الملك عبدالله «يخطف» القمة إلى ... المصالحة: تجاوزنا الخلاف وفتحنا باب الوحدة
كبير العرب... خادمهم
المصالحة العربية... كلنا إخوة
دعوة لتلاحم الفصائل الفلسطينية كافة
نقلاً عن جريدة الراي الكويتية
هنا الكويت... قمة مصالحات... في قصر بيان.فعلى وقع «الكلمات المؤثرة» في قمة الكويت الاقتصادية التي افتتحها سمو الامير الشيخ صباح الأحمد، محييا نضال الشعب الفلسطيني، معلنا عن تبرع الكويت بمبلغ 500 مليون دولار كمساهمة في مبادرة اطلقها سموه لتوفير الموارد المالية اللازمة للمشاريع التنموية العربية، كانت لكبير العرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مواقف كبيرة في الكويت امس، حين «خطف» القمة من اجواء العرب المشحونة الى المصالحة، وحين قرر التبرع بمليار دولار لبلسمة جراح غزة، وحين أتبع دعوته الى التلاقي والوحدة بلقاء عقده في مقر اقامته جمع قادة الكويت والسعودية ومصر وقطر وسورية.واكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم حصول «مصالحة اثناء قمة الكويت بين قادة السعودية ومصر وسورية وقطر» بمبادرة سعودية.واكد سمو الأمير في كلمته في افتتاح اعمال القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ان المبادرة التنموية تهدف الى توفير الموارد المالية اللازمة لتمويل ودعم المشاريع برأسمال قدره مليارا دولار، على ان توكل ادارة هذه المبادرة التنموية الى الصندوق العربي للانماء الاقتصادي.واعرب سموه عن تطلعه لدعم قادة الدول العربية لهذا الصندوق لتفعيل انطلاقة هذه المبادرة والمساهمة في تمويلها لتكون رافدا حيويا لتعزيز العمل العربي الاقتصادي المشترك والنهوض في دور القطاع الخاص العربي.وحدد سموه ثلاث ركائز لانطلاقة العمل العربي المشتركة الاولى تقوم على تحييد العمل الاقتصادي عن العمل السياسي، «فلا تذهب فرص التعاون الاقتصادي بجريرة الاختلافات السياسية فتضيع مصالح شعوبنا الحيوية».والركيزة الثانية هي «عدم الاصرار على الاجماع في تنفيذ المشاريع الحيوية المشتركة بل تشجيع الراغبين والقادرين عليها للمضي في ما بينهم لتعزيز الاندماج والتكامل على أن ينضم إليهم الآخرون متى ما تبدلت ظروفهم».وقال سموه ان الركيزة الثالثة «تتمثل في إشراك القطاع الخاص لما يملكه من قدرات وإمكانات فنية ومالية وبشرية في تنفيذ برامج ومشاريع العمل الاقتصادي العربي المشترك».ودعا سموه الى العمل على تهيئة المناخ الملائم والسياسات الكفيلة في تعزيز فرص نجاحه وتوفير روافد التمويل الطويل الأجل واللازم لتنفيذ المشاريع الهادفة.وامل سموه أن تكون القمة «فاتحة خير في نهج جديد ومنظم، مؤكدا أن التشابك الاقتصادي اكثر ديمومة ووقعا من الاختلافات السياسية العابرة».وحيّا سمو الامير «نضال وصمود الشعب الفلسطيني وهو يدافع ببسالة عن كرامته الانسانية، وقال ان حجم العدوان الاسرائيلي وضراوته لا يتفق ابدا ولا يتناسب مع مزاعم إسرائيل التي ساغتها لشنه».وقال سمو الامير: «ان واجبنا أن نتفق كقادة على خطوات عملية لتثبيت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه وقفا دائما»، مشيدا بجهود الرئيس مبارك ومساعيه الرامية لوقف إطلاق النار حقنا لدماء الأشقاء في غزة.واضاف: «لا نتصور ولا نريد أن يكون العدوان الاسرائيلي مصدر انشقاق وفرقة وتمزق في مواقفنا، و لا نستطيع ولا نملك سوى أن نكون متحدين في مواقفنا ومطالبنا وإن اختلفت اجتهاداتنا وطرائق تعاملنا»ـ.واعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز عن تبرع بمبلغ الف مليون دولار مساهمة في البرنامج المقترح من القمة العربية الاقتصادية لاعادة اعمار غزة .وقال الملك عبدالله في كلمة له في افتتاح القمة «ان قطرة واحدة من الدم الفلسطيني اغلى من كنوز الارض وما احتوت».واعرب عن امله مع الشعوب العربية في نتائج واضحة لهذه القمة الاقتصادية لتعود بمستقبل من الامن والرخاء للمواطن العربي والمسلم في كل مكان، مشيرا الى ان «الاقتصاد مهما كانت اهميته لايمكن ان يساوي الحياة نفسها ولا الكرامة التي لا تطيب الحياة من دونها».وقال الملك عبدالله «شهدنا في الايام الماضية مناظر بشعة ودامية ومؤلمة ومجازر جماعية تنفذ تحت سمع العالم وبصره على يد عصابة اجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة ولاتنطوي ضلوعها على ذرة من الانسانية».وتابع «لقد نسي القتلة ومن يناصرهم ان التوراة قالت ان العين بالعين ولم تقل التوراة ان العين بمدينة كاملة من العيون وان على اسرائيل ان تدرك ان الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت وان مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة الى الابد».وقال خادم الحرمين الشريفين «اننا قادة الامة العربية مسؤولون جميعا عن الوهن الذي اصاب وحدة موقفنا وعن الضعف الذي هدد تضامنا ولا استثني احدا منا».واضاف «مضى الذي مضى واليوم اناشدكم بالله جل جلاله ثم باسم الشهداء من اطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة باسم الدم المسفوح ظلما وعدوانا على ارضنا في فلسطين المحتلة الغالية، باسم الكرامة والاباء، باسم شعوبنا التي تمكن منها اليأس اناشدكم ونفسي ان نكون اكبر من جراحنا وان نسمو على خلافاتنا وان نهزم ظنون اعدائنا بنا ونقف موقفا مشرفا يذكرنا به التاريخ وتفخر به امتنا».وقال خادم الحرمين الشريفين «اسمحوا لي ان اعلن باسمنا جميعا اننا تجاوزنا مرحلة الخلافات وفتحنا باب الاخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء او تحفظ واننا سنواجه المستقبل باذن الله نابذين خلافاتنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص».من جهته، حذر الرئيس المصري حسني مبارك «من اختزال القضية الفلسطينية في غزة... وغزة في المعابر... والمعابر في رفح».ورأى أن الوضع العربي الراهن بانقساماته وخلافاته ومحاوره «لا بد ان يتغير»، واثقا بان الخلافات العربية «أيا كانت لا تستعصي على الحل».وقال مبارك ان البعض حاول ان يضع مصر في مواجهة المقاومة «ولهؤلاء أقول ان منظمة التحرير الفلسطينية انطلقت من القاهرة وان من المؤسف ان نسمح باستغلال مأساة غزة لاختراق عالمنا العربي بقوى من خارجه».وقال «أمرت بفتح معبر رفح منذ اليوم الاول للعدوان ولا يزال مفتوحا امام المساعدات والأطقم الطبية».واكد ان منطق الامور كان «يملي علينا الوقوف الى جانب غزة بمواقف جادة تعي خطورة العدوان وشراسته وتسعى لايقافه واحتواء تداعياته الانسانية بعيدا عن المزايدة والشعارات الجوفاء».واضاف « كنت متطلعا لان تتكامل جهودنا وان نلتف معا حول موقف عربي واحد يعلي مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته فوق مصالح الفصائل ويضع اولوية وقف العدوان وحقن الدماء فوق الخلافات العربية والمصالح الضيقة وينأى عن حملات التشهير والتخوين».واشار الرئيس مبارك الى قيام البعض بتقسيم العرب بين دول الاعتدال ودول الممانعة «كأننا لا نتعلم من اخطاء الماضي ودروس التاريخ القريب وكأننا نعود بالعالم العربي 30 عاما الى الوراء».واضاف «احمد الله اننى آتي الى هذه القمة وقد تمكنت مصر من التوصل لاتفاق يحقن دماء الفلسطينيين ويوقف اطلاق النار ويفتح الطريق لانسحاب القوات الإسرائيلية واستعادة التهدئة في غزة وفتح معابرها ورفع حصارها».ووجه الرئيس مبارك كلامه لاسرائيل قائلا «ان غطرسة القوة لن تقهر المقاومة وان امن شعب اسرائيل لا يمكن ان يتحقق الا بالسلام وليس بالطائرات والدبابات واقول لهم ان القضية الفلسطينية سوف تنتصر في النهاية وان الاحتلال مصيره الى الزوال».وأكد رئيس القمة العربية في دورتها العشرين الرئيس السوري بشار الأسد انه «إذا كانت التنمية أساس وجودنا فالمقاومة أساس لبقائنا واستمرارنا»، داعيا إلى أن «نكون نحن عمقها لكي تكون هي ضمانتنا».ودعا الأسد في كلمته أمام القمة إلى ان تكون «قمة قرارات لا قمة تسويات، قمة تخدم اقتصادنا العربي، وتخدم مبادئنا القومية والإنسانية، تشجع الاستثمار بين دولنا وتقف في الوقت نفسه مع المقاومين من خلال دعم حقهم الشرعي في المقاومة طريقاً لاستعادة الحقوق».وقال ان «وجود الإرادة السياسية وتوفر الإدراك المشترك بين القيادات السياسية لأهمية التعاون الاقتصادي ، سيدفع بعجلة التفاعل والتكامل الاقتصادي إلى الأمام»، مضيفا ان «العلاقة الاقتصادية تتحسن طرداً مع تحسن العلاقة السياسية».واشار الأسد إلى «تذبذب العلاقات العربية - العربية لا يمكن أن يؤدي إلى علاقات اقتصادية سليمة ومتطورة، لأنه يضع لها سقفاً من الصعب تجاوزه مهما عقدنا من اتفاقيات ومعاهدات، طالما لم نوفر لها الآليات والبنى التي تمأسِسُ هذه العلاقات وتفصلها عن توجهاتنا السياسية وأمزجتنا الشخصية».وبين ان «من شأن التكامل الاقتصادي في ما بيننا، أن يخفف الخسائر ويؤمن الحماية في ظل أي أزمة عالمية أو إقليمية قد تظهر مستقبلاً، ويزيد من قدراتنا في ظل منافسة عالمية شديدة في مختلف الظروف».وفي موضوع العدوان الاسرائيلي على غزة، اعتبر الأسد ان «لكل قضية أهلها وأصحابها المعنيين بها قبل غيرهم، ولسنا هنا لكي نتخذ القرارات أو نصدر البيانات بالنيابة عنهم، ولا لكي نمارس الضغوط عليهم، بل نحن هنا كي نقف إلى جانبهم»، داعيا إلى «التأكيد على حق المقاومة الثابت في الرد على العدوان، وما يعنيه ذلك من ضرورة دعمنا الصريح غير الملتبس للمقاومة الفلسطينية، ورفض كل ما من شأنه التشكيك في وطنيتها أو شرعيتها أو إضعافها»، ومقترحا على القمة أن «تتبنى رسمياً وصف الكيان الصهيوني بالكيان الإرهابي».
اسماعيل هنية
خالد مشعل
واشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتخصيص سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد للقمة العربية الاقتصادية لتكون «قمة العرب من اجل فلسطين وغزة اولا».وقال عباس في كلمته امام القمة ان الكويت «كانت منطلقا لثورة شعبنا الفلسطيني وأحد اركان دعمها وحمايتها وحماية النضال الأصيل من اجل تحقيق أهدافها».واشار الى العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قائلا ان الحرب «قرعت طبولها قبل أشهر من البدء بتنفيذ بحصار خانق ظالم لا مبرر له دفع ثمنه الشعب الفلسطيني غاليا وها هو يواصل دفع الثمن».واضاف ان «ما يسعى له الآن بعد نجاح جهود الأشقاء في مصر بوقف العدوان تحقيق انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي بشكل فوري ورفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة تحقيقا للمبادرة المصرية ككل لا يتجزأ».ودعا عباس كافة الفصائل الفلسطينية الى الالتقاء بشكل فوري في مصر «كي نتفق، على حكومة وفاق وطني تأخذ على عاتقها مواجهة الكارثة الانسانية ورفع الحصار وفتح المعابر والبدء في اعادة الاعمار والبناء واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة بتوافق وطني».وقال عباس: «نحن امام خيارات ثلاثة، الأول لا حرب ولا سلام وهذا لا يمكن أن نقبل به، والثاني الحرب والثالث السلام ونحن مع هذا الخيار».واكد ان «المبادرة المصرية مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1860) ومع قرارات قمتنا هذه تحتوي على كل ما يجعل جهدنا عمليا وفعالا، فغزة لا تحتمل أجندات كثيرة غير أجندتها الفلسطينية لأن غزة عائدة لا محالة الى حضنها الفلسطيني بمصالحة حقة وأصيلة».
No comments:
Post a Comment