Sunday, May 23, 2010

قس اعتاد ممارسة الشذوذ الجنسي مع القصر


لتكرار الحادثة .. البعض يطالب بتنحي بابا الفاتيكان

"فضيحة جديدة لقس حول مقره لـ "زنزانة للمتعة




- CNN - ريو دي جنيرو
أصدرت السلطات البرازيلية مذكرة اعتقال بحق رجل دين، بولندي المولد، أحال محل إقامته بالابرشية في العاصمة البرازيلية، ريو دي جنيرو، إلى «زنزانة للمتعة» حيث دأب على الاعتداء جنسياً على القصّر.

وأصدرت الشرطة المدنية في الولاية، «مذكرة اعتقال وقائية» بحق القس، ماركين مايكل ستراشاناوسكي، (44 عاماً)، الذي اتهم بتكبيل أيدي قاصر وإجباره على القيام باستعراض جنسي، في مقر إقامته بكنيسة «دافينو إسربريتو سانتو» الواقعة في الجانب الغربي من ريو. ونقلت صحيفة «فولها دي ساوبالو» البرازيلية، إن مراهقاً، (16 عاماً)، اتهم القس الذي لم يُعثر له على أثر، بالاعتداء عليه مراراً، وإجباره على التزام الصمت بتهديده بشكل منتظم. وأوردت الصحيفة عن القاضي أليكسندر آبراهاو دياز تيكسيرا قوله إن «التحقيقات كشفت أن القس يعاني من انجذاب قهري لممارسة الجنس مع القصر، وقام بتحويل مقر إقامته في بالأبرشية إلى سجن للمتعة حيث يجبر الفتيان على ممارسة الجنس معه». ويضاف التحقيق الأخير إلى مجموعة فضائح اعتداءات جنسية على أطفال تنوء تحت كاهلها الكنيسة الكاثوليكية، ودعت البعض للمطالبة بتنحي بابا الفاتيكان، بيندكت السادس عشر، وذهب البعض للمطالبة برفع دعوى قضائية على الفاتيكان.
وفي مارس الماضي، أعرب البابا عن «أسفه الشديد» جراء فضائح الاغتصاب والتحرش الجنسي التي طالت عدداً من الأطفال في مؤسسات كنسية أو خاضعة لإدارة رجال دين، واعتذر بشدة من الضحايا، قائلاً إن «على رجال الدين المتورطين في هذه القضايا تحمل مسؤولياتهم والتوبة». وتوجه البابا إلى ضحايا عمليات الاغتصاب بالقول: «لقد عانيتم كثيراً، وأنا آسف لذلك، وأنا أدرك تماماً أن ما من شيء يمكن له التعويض عن الضرر الذي لحق بكم وعن كرامتكم المنتهكة وثقتكم التي تعرضت للخيانة، وأعرف أن بعضكم يجد صعوبة حتى في دخول باب الكنيسة.»
وفي وقت سابق اعتبر رجل دين أن «فضائح الاعتداء على أطفال التي انتشرت في الكثير من المؤسسات الدينية المسيحية أخيراً ناجمة عن إغواء شيطاني تعرض له رجال الدين الذين تورطوا فيها»، مشيراً إلى أن «الشيطان يحاول اختراق الفاتيكان وإغواء الذين يعملون فيه».
وتابع الراهب غابريال أمورث ، الذي يرأس هيئة طرد الأرواح والشياطين في الكنيسة الكاثوليكية بروما، والذي يقول إنه أجرى أكثر من 70 ألف عملية طرد لأرواح شريرة تلبست بأشخاص حول العالم، ان الشيطان يمكن أن يتلبس رجال الدين، ولكنه أضاف في حديث لـ السي ان ان أن ذلك لا ينعكس بالضرورة بصورة اغتصاب أطفال.

Thursday, May 20, 2010

مصر.. وحصاد سنوات الضياع.. في حوض النيل


أزمة النيل" تتصاعد.. والحلف المناهض"
لمصر يضم عضواً جديداً


نقلاً عن صحيفة المصري اليوم
كتب نيروبى ــ جون موتشانجى، كتب ــ متولى سالم
ووفاء بكرى ووائل على وداليا عثمان ٢٠/ ٥/ ٢٠١٠

تصاعدت أزمة الاتفاقية الإطارية لدول منابع حوض النيل، وزاد عدد الحلف المناهض لمصر والسودان بشأن تقسيم مياه النهر، دولة جديدة بعد انضمام كينيا رسميا، أمس، إلى الاتفاقية، ليصبح إجمالى الدول الموقعة عليها ٥ من بين دول الحوض الـ ٩. كانت «المصرى اليوم» قد انفردت، أمس، بخبر توقيع كينيا على الاتفاقية.

وصرحت وزيرة الموارد المائية الكينية تشاريتى نجيلو ــ عقب توقيعها على الاتفاقية صباح أمس فى مكتبها بالعاصمة نيروبى، بعد نقل الوثيقة إليها من مدينة عنتيبى الأوغندية ــ بأن دولة المنبع السادسة الكونغو ستوقع اليوم الخميس، «فى حين تعتزم دولة المنبع السابعة بوروندى الانضمام إلى الاتفاق»، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تقوم الدولة الأخيرة بالتوقيع على الاتفاقية عقب الانتخابات الرئاسية المقررة يوم ٢٨ يونيو المقبل.

ودعت نجيلو القاهرة والخرطوم إلى التوقيع على الاتفاقية. وقالت: «أحث الشقيقتين مصر والسودان لنعمل سويا بروح من التعاون من أجل تحقيق التقدم المرجو لنا جميعا، فى إطار مبادرة واحدة لحوض واحد».

وجددت الوزيرة التأكيد على أنها ورئيس الوزراء رايلا أودينجو سيقومان بزيارة القاهرة بعد غد السبت، لكنها قالت إن مسألة حوض النيل لن تكون على جدول المباحثات.

وغادر الدكتور محمد نصرالدين علام، وزير الموارد المائية والرى، القاهرة، أمس، فى زيارة للسودان على رأس وفد رفيع المستوى يضم مسؤولين وخبراء من وزارتى الرى والخارجية، لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السودانيين للتشاور حول الإجرءات اللازمة لمواجهة قيام دول المنابع بالتوقيع على الاتفاقية الإطارية دون موافقة مصر والسودان عليها.

وقال علام، فى تصريحات صحفية قبل مغادرته القاهرة، إن الجانبين المصرى والسودانى سيبحثان توحيد الرؤى والتنسيق حول خطة التحرك المستقبلى المشترك للحفاظ على حقوق البلدين اللذين تحكمهما اتفاقيات دولية. إلى ذلك تحولت ندوة بالقاهرة عن «الرؤية الأوغندية لتنظيم العلاقات بين دول حوض النيل»، إلى مطالبات من جانب الحضور بـ«تحسين» علاقات مصر مع الدول الأفريقية خاصة إثيوبيا، منوهين بأن هذه المشكلة أساسها «سياسى».

وقال الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، إن غياب الرئيس مبارك عن قمم أفريقيا تسبب فى حال «جفاء» مع دول القارة السمراء، بينما اعتبر الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى أن اهتمام القاهرة بأفريقيا أصبح «موسميا».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خبراء: قضية مياه النيل "سياسية".. وتحسين
"العلاقات مع الدول الأفريقية "ضرورة

تحولت ندوة «الرؤية الأوغندية لتنظيم العلاقات بين دول حوض النيل»، التى عقدت مساء أمس الأول فى المجلس الأعلى للثقافة، إلى مطالبات من جانب الحضور بـ«تحسين» علاقات مصر مع الدول الأفريقية خاصة إثيوبيا، بعد فترة «جفاء» بين البلدين منذ محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك فى ١٩٩٥ بأديس أبابا، مؤكدين أن دول حوض النيل ليست فى حاجة للمياه بقدر حاجتها للطاقة الكهربائية، وأن هذه المشكلة أساسها «سياسى» وليس شيئا آخر.

وقال الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، منسق الندوة، إنه يجب على مصر أن تتفهم الرسالة السياسية لهذه الدول وفقا لما أشار إليه الدكتور محمود أبوزيد وزير الرى السابق فى مقالاته الثلاث حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء أكد «أننا لا نرفض إقامة مشروعات كبرى فى دول حوض النيل، وعلينا الآن أن يكون الاهتمام بهذه الدول مؤسسيا وليس موسميا».

وأضاف هلال: «أعتقد أننا أهملنا التواصل مع أفريقيا بعد الدكتور بطرس غالى عندما كان وزيراً للشؤون الخارجية فى فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وأصبح الاهتمام موسميا فقط»، منوها بأن هذه الدول تتطلع إلى مصر على أنها دولة كبرى ولها دور فى أفريقيا، مطالبا المسؤولين بأن «يعوا أن لنا مصالح ثابتة فى هذه البقعة من العالم، خاصة أن لنا دورا تاريخيا فى تحرير تلك الدول، التى فى حال تعرضها للتهديد فإنها ستهدد أمن مصر».

وأكد الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، أن ما يحدث الآن ليس مفاجئا على الإطلاق، وأنه يجب الاعتراف بأن اهتمامنا بأفريقيا أصبح ضعيفا للغاية، وقال: «أثناء زيارتى لأديس أبابا العام الماضى لمست مدى الجفاء والتحفظ تجاه كل ما هو عربى وإسلامى ومصرى، وهو ما يبين الخطايا التى قمنا بها خلال الفترة الماضية، فمنذ ٢٦ يونيو ١٩٩٥ وهو تاريخ محاولة اغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا، توقف الرئيس عن حضور مؤتمرات القمة الأفريقية ٩ سنوات كاملة، وهو ما أحدث هذا الجفاء، حيث كان يلتقى مبارك خلال القمة زعماء أكثر من ٥٠ دولة أفريقية ويتواصل معهم».

وأضاف الفقى: «لم يقف جفاء العلاقات عند عدم حضور الرئيس مبارك مؤتمرات القمة فحسب، وإنما لم تفطن الخارجية المصرية إلى ضرورة تفريخ سفراء وقيادات فى المكاتب المختلفة فى أفريقيا، علاوة على أن المطران الإثيوبى كان يتم إرساله من القاهرة وهو ما لا يحدث الآن»، مؤكدا أن ما يحدث حاليا فى ساحة حوض النيل لا علاقة له بالمياه، وإنما مؤشر سياسى خطير لوقوع مصر فى قبضة أنياب مختلفة، مطالبا فى الوقت نفسه بإيجاد حل تنموى وعلاقات «دافئة» مع هذه الدول، على أن تقوم مصر بذلك مع الدول «فرادى».

واعتبر الفقى أن الأفارقة وضعوا نصب أعينهم العرب الذين أصبحوا «أثرياء» بفضل البترول، مشيرا إلى أن بعض الأصوات العربية همست لهم بهذا المعنى بأنهم – الأفارقة- يمكن أن يكونوا أثرياء أيضا بالمياه، مشيرا إلى أنه «عندما يأتى البعض منهم إلى القاهرة يلاحظ الفجوة الكبيرة بين شوارعنا وبيئتنا وإسرافنا فى المياه، وبين ما يحدث عندهم».

وحذر الدكتور إبراهيم نصر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مما سماه «صوملة السودان»، مؤكدا أن ما يحدث ليس قضية مياه بقدر ما هو مقدمة لتدمير الجنوب والشمال معا فى هذا البلد، مشيرا إلى أن فصل جنوب السودان عن شماله لن يكون له تأثير على مصر، وإنما الأخطر هو تفكيك السودان بالكامل وبالتالى مصر.

ولفت نصر الدين إلى أن موضوع المياه قد يكون مؤجلا لأكثر من ٥٠ عاما مقبلة، مطالبا بعدم الانسياق وراء الابتزاز الذى تقوم به بعض الدول الأفريقية لمصر حاليا، على أن يتم توثيق العلاقات مع هذه الدول خلال الشهور القليلة المقبلة، والعمل مع السودانيين للحيلولة دون انفصال الجنوب، فضلا عن محاولة تسوية المسألة الصومالية مع بعض الدول وتوثيق العلاقات مع إريتريا.

وأجمع عدد من سفراء مصر السابقين فى إثيوبيا على أن القاهرة تجاهلت أديس أبابا لفترة طويلة، مؤكدين أن محمد فائق وزير الإعلام الأسبق والدكتور بطرس غالى كانا حريصين على زيارة أفريقيا دائما، حتى أنشأ الأخير مجموعة «الأندوجو» التى تعنى «الصداقة» باللغة السواحلية، مطالبين فى الوقت نفسه بإعادة الاحترام الذى كان قائما بين مصر والأفارقة سواء لثقافاتهم وأديانهم ومعتقداتهم المختلفة.

ودعا بعض المتخصصين إلى تفعيل دور المجتمع المدنى والثقافى واستقبال البعثات الدراسية من دول حوض النيل، وتدعيم المشروعات الاقتصادية، مقترحين البدء بعقد مؤتمر فى القاهرة حول التغيرات المناخية فى أفريقيا وتأثيرها عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"وفد من "الخارجية" و"الرى" يسافر السودان
لبحث إجراءات مواجهة "الاتفاقية الإطارية

غادر الدكتور محمد نصرالدين علام، وزير الموارد المائية والرى، القاهرة أمس، فى زيارة إلى السودان على رأس وفد رفيع المستوى يضم مسؤولين وخبراء من وزارتى الرى والخارجية لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السودانيين، للتشاور حول الإجراءات اللازمة لمواجهة توقيع ٥ من دول حوض النيل على الاتفاقية الإطارية للتعاون بينها، دون موافقة مصر والسودان عليها.

وقال علام فى تصريحات صحفية قبل مغادرته القاهرة، إن الزيارة تأتى استكمالاً للمشاورات اليومية مع الأشقاء فى السودان حول تطورات الموقف الراهن على ساحة ملف النيل، مشيراً إلى أن الجانبين سيبحثان توحيد الرؤى والتنسيق وتبادل وجهات النظر حول خطة التحرك المستقبلى المشترك للحفاظ على حقوق البلدين اللذين تحكمهما اتفاقيات دولية.

وأكدت مصادر رفيعة المستوى فى الوزارة، أن المباحثات سوف تشمل انضمام كينيا إلى قائمة الدول التى وقعت على الاتفاقية إلى جانب إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا.

وأضافت المصادر أن دول المنبع تسعى إلى سرعة تمرير الاتفاقية الجديدة دون مصر والسودان من خلال عرضها على برلمانات هذه الدول للتصديق عليها، تمهيداً لتنفيذها والبدء عملياً فى مرحلة التطبيق، عبر مخاطبة الجهات الدولية والمانحة بالإطار الجديد للتعاون بين دول حوض النيل.

وأشارت المصادر إلى أنه فى حالة تصديق برلمانات دول المنبع على الاتفاقية، فإنها ستلجأ إلى محاولة الإسراع فى إقامة منشآت مائية لتنفيذ مشروعات زراعية وكهربائية ضخمة تقوم بتنفيذها شركات متعددة الجنسيات، موضحة أن إسرائيل ستكون المستفيد الأكبر من هذه المشروعات.

واتهمت المصادر الحكومية بالقصور فى التعامل مع ملف العلاقات مع دول حوض النيل، مشيرة إلى غياب التنسيق بين الوزارات المعنية بهذا الملف، واصفة هذه الوزارات بأنها تعمل بمنطق الجزر المنعزلة وتضم الرى، الزراعة، الكهرباء، الاستثمار، التجارة والصناعة، الإسكان، التعاون الدولى، الخارجية.

فى سياق متصل، أعرب عدد من شركات استيراد اللحوم عن دهشته من الموقف الإثيوبى من التوقيع على الاتفاقية الإطارية رغم أن مصر قدمت الكثير من التسهيلات لضمان زيادة كميات اللحوم والحيوانات الحية المستوردة من إثيوبيا وطرحها فى الأسواق المصرية.

وقال حسن حافظ، مدير الشركة الموردة للحوم الإثيوبية، إن وزارة التعاون الدولى مولت إنشاء العديد من مجازر ذبح الحيوانات فى محافظات السويس والبحر الأحمر وسوهاج، بهدف زيادة معدلات استيراد اللحوم الإثيوبية، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من شحن ٢٥٠٠ رأس من العجول الإثيوبية عبر أحد موانئ جيبوتى.

وأوضح حافظ فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن وزارة الزراعة وافقت على استيراد ٣ آلاف جمل، مشيراً إلى أن مصر أوفدت بعثة بيطرية إلى إثيوبيا للإشراف على تصدير الحيوانات الحية إلى مصر، وتقوم حالياً بفحص ٥ آلاف رأس من العجول قبل شحنها إلى مصر.

وأضاف حافظ أن مصر تستهدف استيراد ٢٠ ألف جمل وعجل بقرى من إثيوبيا سنوياً، بما يشجع على تفعيل التعاون المشترك بين البلدين، موضحاً أن الشركات المستوردة للحوم الإثيوبية تهدف إلى تحقيق أهداف السياسة العامة للدول، لتحقيق أعلى معدل ممكن من التعاون المشترك فى جميع المجالات، لتحقيق المنفعة للجميع، من أجل علاقات أكثر ارتباطاً بين دول حوض النيل.

وفى سياق آخر، طالبت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية فى بيان صحفى لها أمس، ضرورة توصيل دول حوض النيل إلى حلول تحقق مصالح الجميع، وتزيد الروابط الأخوية وروابط الشعوب، مشيرة إلى أن المصالح المشتركة والمتبادلة بين شعوب هذه الدول عديدة، وهى لا تقتصر على مياه نهر النيل فقط.

وأشار البيان إلى أهمية أن يكون الحوار شاملاً وإيجابياً، معتبراً أن أى سلبية فيه تؤثر على قضايا أخرى عديدة، ولن يكون ذلك فى صالح البلدان الأفريقية عامة، وبلدان حوض نهر النيل خاصة، لافتاً إلى أن التاريخ والأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية هى التى تحدد سبل التعامل بين دول المنبع والمصب، وأن يكون منهج التعامل بين الدول الصديقة مبنياً على التفاوض تحقيقاً للمصالح المشتركة والخاصة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


خبراء قانون دولى: توقيع دول المنبع على اتفاقية منفردة

يعرضها لعقوبات بسبب تهديدها السلم بالمنطقة

أجمع خبراء قانون دولى على أن توقيع دول منابع النيل على اتفاقية إطارية لتقسيم مياه النهر دون مصر والسودان، يلزم مجلس الأمن بفرض عقوبات على هذه الدول لتهديدها السلم بالمنطقة.

وأوضح الخبراء أن هناك ٣ سيناريوهات يمكن لمصر استخدامها لإجهاض الاتفاقية الإطارية لدول المنبع خاصة بعد إعلان كينيا التوقيع على الاتفاقية، معتبرين أن الهدف من إثارة هذا الملف مؤخرا هو إحداث ضغوط دولية على مصر فى الوقت الحالى، والمطالبة ببيع المياه لها مستقبلا.

وقال الدكتور نبيل حلمى، عميد كلية حقوق الزقازيق سابقا، أستاذ القانون الدولى، إن حقوق دولتى المصب «مصر والسودان» فى مياه النيل هى حقوق تاريخية ولا يجوز مخالفتها، مؤكدا أن محكمة العدل الدولية اعتبرت الحقوق فى النهر الدولى مثل اتفاقيات الحدود.

وأشار حلمى إلى أنه لا يمكن لتلك الدول أن تغير اتفاقيات دولية حتى لو تذرعت بأنه جرى توقيعها فى ظل الاحتلال والاستعمار، لافتا إلى أن مبدأ الاستخلاف الدولى أو التوارث الدولى لا يمكن تغييره بتغير نظم الحكم فى تلك البلدان، وضرب مثالا على ذلك باتفاقية القسطنطينية الخاصة بقناة السويس، الموقعة فى عام ١٨٨٨، وكان يمثل مصر فيها الاستعمار البريطانى ومازالت مصر ملتزمة بها أمام المجتمع الدولى.

وحدد حلمى ٣ خطوات تسير عليها مصر للحفاظ على حقوقها القانونية والتاريخية: الأولى التفاوض والاتصال السياسى وعلاقات المصالح مع دول حوض النيل، وهو ما تقوم به القاهرة بالفعل حاليا، منوها بأن التدخل القانونى سيكون هو الخطوة الثانية لمصر من خلال تقدمها مع السودان بشكوى إلى مجلس الأمن ضد دول المنبع لقيامها بعمل غير شرعى يخالف القانون الدولى يمكن أن يهدد الأمن والسلم فى المنطقة.

وأشار إلى أن الخطوة الثالثة تتمثل فى القضاء الدولى عن طريق محكمة العدل الدولية، من خلال لجنة قانونية محايدة، ولكن ذلك يشترط موافقة جميع أطراف النزاع على تدخل المحكمة الدولية للفصل فيه . وقلل الدكتور أحمد رفعت، رئيس جامعة بنى سويف السابق، أستاذ القانون الدولى، من الاتفاقية الإطارية لمنابع النيل، وقال: «الاتفاقية (مبتورة) وناقصة والتفاوض لم ينته عليها بعد، وبالتالى فهى غير ملزمة لمصر والسودان».

وأكد رفعت أنه فى حال استمرار تلك الدول فى رفض التفاوض واتخاذ مواقف منفردة من جانبها، فإنها ستعرض نفسها لعقوبات ومسؤولية دولية أمام مجلس الأمن والاتحاد الأفريقى لاعتدائها على حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل.

وأوضح رفعت أن مصر تقوم بضغوط على الدول المانحة بهدف الضغط على دول حوض النيل فى عدم التمادى فى مواقفها، التى تمثل مخالفة للقانون الدولى، معتبرا أن زيارة الرئيس مبارك لإيطاليا أمس لا تخرج عن هذا الإطار، خاصة أنها تمول السد الذى تقوم إثيوبيا ببنائه. ولفت إلى أن إيطاليا كانت طرفا فى إحدى اتفاقيات دول حوض النيل خلال استعمارها عددا من البلدان الأفريقية، مشيرا إلى أن الاتفاقية تلزم الدول المانحة بألا تقدم دعما لمشروعات لا يكون متفقا عليها بين جميع الأطراف.

Wednesday, May 19, 2010

هل صحيح أن الجزائر صارت أبعد عنا، في حين أصبحت إسرائيل أقرب؟

الكاتب فهمي هويدي


تاريخ النشر: 2010/05/19

أسئلة زمن الانكسار كثيرة، لكن أخطرها ذلك الذي لا يميز بين العدو وبين الصديق أو الشقيق،
لأنه يعبر عن التلازم بين الانكسار والضياع

..هل صحيح أن الجزائر صارت أبعد عنا، في حين أصبحت إسرائيل أقرب إلينا؟

أدري أن السؤال ما كان ينبغي له أن يرد على البال أصلا، حيث يفترض أن تكون إجابته محسومة سلفا، لكنه بات واردا في زمن الانكسار، وغدا تجاهله نوعا من دفن الرؤوس في الرمال.

طرح السؤال له خلفيته التي تبرره. ذلك أن الصحف المصرية كانت قد نشرت كلاما للاعب الأهلي والمنتخب الوطني محمد أبوتريكة، أبدى فيها استعدادا وترحيبا بالسفر إلى الجزائر ومشاركة شعبها احتفاله بالتأهل لمونديال جنوب أفريقيا.

وحسبما ذكرت صحيفة «الدستور» (في 16 مايو الجاري) فإن أبوتريكة في توضيحه لموقفه قال إن هذا هو الوقت المناسب لإزالة الاحتقان بين الشعبين، على خلفية الأحداث التي خلفتها المباراة الشهيرة.

وأضاف أنه ليس من المنطقي السكوت عن الجفاء الذي حدث جراء تلك المباراة، لأن ما بين مصر والجزائر أكبر من أي خلاف بسبب مباراة في كرة القدم، خاصة أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه، كما أن مطالبة كل طرف للآخر بالاعتذار أمر غير مقبول، لأن ما بين الإخوة من روابط في الدين والدم أكبر من أي اعتذار، وخيرهما من يبدأ بالسلام.

هذا الكلام الرصين في الخبر المنشور استُقبل بغضب شديد من جانب أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الوطني، وكانت الحجة في ذلك أن أبوتريكة كان أحد شهود العيان لما حدث في السودان وفي أنجولا، كما أنه على علم بالتصريحات المسيئة التي صدرت عن لاعبي المنتخب الجزائري وتناقلتها وسائل الإعلام، واستهدفت المدير الفني للمنتخب المصري.

فهمنا في الكلام المنشور أن مدير المنتخب أغضبته تصريحات أبوتريكة، وكذلك المدرب العام للمنتخب، الذي قال إن طبيعة العلاقات الطيبة القائمة بين الجهاز الفني واللاعبين تفرض على كل واحد من الأخيرين أن يرجع إلى الجهاز للحفاظ على صورته ووحدته قبل الإقدام على خطوة من ذلك القبيل تمس المنتخب الوطني ككل، مضيفا أن كلام أبوتريكة عبر عن وجهة نظره الشخصية، باعتباره لاعبا في صفوف النادي الأهلي، قبل أن يكون لاعبا في المنتخب الوطني.

المشهد إذا صحّت وقائعه يضعنا أمام مفارقتين، الأولى أن أبوتريكة تبنى موقفا أرقى وأكثر مسؤولية مما عبر عنه الجهاز الفني، فقد تصرّف اللاعب باعتباره مواطنا عربيا سويا في مصر الكبيرة التي تحتوي الأشقاء وترتفع لأجلهم فوق الجراح، أما مسؤولو الجهاز الفني فقد تصرفوا كأعضاء في قبيلة منكفئة على مراراتها ولا يعنيها إلا الثأر لما أصابها.

المفارقة الثانية والأهم أن رئيس الجهاز الفني الذي غضب بشدة من ترحيب أبوتريكة بالذهاب إلى الجزائر لمشاركة الأشقاء هناك فرحتهم، هو ذاته الذي وافق على سفر المنتخب المصري إلى رام الله، لكي يلعب مع نظيره الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي وبرعاية من الأعداء.

صحيح أن المباراة أُجّلت لكن الفكرة لم تُلغَ، لأن موعدا جديدا تحدد لها. ومع ذلك فإن المفارقة تثير السؤال الذي ألقيته في بداية الكلام، حول ابتعادنا عن الجزائر واقترابنا من إسرائيل.

إذا دققنا في المشهد، فسنجد أن المفارقة ليست مقصورة على الجهاز الفني للمنتخب، ولكنها انعكاس لمدى التشوّه الذي أصاب الإدراك في بعض الدوائر بمصر. وهو التشوه الذي أسهمت فيه مواقف سياسية عدة أثارت قدرا غير قليل من الحيرة واللغط،

من ذلك اهتمام مصر بإقامة السور الفولاذي الذي يحكم الحصار حول غزة ويطمئن إسرائيل ويؤمنها بأكثر من اهتمامها ببناء بيوت ضحايا السيول في سيناء أو توفير احتياجات المحاصرين في القطاع.

إن أسئلة زمن الانكسار كثيرة، لكن أخطرها ذلك الذي لا يميز بين العدو وبين الصديق أو الشقيق، لأنه يعبر عن التلازم بين الانكسار والضياع.


اليورو يترنح والنفط يتراجع مجددا



اليورو الاوروبي المنافس الوحيد للدولار الأميركي.. كلاكيت ثاني مرة




وكالات
تاريخ النشر: 2010/05/19


على شاكلة ما حدث لليورو تقريبا في تعاملات الثلاثاء عاودت أسعار النفط الارتفاع قبل أن تعود مجددا للانخفاض دون مستوى 70 دولارا للبرميل

تراجع اليورو الثلاثاء إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار الأميركي منذ أربع سنوات، رغم تصريحات أوروبية مطمئنة ورغم تحويل أول دفعة من قروض الإنقاذ لليونان. وفي الوقت نفسه عاودت أسعار النفط الانخفاض بعد انتعاش طفيف استمر ساعات قليلة.
وبحلول السابعة من مساء الثلاثاء بالتوقيت العالمي هبط سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة مقابل الدولار خلال التعاملات في نيويورك إلى 1.2161 دولار وهو أدنى مستوى له منذ السابع عشر من نيسان 2006


وكان سعر صرف اليورو قد تراجع مؤخرا إلى أدنى مستوى منذ الثامن والعشرين من أتشرين الثاني 2008.

وقبل ساعات من هذا الهبوط كان اليورو شهد بعض الانتعاش خلال التعاملات الأوروبية، وتحديدا في لندن إذ تم تداوله مقابل 1.2403 دولار.

وانخفضت قيمة اليورو مجددا رغم اتفاق وزراء مالية دول مجموعة اليورو الست عشرة خلال اجتماعهم في بروكسل على تشديد القيود على صناديق التحوط الذي يبلغ مجموع استثماراتها تريليون دولار تجنبا لأزمات مالية جديدة.

كما أن انخفاضه بهذه الصورة حدث رغم تأكيد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رامبوي صلابة العملة الأوروبية الموحدة ورغم صرف المفوضية الأوروبية دفعة أولى بقيمة 18 مليار دولار تقريبا من القروض المقررة لليونان والتي تقارب 140 مليار دولار.

تراجع بعد ارتفاع

وعلى شاكلة ما حدث لليورو تقريبا في تعاملات الثلاثاء عاودت أسعار النفط الارتفاع قبل أن تعود مجددا للانخفاض دون مستوى 70 دولارا للبرميل.

فخلال التعاملات الأوروبية ظهر الثلاثاء, ارتفع سعر عقود الخام الأميركي الخفيف بنحو دولارين إلى ما يقرب من 72 دولارا للبرميل كما ارتفع سعر عقود خام القياس الأوروبي (مزيج برنت) بأكثر من دولار فوق 76 دولارا.

بيد أن سعر الخام الأميركي انخفض مجددا قبل ساعات من انتهاء التعاملات في بورصة نايمكس التجارية بنيويورك إلى ما دون 69.5 دولارا.

وهذا السعر هو الأدنى لبرميل النفط منذ التاسع والعشرين من أيلول 2009.

وكان سعر برميل الخام الأميركي قد انخفض الاثنين الماضي دون 70 دولارا للمرة الأولى منذ سبعة أشهر، متأثرا بجملة عوامل منها الانخفاض الحاد لليورو بسبب أزمة الديون الأوروبية وارتفاع المخزون الأميركي.

وفسر محللون التراجع الجديد لأسعار النفط بالمخاوف القائمة بشأن أزمة الديون في منطقة اليورو والتراجع الحاد لقيمة (العملة الأوروبية. وبات تراجع أسعار النفط يثير قلقا داخل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك

Sunday, May 16, 2010

امراء الكويت في لبنان

قصر الأمير في لبنان "يحنّ" لأيام العزّ ويتطلّع إلى "نفض" الغبار عنه
قصر الشيخ مبارك الصباح

قصر الشيخ علي الصباح

قصر الأمير الراحل الشيخ سالم الصباح في عالية


نقلاً عن جريدة الراي الكويتية
بيروت - من هلا داغر

... مسكوناً بالحنين، يستعيد شريط ذكريات من دفتر الماضي «الذهبي» للبنان والحضور الكويتي فيه.
هكذا بدا «مثلث العزّ» في صوفر وبحمدون وعاليه عشية وصول سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى لبنان بعد غد الثلاثاء في زيارة تشكل «جسر عبور» بين الأمس واليوم.
«عاصمة الكويتيين» في الجبل، كانت امس عيناً على «الحبايب» الذين تستعدّ لاستقبالهم كما في كل صيف، وعيناً أخرى على «أمير الضيوف» الذي سيحلّ في ربوع لبنان ليومين في «مسك ختام» جولته العربية.
«الراي» عاينت «ديوانية» الكويتيين الجبلية، اي صوفر وبحمدون وعاليه، مع تحضّر بيروت لاستقبال سمو الأمير، وقصدت بيوته التي تشهد على العلاقة «الحميمة» التي ربطته بتلك المنطقة لا سيما رويسات صوفر وعاليه.
في هذه المناطق كانت لأمراء الكويت وشيوخها ومواطنيها قبل اندلاع الحرب اللبنانية العام 1975 قصور وفيلات وبيوت وفنادق ومحال تجارية. بعضها جرى ترميمه والبعض الآخر ما زال ينتظر ان يبلسم «جراحه»، رغم مرور اعوام على وضع الحرب أوزارها، وعلى عودة عجلة الحياة إلى طبيعتها.
في رويسات صوفر، وعلى تلة جميلة تطلّ على بيروت، يربض قصر سمو الأمير الذي بني في الستينات حين كان وزيراً للخارجية، وكان لا يترك صيفاً إلا ويمضيه فيه مع عائلته. في تلك الأيام، كان لبنان في أوج عمرانه ونهضته وازدهاره. وكانت مناطق اصطيافه مركز استقطاب للكويتيين الذين كان لهم دور في هذه الحركة العمرانية، فبنوا القصور والمنازل والفنادق وساهموا في تحريك العجلة الاقتصادية.
وحين اندلعت الحرب، غادر سمو الأمير قصره بسبب الظروف. يومها، اصابت القذائف جدرانه وألحقت به الأضرار، وفقد حرارة أهله لسنوات طويلة.
لا يزال القصر قائماً على أرض تبلغ مساحتها 36 ألف متر مربع هي اليوم متروكة ومسيّجة بشريط من الاشواك ينتظر من يزيله ويعيد إلى الدار روحها وحياتها. وقد علمت «الراي» من الرئيس السابق لبلدية مجدل بعنا نبيل عبد الخالق أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان قد أخذ على عاتقه ترميم القصر، إلا أن اغتياله ادى الى طي المشروع.
وأفاد عبد الخالق أن مسؤولين زاروا موقع القصر اخيراً بتكليف من سمو الامير وجرى الحديث عن مشروع يرمي إلى هدم القصر الذي لم يعد صالحاً للسكن، وبناء 18 فيلا على أرضه. وفي رأيه انها «خطوة ممتازة» لأنها تعيد الحياة إلى هذه الأملاك وربما تجعل أمير الكويت يتخذ من لبنان مصيفاً على غرار الأيّام الخوالي.
وفي مكان آخر في عاليه، بناء للأمير الراحل سالم الصباح ألحقت به الحرب أضراراً بالغة. انه منزل مبني من الحجر، لكنه اليوم مهجور نبتت الأعشاب في أرجائه. وفي أماكن أخرى في هذه البلدة، وفي صوفر ورويسات صوفر، قصور لشيوخ كويتيين لم يوفرها الدمار وما زالت تنتظر من يزيل عنها الرماد والغبار ويبعث فيها الحياة.
من هذه القصور قصران للشقيقين الشيخ مبارك الصباح والشيخ علي الصباح يقومان على تلة جميلة في رويسات مجدل بعنا تشرف على بحمدون وعاليه.
السيدة كمال عبد الخالق زوجة الراحل توفيق فارس عبد الخالق شهدت الأيام الجميلة ما قبل الحرب حين كان زوجها حارساً لقصر الشيخ مبارك الصباح، ما زالت تعيش وابنتها في منزل صغير بجانب هذين القصرين تكمل المهمة التي كان زوجها يؤديها. وتقول: «في الستينات، على ما أذكر، بنى الشقيقان مبارك وعلي الصباح هذين القصرين اللذين تحوط بهما أراض شاسعة. في تلك المرحلة، لم يكن أحد قد شيد أبنية وقصوراً في هذا المكان. كانا وأفراد عائلتيهما لا يتركون صيفاً إلا ويمضونه هنا. كانوا يقيمون السهرات وحفلات العشاء الكبيرة وكان القصران مفعمين بالحياة. الحرب اللئيمة جعلتهما مهجورين بعدما تضررا كثيراً بسبب القذائف التي اصابتهما، وانقطعت زيارات مالكيهما باستثناء اطلالات تفقدية سريعة كان ابناء الشيخ مبارك يقومون بها على قصر والدهم الذي، كما علمت، توفي قبل 15 عاماً. أما والدتهم الشيخة منيرة الصباح، فلم أرها منذ ثمانية اعوام بعدما كانت هي بدورها تتفقد القصر. لا بد أنها أصبحت عجوزاً مثلي».
«ضيعة الكويتيين»
من رويسات مجدل بعنا، أكملنا جولتنا إلى بحمدون «ضيعة الكويتيين» كما يسميها ابناؤها. إلى ايام العز عادت، وفي كل صيف تنتظر مجيء «أهلها الخليجيين عموماً، والكويتيين خصوصاً» كما يقول رئيس بلديتها أسطا أبو رجيلي. فالصيف في رأيه هو «الموسم بامتياز، لأن البلدة تتحول فيه خلية نحل لا تهدأ ليل نهار في وجود إخوتنا العرب». ويؤكد ان «الكويتيين لم يتأخروا في ترميم قصورهم التي تضررت خلال الحرب وباتوا يأتون في كل صيف لتمضية عطلاتهم فيها».
«بحمدون كانت ولا تزال قبلة الخليجيين ومحجتهم. وتستعد اليوم للموسم بكل ما أوتيت من طاقة»، على قول أبو رجيلي الذي يتدارك أن «الفنادق التي كانت تنشط فيها قبل الحرب ما زال معظمها مغلقاً من دون ان يتم ترميمه. ومنها فندق «امباسادور» الذي اكتسب شهرة كبيرة قبل اندلاع حرب العام 1975».
ويتابع: «كان فندق سان جورج في بيروت في المرتبة الأولى، وكان «امباسادور» في المرتبة نفسها في مناطق الاصطياف خصوصاً في بحمدون. في العام 1948 كان على من يريد حضور حفلة في هذا الفندق أن يرتدي بزة رسمية وفستان سهرة طويلاً، بمعنى أنه كان على قدر كبير من الرقي، وكان الفنانون الكبار أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب يرتادونه. والمؤسف ان ملاكه الكويتيين لم يتخذوا بعد قراراً بترميمه».
ويتباهى أبو رجيلي بأن كل شخص يفد إلى لبنان لا سيما من دول الخليج، لا بد من أن يقصد بحمدون وعاليه وصوفر، ويقول: «الحضور الى لبنان من دون زيارة بحمدون غير مقبول. وما يدفع الكويتيين إلى المجيء إلى بحمدون أسباب عدة، أولها سوقها المميزة والفريدة، وثانيها الجو العائلي بامتياز في ظل ما يمر به العالم من مشاكل اجتماعية وأخلاقية، وثالثها عين البلدية الساهرة على أمن هذه العائلات وسلامتها، والمحافظة على الجو البيئي النظيف الملائم لها، فضلاً عن موقع بحمدون الجغرافي القريب من بيروت ومناخها الجميل». ويضيف أن بحمدون «هي ديوانية الكويتيين ذلك أن من يصطاف من هؤلاء في القرى المجاورة يقصدها ليلياً لأنها تتضمن كل مستلزمات التسلية والترفيه لكل الأعمار».
ويسجل أبو رجيلي من جهة أخرى عتباً على الكويتيين ويقول: «هؤلاء يملكون 60 في المئة من المحال التجارية في بحمدون، لكن معظمها مهمل ومغلق وغير مستثمر. وهذا يعوق الحركة التجارية في البلدة خصوصاً في موسم الصيف. كلامي هذا هو من باب غيرتي على بحمدون وشكري للمستثمرين الذي ضحوا بمالهم من أجل ترميم فنادقهم ومؤسساتهم لأنهم يحبون بلدنا. من هنا عتبي على الذين ما زالوا غير مبالين بترميم فنادقهم التي ما زالت مغلقة منذ 20 سنة. ففي حال عملوا على ترميمها ستوفر عدداً كبيراً من الغرف التي تلبي الطلب الكثيف الذي نشهده في كل موسم اصطياف. من هنا، لا يمكن انتظار 20 سنة أخرى لتصحيح أوضاع هذه الفنادق، لأننا في أمس الحاجة إلى غرفها وإلى المحال التجارية».
من هذه الفنادق التي يملكها الكويتيون ولا تزال مغلقة وغير مرممة «لا مارتين» لآل العنجري و«امباسادور» لآل الصباح و«فندق الساحة» لآل المساعيد، وأخرى. في المقابل، كان الشيخ ناصر الخرافي سباقاً الى ترميم فندق «فور بوينتس»، ومثله فندق «السفير».
يتمنى رئيس البلدية أن يولي أصحاب هذه الأملاك اهتماماً بترميمها «من أجل تصحيح الوضع السياحي وكي لا تبقى عشرون سنة أخرى في حال إهمال»، ويضيف «ندرك أن المستثمر الكويتي في بحمدون يريد أن ينهض بهذه المنطقة، وندرك أنه شريك لنا في نهضتها. لذا، نريده أن يكون شريكاً ناجحاً على غرار كثيرين ممن رمموا بيوتهم وقصورهم ومحالهم وفنادقهم. من هنا، نتمنى على الإخوة الكويتيين الذين يريدون الاستثمار في بلدتنا أن يكونوا منها ولها، ويعملوا على إنهاضها من أجل مصلحتنا ومصلحتهم».
ولمناسبة زيارة سمو الامير صباح الأحمد أبدى أبو رجيلي «كل الترحيب به في بلده الثاني لبنان»، وقال «أتمنى أن يزور بحمدون التي هي بمثابة «الكويت الصيفية» كما يسميها إخواننا الكويتيون. فنحن نعرف مدى محبته لهذه المنطقة وغيرته عليها. ونعرف أنه يحض دائماً مواطنيه على الاصطياف في ربوع لبنان. وأينما حلّوا، انهم ضيوفنا، لا بل انهم في بلدهم. خلال أغسطس يبدأ شهر رمضان المبارك، وندعوهم إلى تمضيته في لبنان، وبحمدون خصوصاً، لأننا أهلهم وهم أهلنا. نتمنى أن نتشارك وإياهم هذا الشهر الفضيل فنصوم معاً ونفطر معاً ونعيّد معاً. ونحن كبلدية سنقوم بكل ما يلزم لتوفير التسهيلات والسهر على راحتهم من أجل أن يكون رمضان شهراً مباركاً ومميزاً في بحمدون بالذات. نتمنى لسمو الأمير زيارة ناجحة للبنان وندعو له بطول العمر. وإذا كنا نتبادل هذه المحبة مع أهلنا الكويتيين، فلأن في الكويت جالية لبنانية كبيرة تلقى أفضل الرعاية والتقديمات والمعاملة. وما نقوم به هنا من أجل إخواننا الكويتيين ليس إلا نزراً يسيراً مما تقوم به دولة الكويت حيال أهلنا اللبنانيين فيها».