Thursday, July 29, 2010

غروب شمس جريدة "الرؤية" الكويتية


كلاكيت ثالث مرة تراجع في عدد الصحف اليومية الكويتية
بسبب الظروف المالية لدى الشركات والمؤسسات التي تمول هذه الصحف
بكل الألم نودع جريدة "الرؤية" اليومية
ونسأل الله ان تكون آخر الأحزان في شارع الصحافة الكويتي

وداعــــــــــــــــــــاً

الخميس 29 يوليو 2010
شريده المعوشرجي
رئيس مجلس الإدارة


نعم اليوم هو آخر نبضة ويتوقف قلب «الرؤية» الذي كان يمتلئ حباً لهذه الأرض وأهلها، حمل قضاياها وتفاعل مع طموحات أهلها وأحلامهم وأمانيهم، اتسع لهم جميعاً لم يحاب أحدا منهم على أحد، جمعهم في رحابه ودفعهم للحوار الهادئ الهادف، وهيأ الأجواء لاحتواء خلافاتهم، فليس عيبا أن تتنوع الآراء والمذاهب في البلد الواحد، لكن العيب أن نذكي الفتنة وننساق وراءها فتعمي عيوننا عن الحق ولا نراه إلا معنا فنحقر الآخر ونمنع رأيه ونحجبه عن الآخرين، نعم سيتوقف اليوم نبض «الرؤية»، لكن ذكراها لن تموت فوفاء محبيها الذين تعودوا لقاءها كل صباح لا يمكن ان يغيب مع غياب صورتها عن عيونهم فقد طبعت صورتها في قلوبهم مع انتهاء أول طبعة لها وما طبع في القلب لا يغيب أبداً ما دام القلب ينبض، سيتوقف قلب «الرؤية» اليوم، لكن قلوب الذين سقوه من دمائهم وعرقهم وجهدهم ورأيهم وكلماتهم لن تتوقف وستحمل اسم «الرؤية» ونهجها وسيرتها إلى كل مكان يكتبون فيه.. يعملون فيه.. يتواجدون فيه، فقد تعاهدوا وهم الأوفياء على حفظها ما داموا في حفظ الله.

لهذا كله لن يكون هذا اليوم يوما حزينا نبكي فيه توقف نبض «الرؤية» بل سيظل يوما نتذكر فيه مولد منهج وطريقة لاقت الاحترام والتقدير من مختلف فئات الشعب وتياراته، فشكرا لكل الذين كانوا وراء هذا المنهج وشكرا لكل من دعمه بكلمة أو جهد أو دعاء، وشكرا لكل من تابعه وحرص على الالتقاء به كل صباح.

مهما طال العمر فلكل بداية نهاية.. نعم كانت نهاية «الرؤية» اسرع من آمالنا، لكن الأثر قد حفر والطريق قد تعبّد، و«الرؤية» أصبحت واضحة ولم يتبق الا المتابعة حتى لو كانت من قلب غير قلب الرؤية الذي كان آخر نبضاته في هذه الساعة على هذه الصفحات.


ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

بألمي لا بقلمي


الخميس 29 يوليو 2010
سعود السبيعي
رئيس التحرير


مع غروب هذا اليوم تنطفئ شمعة من شموع الحرية أوقدتها مجموعة من المبدعين ودعمتها كوكبة من المستثمرين، الذين آمنوا بأن الكلمة الطيبة صدقة وأن الإعلام ضرورة لنشر المعرفة وبناء الإنسان وفق المبادئ الإسلامية والإنسانية والوطنية بتلك الرؤية جاءت فكرة إصدار جريدة «الرؤية» فانطلقت في تاريخ 10/2/2008، وتشرفت برئاسة تحريرها وتأسيسها منذ أن كانت حلماً حتى أصبحت حقيقة آمن بها وبأهدافها، ألوف مؤلفة من الناس حملوها في قلوبهم، ولم يساورهم الشك يوماً في مصداقيتها وحيادها تجاه مجمل القضايا المختلفة، التي تشكل المادة المغذية لوسائل الإعلام.

كانت «الرؤية» منهجاً مستنيراً ينطلق من أدبيات إسلامية صرفة بل كانت الجريدة اليومية الوحيدة في العالم العربي التي تخضع للرقابة الشرعية طوعاً لا إجباراً.. رفضنا مئات الإعلانات بمئات الألوف لعدم توافقها مع الضوابط الشرعية وآلينا أن نستمر من دون تلك الإعلانات لإيماننا بأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

وبالرغم من الظروف المالية الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على كل الأنشطة فإننا حاولنا أن نتجاوز تلك المرحلة دون أن نتخلى أو ننحرف عن مسارنا ونهجنا الذي بدأناه، لكن إرادة الله فوق الجميع وكانت مشيئته أن نتوقف فتوقفنا غير آسفين مؤمنين بقضاء الله وقدره وعزاؤنا ومصدر اعتزازنا أننا قدمنا عملاً إبداعياً استطاع أن يكسب احترام وتقدير الجميع من كان في الوسط الإعلامي ومن كان خارج هذا الوسط، كنا صرحاً إعلامياً يدعو للحب وينشر السلام يجمع ولا يفرق وقفنا من الجميع على مسافة واحدة معيارنا حب الله ثم حب الوطن والأمير.

فشكراً لكل من ساهم معنا طوال هذه السنوات والشكر موصول لجميع القراء من اتفق ومن اختلف معنا ولله الحمد من قبل ومن بعد.

فوداعا ً أحبة القلب...


ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

أزف الرحيل
الخميس 29 يوليو 2010
زكريا عبدالجواد
مدير التحرير


مثلما تموت الأشجار وهى واقفة، تتوارى الرؤية.

موت مفاجئ ، أصاب القلب بغتة، فانتهت الحكاية، وتوارى الحكاء.

جاءت النهاية مغايرة تماما لتوقعات البداية، حين كان الطموح عاليا، وكانت الآمال عريضة، والحماسة فائقة.

شيء ما يحدث في العادة، في مثل هذه الحالات التي راحت تتكرر من وقت إلى آخر، لا يهم معها حجم الحماس، ولا الجهد ولا الاجتهاد، لا يهم فيها النوايا المخلصة، لا التوازن ولا الاعتدال، لا إخلاص النية ولا السعي إلى شق طريق بلغة وشكل مغاير، شيء ما يكون السبب في انهيار الأحلام وتراجعها، لكنه في النهاية ينتهي باندحار الطموحات مهما علا سقفها .

ليس هذا يقال فقط عن «الرؤية» وتجربتها، فهو ينطبق على تلك السلسلة من التجارب الإعلامية المضيئة التي سبقت «الرؤية» أو تزامنت معها أو جاءت من بعدها، كلها تألقت ثم انطفأت.

حاولت «الرؤية» واجتهدت، سعت إلى تقديم ما ينفع الناس، ما يمكث في الأرض لا الذي يذهب جفاء، لم تروج يوما للغث، ولا انساقت في جوقة إعلاء الصغائر، وحين تتوارى «الرؤية» في الغد، ستكون قد اجتهدت قدر ما استطاعت، وحاولت شق طريق لها، استفادت فيه من تجارب زميلات مخضرمات، وسعت إلى مواكبة الحديث والمتطور، بلغة جديدة ومسار مختلف.

هل نقول وداعا للقراء أم إلى لقاء ؟ فمن المؤكد أن الضوء يأتي دائما بعد الحلكة، وان الشروق البهيج يقتحم الكون لينير طريق الذين تباغتهم الفجيعة، ولا فجيعة أكبر من إغلاق طاقة وعي وتنوير ومعرفة .

شكرا لقراء «الرؤية»، شكرا لكتّابها، شكرا للعاملين فيها، شكرا للذين أخلصوا، وحاولوا إضاءة شمعة بدلا من قضاء الوقت في لعن الظلام .

شكرا للذين ساندونا وللذين صدموا مثلنا، بانطفاء شمعة أخرى.

أسدل الستار الآن. وأطفئت الأنوار .

حان وقت الرحيل .. فوداعا .

Tuesday, June 29, 2010

الميزان في مصر المحروسة



تقرير دولى: مصر أقل الدول العربية فى سيادة القانون


ومحاسبة الحكومة والأمن وحرية الرأى



"نقلاً عن جريدة "المصري اليوم

كتب المغرب – فتحية الدخاخنى ٢٩/ ٦/ ٢٠١٠
حصلت مصر على أدنى الدرجات فى «مؤشر سيادة القانون» لعام ٢٠١٠، الذى يصدره «مشروع العدالة العالمية»، مقارنة بدول الشرق الأوسط، فى حين جاءت قطر فى الصدارة، تلتها الإمارات ثم الأردن من بين ٧ دول عربية رصدها التقرير، وهى: مصر والأردن ولبنان والكويت والمغرب وقطر والإمارات.

ووفقا لمؤشر سيادة القانون، الذى أعلن أمس الأول، خلال مؤتمر سيادة القانون فى الشرق الأوسط، بمدينة أفران المغربية، حصلت مصر على ٠.٣١ درجة فى مجال خضوع الحكومة للمحاسبة بموجب القانون، مقابل ٠.٤٩ لقطر، و٠.٥٧ للإمارات، وفى مجال غياب الفساد حصلت مصر على ٠.٤٨، مقابل ٠.٨١ لقطر، و٠.٨٠ للامارات.

وفى مجال وضوح القوانين ونشرها حصلت مصر على ٠.١٧ درجة، وفى مؤشر الأمن والاستقرار، حصلت على ٠.٣٢ درجة، مقابل ٠.٨٣ لقطر، و٠.٦٦ للإمارات، بينما حصلت على ٠.٢٧ درجة فى مجال حماية القانون للحقوق الأساسية للمواطنين.

ونالت مصر ٠.١٣ درجة فى مؤشر مدى انفتاح الحكومة، و٠.٢٧ درجة فى مدى كفاءة القانون الجنائى، و٠.٥٠ فى مدى طلب المسؤولين الحكوميين للرشوة، كما حصلت على درجات أقل فى مجال خضوع الدولة للقانون الدولى، وتوافر حرية الرأى والتعبير.

وقال المشرف على إعداد المؤشر بمشروع العدالة العالمية جون أليخاندرو، إن مؤشر سيادة القانون يدرس حوالى ٤٢ دولة من خلال مسوح تجرى على ألف شخص بكل دولة، مشيرا إلى أنه من المقرر إعلان التقرير كاملا فى سبتمبر المقبل.

وشهدت جلسات المؤتمر الإقليمى لمشروع العدالة العالمية حول سيادة القانون فى الشرق الأوسط، مناقشات حادة حول أسباب تأخر المنطقة العربية، وحمل المشاركون فى المؤتمر الاستعمار واستمرار الصراع العربى - الإسرائيلى المسؤولية عن هذا التأخر. وأكدت أستاذة الأنثربولوجى بجامعة لندن زيبا مير حسين أهمية المزج بين الضغط الخارجى والجهود الداخلية لتحقيق الاصلاح.

وقال المدير التنفيذى لمشروع العدالة العالمية وليام نيوكام إن الهدف منه هو القضاء على الفقر والفساد والأوبئة، مطالبا الحكومات العربية بإقرار ضمانات لمحاسبة الحكومة وإخضاع مسؤوليها لسلطة القانون، وأضاف إن «المؤتمر ليس وسيلة لإلقاء اللوم على دولة ما أو إلحاق العار بها بل توضيح ورصد ما يحدث بها، أملا فى تحقيق العدالة وسيادة القانون».

Tuesday, June 15, 2010

عمرو موسى.. لقد انتهى دورك


!!ايظن انه لا يزال وزيراً للخارجية المصرية؟


!!لماذا لا يتخلى عن عنجهيته "الفارغة"؟





الأمين العام لجامعة الدول العربية

"إحباط فلسطينى من زيارة عمرو موسى..ومواطنون غزاويون: "جئت متأخراً يا موسى.. لقد جفت دماؤنا

"نقلاً عن "المصري اليوم

«جئت متأخراً يا موسى.. لقد جفت دماؤنا».. هكذا صرخ كمال أبوندا، مدير واحدة من كبرى المؤسسات الأهلية الفلسطينية، الناشط الفلسطينى الشهير، معبراً عن رأى ورؤية الكثير من الفلسطينيين لزيارة عمرو موسى إلى غزة، حمل ندا لافتة تضم صوراً لثلاثة أطفال من الشهداء.. أبو ندا واحد من العشرات من الفلسطينيين المحبطين من زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى غزة.

كان الغزاويون ينتظرون الفرج على يد موسى ولكنهم لم يحصدوا سوى مزيد من التصريحات والشعارات التى أطلقها عمرو موسى فى غزة.. وقف أبو ندا أمام فندق الكومدور، حيث عقد موسى مؤتمراً صحفياً فى نهاية زيارته، أمس الأول، مندداً بتأخر زيارة موسى إلى القطاع وقال: «جاء إلينا عمرو موسى متأخراً سنوات طويلة،

كنا ننتظر من عمرو موسى تحديداً الكثير والكثير، لكنه لم يقدم لنا من قبل أى شىء ولم يقدم الآن لنا أى شىء سوى الوعود والشعارات فقط»، وأضاف أبو ندا: «يستطيع موسى أن ينصب نفسه بطلاً قومياً عربياً وملكاً متوجاً على غزة، إذا بقى فى غزة، أو افتتح فرعاً لجامعة الدول العربية هنا فى غزة، لكنه جاء متأخراً وبعد كل هذا التأخر لم يقدم لنا أى شىء».

وفيما كانت حالة الإحباط تسيطر على الناشط الفلسطينى من نتائج زيارة موسى، كان الشارع الفلسطينى فى غزة أكثر ثورة وحنقاً على موسى ونتائج زيارته وتصريحاته التى وصفها لنا محمد جابر حسونة، الشاب الفلسطينى، بأنها تصريحات «طق حنك»، أى فارغة من أى معنى أو هدف، ولا تحمل أى جديد.

محمد الشاب الفلسطينى عبر عن إحباطه قائلاً: «لم يقدم موسى أو الذين جاءوا قبله أى جديد لا هو ولا أى من العرب.. لقد تركونا وحدنا»، محمد الذى يبدو مسيسا ومتحمسا لحركة حماس انتقد ابتعاد موسى عن كل ما هو رسمى وحكومى فى زيارة موسى لغزة، لكن الدكتور حسن أبوحشيش، رئيس المكتب الإعلامى لحكومة حماس المقالة، اعتبر الزيارة مهمة وتاريخية ولها دلالات سياسية مهمة فى ظل السياق العام الحالى والأوضاع الدولية، وأشار إلى أنه كان من المهم استثمار حادث أسطول الحرية بكل الوسائل،

واعتبر أبوحشيش أنه فى مقابل ذلك تغاضت حكومة حماس عن كثير من الشكليات والترتيبات الروتينية فى زيارة الأمين العام وكشف عن أن موافقة الحكومة على طلبات موسى بأن تظل الزيارة بعيدة عن كل الأشكال الرسمية من أجل إتمامها، كما كشف أن الحكومة فى غزة كانت هى صاحبة الدعوة لعمرو موسى عبر مكالمة هاتفية أجراها معه إسماعيل هنية يوم الاثنين الماضى، وكشف أنها لم تكن الدعوة الأولى التى تقدمها حماس إلى موسى لزيارة القطاع، لكنه كان دائم الاعتذار لاعتبارات خاصة فلسطينية وإقليمية ودولية، وكلها تتعلق بإضفاء الشرعية على جهة فلسطينية دون أخرى.

ومن جهة أخرى، اعتبر الدكتور ناجى شراب، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة الأزهر بغزة، الزيارة غير شكلية ولها أهمية خاصة، وعبر عن استيائه من وجه النظر التى تشير إلى أنها زيارة بلا معانٍ وأهداف، مؤكداً أنها فى غاية الأهمية وتبعث رسالة أن قطاع غزة لن يكون وحيداً ومنعزلاً،

وأضاف: «لا يجب أن ننتظر المعجزات من تلك الزيارة، فالأمين العام لا يحمل عصا سحرية والقرار ليس بيده»، وأكد أن أهالى غزة بالفعل محبطون وهم كانوا يحلمون بالكثير من وراء تلك الزيارة لكن تلك حدود إمكانيات الأمين العام».

Sunday, June 6, 2010

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أرض الحرمين


الدولة تترقب، والمجتمع متوتر، والهيئة تتطور ببطء شديد
!(هل يحترمون (الهيئة

العاهل السعودي مستقبلا زوجة أمير قطر الشيخة موزة المسند

نقلاً عن: راجي الشريف-بانوراما عربية
5/27/2010 1:00:00 PM



شيء ما يتغير في المملكة العربية السعودية، حيث وقعت حادثتان تعرضت فيهما المرأة السعودية لمضايقات من سلطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان رد الفعل في الحادثتين مذهلا، ففي الحادثة الأولى التي روتها صحيفة (سعودي جازيت) السعودية، اشتبه رجل من رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تصرفات زوجين شابين وظن أنهما غير متزوجين خاصة مع تصرفاتهما المريبة في مدينة ملاهي، فقام باستجوابهما وبينما انهار الرجل الذي كان مع المرأة قامت المرأة بضرب رجل الأمر بالمعروف ضرباً مبرحاً احتاج معه للذهاب إلى المستشفى.

الحادثة الأخرى روتها جريدة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية عن اجتماع رجل وامرأة في خلوة غير شرعية، وحينما هاجمهما رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أطلقت عليهم المرأة الرصاص وأصابت أحدهم.

تقوم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسير في الأماكن العامة وتـنبه النساء اللاتي يسرن بغير حجاب وتطمئن على غلق المحال أوقات الصلاة، وفي الرياض يقومون بدوريات بميكروفونات للتنبيه على النساء بالحجاب والصراخ على الرجال من أجل الذهاب للصلاة. وهي امور لا زال يؤيدها البعض ويرفضها البعض الآخر، دلّ على ذلك جدل كبير أثير في الصحافة السعودية في الآونة الخيرة.

في التسعينات كان الرسميون والمتعاونون (ممن يتطوعون لهذا العمل قبل منعهم رسمياً) في كل مكان، خاصة في الأجزاء العتيقة من المدن الكبرى، ولكن في الفترة الأخيرة تقلص نفوذهم كثيرا، وخرجت تصريحات كثيرة تلومهم أحدها للأميرة بسمة بنت سعود التي انتقدت عمل اللجنة ووصفته أنه بعيد تماما عن الإسلام، وأن للجنة نواياها شريرة.


ورغم أن بعض النساء يقمن حالياً بالتسوق في المراكز الكبرى وهن كاشفات الوجوه مكتملات الزينة إلا أن الشرطة الدينية ما زالت مؤثرة وتقوم بفصل أي تجمعات يحدث بها اختلاط، ومع لك فإن دور لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتراجع واحترام الناس لهم يقل، وأصبحت هناك صيحات تنادي بعدم الفصل بين الجنسين، وأنشئت جامعة مختلطة لأول مرة في المملكة.

ولا يرغب قادة المملكة في فرض النظام الجديد قسراً على المواطنين بل يريدون أن يحظوا بدعم من الهيئات الدينية؛ وذلك لأن الحكم في المملكة يستند على تلك الهوية الدينية، هذا أولا، لذلك يحتاج القادة في المملكة إلى تحقيق توازن دقيق بين رغبتهم ورغبة السعوديين في التغيير دون أن يسخط هذا العناصر المقتنعة بالتغيير.

وثانياً لأن السعودية تشهد ظواهر تنفرد فيها عن كثير من محيطها العربي، ألا وهو عدم قدرة المرأة القيام بأعمالها الخاصة دون مطاردة من المراهقين، تصل حدّ إغلاق الشوارع العامة، ومحاصرة سيارات الفتيات، وربما الخطف أحياناً، بل إن ممارسة المشي لفتاة منفردة وحيدة كفيل بأن يثير حولها الأسئلة.

أردوغان وحملات التشكيك العربي

عبدالباري عطوان

نقلاً عن: عبدالباري عطوان-صحيفة القدس العربي
6/7/2010 5:00:00 AM


تراهن اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية من خلفها على انحسار الاهتمام العالمي بالمجزرة الاسرائيلية التي ارتكبت ضد سفن الحرية وشهدائها، ولذلك لا بد من استمرار الضغوط الشعبية والرسمية لابقاء هذا الزخم الذي انعكس في مظاهرات عمت مختلف عواصم العالم مستمرا حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل نهائي، واجراء تحقيق دولي محايد ومستقل لاظهار الحقائق كاملة وتقديم المتورطين الاسرائيليين في جرائم الحرب هذه الى العدالة الدولية، ونيل العقاب الذي يستحقونه.
اعتراض سفن في عرض البحر، وخطفها الى ميناء اسدود الفلسطيني المحتل هو عمل يعكس ابشع انواع القرصنة، حتى لو تمت هذه العملية بطرق سلمية مثلما ادعت السلطات الاسرائيلية طوال يوم امس من خلال التباهي بعدم حدوث اي اعمال عنف على ظهر السفينة الايرلندية ريتشيل كوري، على عكس ما حدث للسفينة التركية مرمرة والنشطاء الذين كانوا على ظهرها.
من الرسائل المؤثرة التي قرأتها تعليقا على احد مقالاتي السابقة، واحدة من قارئ صومالي قال فيها صاحبها انه كان يشعر بالخجل لان بعض الصوماليين اقدم على اعمال قرصنة وخطف السفن، ولكنه بعد ان تابع القرصنة الاسرائيلية واقدام فرق الكوماندوز الاسرائيليين باقتحام سفن الحرية لمنع وصول الطعام والدواء والكراسي المتحركة للعجزة، ومواد البناء بات يشعر ان هؤلاء القراصنة الصوماليين ارفع اخلاقا واكثر انسانية من الاسرائيليين (مع الفارق في الدوافع والنوايا) لانهم لم يعتدوا على احد، ولم يقتلوا ايا من البحارة، بل ان عددا كبيرا منهم لقي حتفه نتيجة عمله هذا.
وختم القارئ رسالته بالقول انه يأمل ان يواجه القراصنة الاسرائيليون الذين يقولون انهم ينتمون الى دولة ديمقراطية عضو في الامم المتحدة ما واجهه ويواجهه القراصنة الصوماليون اي المثول امام العدالة نفسها.
وحتى تستمر هذه القضية حية، ويتم قطع الطريق على المحاولات الاسرائيلية والغربية عموما لطمسها، تماما مثلما جرى طمس تقرير غولدستون حول جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، لا بد من استمرار قوة الدفع الحالية، حتى تتحقق الاهداف، ولا تضيع دماء شهداء سفن الحرية هباء، ونقترح التالي:
اولا: نتمنى ان يمضي السيد رجب طيب اردوغان قدما في مشروعه الذي تحدث عنه حول نواياه الذهاب الى ميناء غزة المحاصر على رأس قافلة سفن تركية محمية بسفن حربية تابعة للاسطول التركي ورافعة لعلم حلف الناتو الذي تعتبر تركيا عضوا اصيلا فيه، وان لا يرضخ للضغوط الامريكية التي تطالبه بالعدول عن هذه الخطوة.
نعرف ان هناك اصواتا تركية، ومن المؤسف عربية ايضا، تشكك في نواياه، وتقول له بان لا يكون عربيا اكثر من العرب، وتذكره بان دولا عربية كبرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية لا تفعل شيئا لكسر حصار قطاع غزة، ولكن الله اختاره لهذه المهمة الانسانية، وكذلك اكثر من مليار ونصف المليار مسلم يعتبرونه الناطق باسمهم المعبر عن مشاعرهم، والقادة العظام لا يختارون اقدارهم، وانما تكتب عليهم.
ثانيا: يجب رفض اي ضغوط اسرائيلية وامريكية واوروبية لمنع اجراء تحقيق دولي مستقل في مجزرة السفينة التركية مرمرة، ودعم بان كي.مون امين عام الامم المتحدة الذي طالب بهذا الامر.
حكومة نتنياهو قالت على لسان سفيرها في واشنطن ميخائيل اورين انها ترفض مثل هذا التحقيق، لانها دولة ديمقراطية ولديها القدرة والحق في اجراء التحقيق بنفسها، وهذا كلام مردود على اصحابه، ويشكل حلقة جديدة من حلقات الكذب والخداع الاسرائيلية. فالدولة الديمقراطية لا تمارس اعمال القرصنة وخطف السفن وركابها، ولا تقتل الابرياء بالرصاص الحي (صحيفة الغارديان البريطانية قالت ان التحقيقات في المجزرة اثبتت ان بعض النشطاء الاتراك قتلوا برصاص في جبهتهم ومن على بعد 45 سنتمترا).
ثالثا: لا بد من اللجوء الى المحاكم الدولية والمحلية في اوروبا وامريكا لرفع دعاوى قضائية ضد مجرمي الحرب الاسرائيليين المتورطين في هذه المجزرة، مثل نتنياهو وايهود باراك وزير الدفاع، وغابي اشكنازي قائد هيئة اركان الجيش الاسرائيلي. تماما مثلما فعل اليهود لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين امام محكمة نورنبيرغ، وهناك العديد من المنظمات والجمعيات المتعاطفة مع القضايا الانسانية المستعدة للقيام بهذا العمل، فقط تحتاج الى الدعم المالي لتغطية نفقاتها، وهناك اكثر من الفي مليار دولار من الاموال العربية مستثمرة في الغرب يمكن استخدام بعض فراطتها في هذا المضمار.
رابعاً: رفض جميع المقترحات التي تروج لها اسرائيل، وتجد دعماً في اوساط حكومات غربية، بتفتيش سفن الاغاثة في ميناء اسدود للتأكد من عدم وجود أسلحة على متنها، ثم السماح لها بالذهاب الى قطاع غزة. فالهدف من سفن الاغاثة هذه لم يكن محصوراً في ايصال المواد الأساسية، وانما كسر الحصار، ولفت الاهتمام الى السجن الكبير الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني في ظروف معيشية وانسانية ونفسية صعبة.
خامساً: لا بد من التأكيد دائماً على حقيقة مهمة واساسية، وهي ان حصار قطاع غزة هو احد الاعراض الجانبية لمرض اخطر وهو الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، وحرمان اكثر من عشرة ملايين فلسطيني من حقوقهم وثوابتهم الوطنية مثل حق العودة واقامة دولتهم المستقلة على ارضهم وانهاء الاحتلال والاستيطان باشكاله كافة، وعودة القدس المحتلة الى السيادة العربية بجميع مقدساتها المسيحية والاسلامية.
نخشى على هذه الهبة الشعبية الرائعة التي سادت العالم بأسره، انتصاراً للمحاصرين الصامدين في قطاع غزة من مؤامرات بعض الحكومات العربية التي كانت اكثر انزعاجاً من اسرائيل تجاهها، لانها تكشف تقاعسها عن اداء الحد الادنى من واجباتها القومية والاسلامية. مثلما نخشى على السيد رجب طيب اردوغان من ضغوط هؤلاء ومؤامراتهم وحملاتهم الاعلامية التي تشكك في نواياه، تماماً مثلما شككوا في كل القادة الشرفاء الذين انتصروا للحقوق العربية الاسلامية في فلسطين.
فالحكومة الاسرائيلية بدأت اتصالاتها ببعض المسؤولين العرب لاجهاض هذا الزخم الشعبي، وتطويقه قبل ان يتطور الى حرب سفن تتدفق الى القطاع من مختلف انحاء العالم.
فاحدى وكالات الانباء العالمية (وكالة الصحافة الالمانية) نقلت خبراً من القاهرة عن وصول مبعوث اسرائيلي سري الى القاهرة على متن طائرة خاصة لنقل رسائل الى القيادة المصرية حول كيفية تنسيق المواقف لمواجهة حملات كسر الحصار هذه، كما كشفت صحيفة الشروق المصرية المستقلة قبل يومين عن اقدام الحكومة المصرية على فتح معبر رفح بناء على طلب رسمي اسرائيلي لتخفيف الحصار وامتصاص النقمة العالمية بعد مجزرة سفينة مرمرة.
اسرائيل تعيش حالياً اسوأ ايامها، وتبدو منبوذة مكروهة مدانة بالقرصنة والاجرام في مختلف انحاء العالم، والغربي منه على وجه الخصوص، ونحن هنا نتحدث عن الشعوب اي الرأي العام وليس عن الحكومات المتآمرة الداعمة لجرائمها ومجازرها، فقد كان من المؤسف ان يبرق وليم هيغ وزير الخارجية البريطاني الى الحكومة الاسرائيلية مهنئا إياها على عدم استخدام العنف في تعاطيها مع سفينة ريتشيل كوري الايرلندية، وكأن خطف هذه السفينة المدنية بعد اقتحامها عمل مشروع وقانوني.
هؤلاء المسؤولون الغربيون المنافقون يجب ان يعروا امام العالم بأسره، وكذلك بعض وسائل اعلامهم التي ترفض ان تذكر اسم الشهيدة الامريكية ريتشيل كوري التي حملت السفينة الايرلندية اسمها، حتى لا تضطر الى الاشارة الى انها استشهدت سحقاً تحت عجلات بلدوزر اسرائيلي رمت بنفسها امامه لمنعه من هدم منزل في رفح المحتلة.
نحن لا نعمم.. واعترف انني شعرت لأول مرة في حياتي باني كاتب معتدل بعد ان قرأت افتتاحيات صحف بريطانية مثل الغارديان، والاندبندنت، والديلي ميرور وحتى مجلة الايكونوميست الاسبوعية المحافظة، فما قالته هذه الصحف عن القرصنة الاسرائيلية والمجازر الاخرى في قطاع غزة ولبنان تتواضع امامه مقالاتنا لصدقها وموضوعيتها وانحيازها للحق والضعفاء في مواجهة الغطرسة الدموية الاسرائيلية.
ومن المؤسف ان تقوم صحف حكومية مصرية بانتقاد تركيا بدلا من الاشادة بجهودها لكسر الحصار، رغم ان العلاقات الرسمية بين القاهرة وانقرة كانت جيدة تقليديا حتى وقوع مجزرة الحرية.
وكأن البعض لا يريد ان يرحم ولا ان يترك رحمة الله تنزل على المحاصرين.
وبدلا من ان ينحاز اولئك الى الجماهير المصرية الغفيرة التي خرجت في جمعة الغضب انتصارا لغزة، قرروا الاستمرار في المماطلة بادخال المساعدات رغم ان المعبر مفتوح من الناحية الرسمية على الاقل.