حذار من الدولة الدينية.. تجنباً لعودة سياسة الاغتيالات
نعم نستطيع اليوم أن نبارك لمصر ليس انتصاراً على المجلس العسكري الذي حمى مصر وكيانها في الداخل والخارج في أحلك وأصعب الظروف السياسية التي مرت بها البلاد وإنما نهنيء مصر بحصول رئيسها المنتخب على كامل صلاحياته القانونية والدستورية، وحتى لا تغرق السفينة بعد أن أصبح لمصر درع وسيف.
هذا لا يجعلني أنسى التأكيد على ضرورة أن تكون المسافة بين أميركا ورئاسة الجمهورية على نحو يكفل سيادة الدولة وسلامة أراضيها وبما يضمن استقلالية القرار المصري بعيداً عن مزيد من التدخلات في الشأن الداخلي وكذلك دون التغلغل في تحديد مصير الشعب والدولة المصرية.
أستطيع أيضاً أن أقول بكل فخر واعتزاز شكراً للوالد والقائد العام السابق للقوات المسلحة السيد المشير محمد حسين طنطاوي الذي حمى الثورة والربان الذي قاد السفينة فعلياً إلى بر الأمان وأقول لسعادته لقد أديتم سيدي ما عليكم تجاه هذا الوطن الكبير في أعماقنا "مصر" بكل إخلاص وثقة لن ينساها لكم التاريخ وإن نسيها بعض أفراد من الشعب المصري، وسنظل نذكركم دائماً بكل الخير ما حيينا.
حزمة القرارات التي اتخذها الرئيس د. محمد مرسي بالأمس بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وبإقالة كل من المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وتحويل ثلاثة آخرين برتبة فريق إلى مناصب بعيدة عن المدرسة العسكرية في أغلبها وأيضاً ما سبقها من قرارات صدرت من مؤسسة الرئاسة خلال الأسبوع الماضي تجعلنا على ثقة بأن الرئيس المصري د. محمد مرسي قد استرد كامل صلاحياته الدستورية التي طالبناه أن يقتنصها في مقال تم نشره قبل أربعة أيام وحسناً فعل سيادته، لاسيما وأن العقل والمنطق كان يدعو إلى هذه الانتفاضة التي قام بها الرئيس المنتخب ولأن المرحلة وما حدث في سيناء كانت تتطلب اتخاذ مثل هذه القرارات فإن مصر لا يمكن لها أبداً أن تدار برأسين وإلا غرقنا جميعاً.
في كلمة الرئيس محمد مرسي بالأمس بمناسبة الاحتفال بليلة القدر وما جاء على لسانه من كلمات وعبارات وردت في صورة رسائل واضحة ومباشرة لمختلف القوى السياسية في مصر أشعرني حقيقة بأن ليلة القدر تنزلت في مصر بالأمس "ومن يكن حازماً فليقس أحياناً على من يرحم" هذه واحدة أما الثانية فالحذر كل الحذر يا سيادة الرئيس من أن تطل الدولة الدينية برأسها في مصر وتطغو على من حولها من آراء ووجهات نظر مختلفة أو مغايرة حتى لا تقطع بالتنطع والغلو وتجنباً لعودة سياسة الاغتيالات التي مورست من قبل والتاريخ شاهد عليها، فليتسع صدركم للرأي الآخر لأن مصر أكبر من أي فكر ضيق لا يحتوي الآخرين وليس معنى الإختلاف أن يكون الرأي الآخر سلبياً أو جاهلاً أو ضيقاً أو فهمه للرؤية المستقبلية خطأ.
وأخيراً أقول لسيادتكم اتق الله.. اتق الله وليتسع صدركم للجميع دون استثناء فمصر ليست حكراً على جماعة دون أخرى ولا فئة دون البقية "فمن عفا وأصلح فأجره على الله" وأرجو أن يكون أجرك على الله لا على عباد الله.
حفظ الله مصرنا ووفق الجميع لما يحب ويرضى.
No comments:
Post a Comment