Tuesday, February 19, 2008

البويات.. فراشات في طريقهن إلى الهاوية

الكاتبة فجر السعيد في لقائها الصحفي مع إحدى الطالبات
من هذا المنبر الإعلامي، وفي ظل شعار "دع القلق وابدأ الحياة" نفتح المجال للأقلام الشابه
الكاتبة والأديبة الكويتية فجر السعيد في لقاء صحفي خاص ومسجل لـنشرة "الفنار" المدرسية
الفنار".. نشرة مدرسية تستحق الاشادة"


البويات".. ظاهرة قد يمة لكن لم يجرؤ المجتمع على مواجهتها

تُحمّل الدولة وأولياء الأمور المسؤولية وتأسف لما تراه الآن من تصرفات مشينة للفتيات

في الآونة الأخيرة ظهرت في مجتمعنا ظاهرة أثرت بالسلب عليه، لاسيما وأنها تتعلق ببنت الإسلام، "الفتاة" التي هي نصف المجتمع ومدرسة المستقبل كما قال عنها الشاعر أحمد شوقي "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراف" هذه الظاهرة التي يمكن وصفها بالشاذة، أخلت بالآداب الإسلامية، وهزت كيان المؤسسات التعليمية والتربوية فمن لها؟! إنها ظاهرة "البويات"، والتي حاولنا من خلال منبر "الفنار" أن نسلط الضوء عليها من خلال مجموعة من اللقاءات الصحفية فكان لقاؤنا هذا مع الكاتبة والأديبة فجر السعيد، التي استنكرت هذه الظاهرة وطالبت بالقضاء عليها ومن ثم استئصالها، ووضعت لذلك العلاج الذي تحتكر الأسرة وحدها تركيبته الكيميائية من خلال إتباع الأسلوب الأمثل في تربية أبنائها، وتنشأتهم حسب نوعهم سواء كانوا ذكوراً أم إناثا، كما طالبت الكاتبة السعيد بأن تستسلم الأسرة لقضاء الله فمن رزق الأنثى فليحمد الله ومن رزق الذكر فليشكر.
كما انتقدت بعض الأمهات اللواتي لم يرزقهن الله الولد فتعامل بناتها على أنهم ذكوراً، معتبرة أن هذه الأم قد قضت على أُنوثة بناتها ومن ثم دمرت حياتهم المستقبلية مع أزواجهن من دون أن تشعر بذلك فمن ينتبه؟!
وأسفت الكاتبة فجر السعيد على بعض التصرفات الشاذة التي تراها من بعض الفتيات "البويات" في طريقة تعاملهن مع مثيلاتهن من الإناث الصحيات وقالت: "رأيت بعيني مشاهدا في شاطئ المسيلة تقطعت لها كبدي فما عادت البنات تستحي وأسفا" كل ما قدمنا له وأمور أخرى مجملها في السطور التالية:

ظاهرة "البويات" في المجتمع الكويتي لاسيما أنه بات منبتها مدارس البنات الثانوية، كيف تنظرين إليها؟
هذه الظاهرة هي ليست وليدة اليوم وإنما هي ظاهرة موجودة منذ سبعينيات القرن الماضي ولكنه في السابق كانت الفتاة تخجل أن تقول أنها "بوية" لأن المجتمع سينظر إليها نظرة سيئة. وأما الآن فقد أصبح عاديا وطبيعيا أيضاً، أن تظهر، تجهر وتصارح الفتاة المجتمع بشخصيتها الذكورية؛ لأنها لاقت من زملائها والمقربين إليها الترحيب وعدم الإنكار سواء كان من الأهل أو المجتمع ككل فليس هناك من يجرأ وأن يصلحها ومن ثم يعيدها إلى طبيعتها الأنثوية.

الكاتبة فجر السعيد نريد أن نتعرف على رأيك في هذه الظاهرة كـ "أم" و "كاتبة"؟
الأم والكاتبة وجهان لعملة واحدة فالجميع أعضاء في المجتمع , ولكن أ}كد أن سبب تأزم المشكلة هي أننا لم نواجهها بحزم ومن ثم الإعلان عنها، ولكن كل ما فعلناه أننا استحيينا ودفنا رؤوسنا في الرمال مثل النعام" ونقول "ما عندنا شيء", وطالما أننا لم نواجه فلماذا نفتح المجال للحل والعلاج؟ فإذا واجهنا المشكلة من الممكن أن تتحرك الدولة والمجتمع لإيجاد سبل العلاج, وأيضاً من الممكن أن نلجأ إلى استشارة اختصاصيين اجتماعيين, فهذه الظاهرة تمثل خللا في المجتمع، ولكن ليس هناك من يصلح هذا الخلل!.

في اعتقادك، هل هي الظاهرة ناتجة عن سوء التنشئة الاجتماعية أو نفسية ؟
هي ظاهرة متشعبة, فلا يمكن أن نلقي بالمسؤولية على سبب واحد ونترك بقية العوامل الأخرى التي دفعت الفتاة إلى أن تتشبه بالرجال، وإذا كانت ظاهرة "البويات" نتاج حالة نفسية فهذا مرض، أما إذا كانت الحالة سببها التنشئة الاجتماعية السيئة، فأنا أرى أن الأسرة هي المسؤول الأول عن المشكلة , فأي خلل في الأبناء ناتج من الحالة الاجتماعية ومدى التقارب الذي يجمع الأب بالأم, ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "ينشأ المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" فالأسرة وحدة بناء المجتمع واللبنة الأولى في إصلاحه أو إفساده.

وهل هناك عوامل أخرى ساعدت في نشأة هذه الظاهرة ؟
المجتمع – الأسرة – أصدقاء السوء – البيئة المحيطة – وسائل الإعلام في إغفالها لطرح القضايا المجتمعية الحساسة.

ما تفسيرك لتصرفات (البويه) تجاه نفسها وتجاه المجتمع ؟
سوء تربيتها على هذا الوضع يمكن أن يولد لديها شعورا بالكراهية للآخرين تتجسد في
معاقبتها للمجتمع على تجاهله لها، كذلك هي ترى أن أبويها هما السبب فيما آلت إليه شخصيتها فتحاول أن تنتقم منهما في صورة عنادها الدائم في البيت وتعاملها مع أفراد الأسرة بخشونة زائدة وكأنها رجل فتضرب هذا وتشتم ذاك وهكذا
في النهاية استطيع أن أجزم بأن الأسرة هي السبب وليس للحالة هذه علاقة بالتكوين الفسيولوجي.

ما السبب الذي دفعك إلى كتابة مسلسل يتناول قضية البويه ؟
إن الذي دفعني إلى كتابة مسلسل "عديل الروح" حالات رأيتها من واقع المجتمع فشعرت بأنه من واجبي أن اطرح المشكلة لأنها تراكمت بشكل مرعب, وأصبحت الفتيات تتباهى بها في مجاهرة وعلنية.

وما الجوانب التي تعرضتي لها في كتابتك عن هذه الظاهرة؟
أنا تكلمت عن مجموعة مؤسسات تخص هذه الظاهرة وطرحت المشكلة والحلول,بحيث حاولت من خلال تحريك مشاعرها الأنثوية أني أبعد هذه النوعية من الفتيات عن شخصية "البوية", وعرضت أيضا الحل في تغيير الملبس وطريق التعامل مع أدوات الماكياج...
مثلا: نحن نرى الآن أن الأم تحاسب ابنتها على التنورة والماكياج ولكن لا تحاسبها على "البنطلون" و"التي شيرت" الذي يظهرها في شكل "الولد"..
فمن وجهة نظري أرى أن تسليط الضوء في مسلسل"عديل الروح" على هذه المشكلة لكي ينتبه الآباء و الأمهات لأبنائهم, وليس كما يرى البعض بأني أوجد المشكلة أو أحاول إحيائها! لا، لأنها من الأساس موجودة ولكن إنكارنا لها هو الخطأ الذي جعلها تتضاعف.

ما دورك ككاتبة مشهورة في محاولة إصلاح هذه الظاهرة ؟
دوري هو التنبيه ودق أجراس الخطر كي ينتبه أفراد المجتمع، كما أن دوري ليس إصلاحيا بمعناه الشامل فهناك عناصر أخرى يجب أن تتحد لتكمل بعضها كالطبيب والاختصاصي الاجتماعي والنفسي والمدرسة في المدرسة وقبل كل هؤلاء الآباء والأمهات.

هل يوجد أسلوب معين للتعامل مع هذه الفئة من وجهة نظرك ؟
أسلوب التعامل مع هذه الفئة هو الاحتضان والاهتمام, والأهم عدم العقاب والتجريح لأنه يزيد المشكلة ولا يعالجها.

هل صادفك مثل هذه الحالات ؟ وما كانت ردة فعلك تجاههن؟
أغلب الحالات التي رأيتها و مرت عليّ كان لها علاقة بمشاكل أسرية : ( الأب مطلق الأم أو أن الأب والأم على خلافات قوية مع بعضهما وهكذا..) .. وفي إحدى الحالات التي صادفتها كانت الأم فيها فخورة أن ابنتها "بوية" وكانت تقول أن عندها بس ست بنات وفرحانة أن ابنتها تتحمل المسئولية, والذي أدهشني واستغربت له كثير أنها كانت تناديها "بوجاسم" !! من دون أن تعلم أنها دمرتها.
ولكن إذا كانت المسؤولة عن إصلاح المجتمع في وزارة التربية تقول إن المشكلة غير موجودة وإنما هذا "ستايل" فإذا كان هذا رد المسؤولة فماذا يكون ردنا نحن؟!

ومن كذلك يشار إليه بأصابع الاتهام في هذه المشكلة ؟
الدولة هي المسؤولة عن توجيه المجتمع, فالبنت والابن هم أبناء الدولة، فبدلا من أن تنشغل في قضايا الرواتب وغيرها عليها أن تهتم بأبنائها أولا لأنهم أساس بناء المجتمع، لاسيما وأن الكويت لا تملك إلا أفرادا تعتمد عليهم في بناء دولتهم.
وأيضا ظهر دور الدولة بشكل واضح وجليّ في مناداة البعض بمشروع قانون يطالب مجلس الأمة بوضع قانون يعاقب الآباء على تجاهلهما الأبناء.

هل يمكن أن ينحرف الأبناء إذا كانت تنشأتهم؟
إذا كان أساس التربية على النهج الديني والإصلاحي والمراقبة الصحيحة فلا يمكن أبدا أن ينحرفوا أينما كانوا.

كلمة أخيره توجهينها لهذه الفئة "البويات"، ولأهلهن؟
على الفتيات مصارحة الأهل لأن الصراحة تكون وسيلة للقضاء على أي مشكلة قبل وقوعها، كما أقول إن الواجب على الأهل أن يحتضنوا بناتهن ولا يعطونهن فرصة للإنحراف نحو الهاوية.

1 comment:

Yasser Hussein said...

موضوع جميل والصور والفيديو أيضا
ولكن مصطلح البويات غير معروف لدى كل المجتمعات فعلى سبيل المثال في مصر قد يعتقد القاريء أن كلمة بويات هي جمع كلمة بوية أي طلاء
فالرجاء شرح مفهوم كلمة بويات باللغة العربية المعروفة للجميع

خالص تحياتي