسين، وأنشئت جامعة مختلطة لأول مرة في المملكة.
ولا يرغب قادة المملكة في فرض النظام الجديد قسراً على المواطنين بل يريدون أن يحظوا بدعم من الهيئات الدينية؛ وذلك لأن الحكم في المملكة يستند على تلك الهوية الدينية، هذا أولا، لذلك يحتاج القادة في المملكة إلى تحقيق توازن دقيق بين رغبتهم ورغبة السعوديين في التغيير دون أن يسخط هذا العناصر المقتنعة بالتغيير.
وثانياً لأن السعودية تشهد ظواهر تنفرد فيها عن كثير من محيطها العربي، ألا وهو عدم قدرة المرأة القيام بأعمالها الخاصة دون مطاردة من المراهقين، تصل حدّ إغلاق الشوارع العامة، ومحاصرة سيارات الفتيات، وربما الخطف أحياناً، بل إن ممارسة المشي لفتاة منفردة وحيدة كفيل بأن يثير حولها الأسئلة.
No comments:
Post a Comment