الدراما التركية" ..علمانية في غياب العدالة "
مهند" و"يحيي"..رجال بلا كرامة"
هذه هي الحلقة الرابعة لمقال مسلسل كتبه الزميل الصحفي زكريا منتصر ونشرته صحيفة "رؤية" الكويتية وكنت لم انتبه إلى المقال الذي كان عنوانه "عطش لا إلى الماء!!!" لولا أن أخبرني به صاحبه فتجمعني بالاستاذ زكريا زمالة وصداقة وقد أحببت نشر الجزء الأخير في مقاله بمدونتي ليطلع عليه من يطلع وليبدي كل رأيه حسب فكره وقناعته...
عطش لا إلى الماء!!! 4- 4
عطش لا إلى الماء!!! 4- 4
مهند ونور
حين استسلمت لحديث الذكرى لم يكن الموضوع الذي حرّك فيّ قطار التذكر لينطلق متقهقرا إلى الوراء قد غاب عني، فكأنه الأصل وحديث الذكريات فرع عنه، ولكني أحسست، بوجه من الوجوه، بأن حديث الذكريات أصل ينبغي ان أنطلق منه في حديثي مع صاحبي المبهور بالمسلسلات التركية.. قلت له: كيف حالك مع الدراما التركية؟ قال إنها سحر يأخذك من دنياك، وقد ذكرت لك قبلُ أنه يأخذك ممن حولك! قلت: لاشك في أننا نعاني في مجتمعاتنا أنيميا حادة في المشاعر وفي الرومانسية، ولكن لا تظن أن المجتمعات الغربية تمتلك شيئا منهما، وأنها كما يصورونها، إنها مجتمعات مادية مفككة، وقد زادت الحرية العاطفية التي يمارسونها من تفككهم، فليست الزوجات مقصورات على أزواجهن فحسب من حيث عاطفة الحب والانجذاب، وليس الرجال كذلك. قال صاحبي: دع عنك الغرب، فإن تركيا مجتمع مسلم قريبةٌ عاداته وتقاليده من تقاليد مجتمعاتنا وعاداتها. قلت: لست من أنصار نظرية المؤامرة، ولم أشاهد شيئا من المسلسل كما أخبرتك، ولكني لست أشك في أنك في عمى عن بعض السم المدسوس في هذه الدراما، ألا ترى أنه في بعض شأنه يدعو إلى الزنى وإلى التبرج والسفور وإظهار المفاتن لغير الزوج والصداقات بين الرجال والنساء، وكذلك يدعو الآباء والأمهات الى إعطاء أبنائهم وبناتهم الحرية المطلقة في إقامة العلاقات العاطفية كما يسمونها؟ حتى إنني قرأت أن بطلة المسلسل حملت سفاحا، فتقبلت ذلك الأمرَ أمُّها بصدر رحب، ولمَِ لا وقد حدث لها في شبابها ما يحدث لابنتها الآن! وقرأت كذلك أن امرأة حملت من رجل ومن أبيه، في تسلسل أحداث يبدو منطقيا ولا يثير عند المشاهد أي غضاضة! قال: كأنك تشاهد المسلسل وتتابعه، قلت: لا ولكن ماذا عسى أن يحمل إلينا مسلسل أتى من بيئة علمانية تقول إن الدين لا مكان له إلا في المسجد، فليكن حظ الله منك في المسجد فقط، فإذا أنت خرجت من المسجد فقد خرجت إلى دنيا ليس إلهها الله –حاشاه سبحانه- بل على مائها ينصب الشيطان عرشه فيقول للناس: اشكروا لي ولا تكفرون، ولا جرم أني غافرٌ لكم هذه الدقائق التي تقضونها في المسجد؛ إذ هي من اللمم، ولولا تقترفون هذا اللمم،
ثم تأتون إليّ تائبين لاستملت قوما غيركم يدخلون المسجد، ثم يأتونني فيستغفرون فأغفر لهم! وفي السياسة -كما قال الرافعي- محا ربة ا لمسا جد با لمرا قص ،ومحاربة الزوجات بالمومسات،
ومحاربة العقائد بأساتذة حرية الفكر، ومحاربة فنون القوة بفنون اللذة. حتى وإن قيل إن هذا المسلسل لا يصلح أن يكون دليلا على أنه صنع لينشر هذه المبادئ؛ لأنه كان لِيُعرضَ في المجتمع التركي لا العربي، ففي هذا قطع بأنه يتضمن المبادئ التي تسود ذلك المجتمع، وإن الفن في كل الدول يترسّم خطى الأغلبية، وإن تحدّث عن الأقلية فلِيُظهر شذوذها ويحفز الناس ضدها، وليس يجادل أحد في أن في المجتمع التركي فئة متمسكة بإسلامها ومبادئها لاتزال، ولكن شأن الفن كما قدمت لك. تدخل أحد أصحابنا في الحديث قائلا: ولكني أحسب ان المحرك لنشر هذا المسلسل في الوطن العربي هو الترويج للبيئة التركية كبيئة سياحية ساحرة، ألا تقرأ الأخبار التي تشير الى زيادة عدد السائحين إلى تركيا بسبب هذا المسلسل؟ كما أنه كذلك يهدف إلى تقريب تركيا من العالم العربي الذي ينظر إليها على أنها جزء من الغرب بثقافاته ومبادئه، حتى قيل إن هذا المسلسل نجح فيما فشل فيه الديبلوماسيون والسياسيون من محاولات التقريب والاندماج! قال آخر: أيا كانت الأسباب وراء نشر هذا المسلسل في العالم العربي، فإنه قد أحدث أثرا سيئا في بيوتنا ولاشك، فها هي الأخبار تُتناقل عن طلاقات وفسخ لزيجات وجرح لكرامات، فهذه أم تنتقص زوجها لأنه ليس في رومانسية" مهند"!!! ولا رجولة يحيى، وهذا آخر يجد أنه قد غُبن في زواجه إذ كان يستحق زوجة في جمال لميس ورقتها! قلت: إنني أشك في صحة هذه الأخبار، وقد قرأت أنها من باب الدعاية لهذا المسلسل، بدليل أن التي تنشر هذه الأخبار هي<<العربية نت>>، وهي تابعة للمجموعة الفضائية التي تعرض هذا المسلسل، ودليل آخر أن هناك أخبارا لا يتقبلها العقل، فهذه امرأة تبحث عن تلفاز في دار عزاء حتى لا يفوتها من المسلسل شيء! وهؤلاء ممرضات في مستشفى يغفلن عن مرضاهن من أجل عيون مهند! وهذه امرأة تقول أمام زوجها بكل بساطة إنها تتمنى لو تقضي ليلة واحدة في فراش مهند، فلا يجد زوجها -أمام وقاحتها- بداً من أن يطلقها! ألا يشبه ذلك ما يتم تسريبه من شائعات تطول بعض المطربين والمطربات حينما يقترب موعد نزول ألبوماتهم إلى السوق؟! حتى إن افترضنا صحة هذه الأخبار فإن البيوت الهشة التي تتخرب من مسلسل تلفزيوني، أرى من الأفضل ألا تستمر، بل كان يجب ألا تقوم لها قائمة أصلا. قال أحدنا: إن المشكلة أننا أصبحنا أسرى ما نشاهد وما نقرأ، ولكنه زوبعة وستنقشع، ألا تذكرون<<تيتانيك >>، وما أحدثه؟! إنها مرحلة وستمر، قلت: كم أتمنى.. ونسأل الله السلامة
ثم تأتون إليّ تائبين لاستملت قوما غيركم يدخلون المسجد، ثم يأتونني فيستغفرون فأغفر لهم! وفي السياسة -كما قال الرافعي- محا ربة ا لمسا جد با لمرا قص ،ومحاربة الزوجات بالمومسات،
ومحاربة العقائد بأساتذة حرية الفكر، ومحاربة فنون القوة بفنون اللذة. حتى وإن قيل إن هذا المسلسل لا يصلح أن يكون دليلا على أنه صنع لينشر هذه المبادئ؛ لأنه كان لِيُعرضَ في المجتمع التركي لا العربي، ففي هذا قطع بأنه يتضمن المبادئ التي تسود ذلك المجتمع، وإن الفن في كل الدول يترسّم خطى الأغلبية، وإن تحدّث عن الأقلية فلِيُظهر شذوذها ويحفز الناس ضدها، وليس يجادل أحد في أن في المجتمع التركي فئة متمسكة بإسلامها ومبادئها لاتزال، ولكن شأن الفن كما قدمت لك. تدخل أحد أصحابنا في الحديث قائلا: ولكني أحسب ان المحرك لنشر هذا المسلسل في الوطن العربي هو الترويج للبيئة التركية كبيئة سياحية ساحرة، ألا تقرأ الأخبار التي تشير الى زيادة عدد السائحين إلى تركيا بسبب هذا المسلسل؟ كما أنه كذلك يهدف إلى تقريب تركيا من العالم العربي الذي ينظر إليها على أنها جزء من الغرب بثقافاته ومبادئه، حتى قيل إن هذا المسلسل نجح فيما فشل فيه الديبلوماسيون والسياسيون من محاولات التقريب والاندماج! قال آخر: أيا كانت الأسباب وراء نشر هذا المسلسل في العالم العربي، فإنه قد أحدث أثرا سيئا في بيوتنا ولاشك، فها هي الأخبار تُتناقل عن طلاقات وفسخ لزيجات وجرح لكرامات، فهذه أم تنتقص زوجها لأنه ليس في رومانسية" مهند"!!! ولا رجولة يحيى، وهذا آخر يجد أنه قد غُبن في زواجه إذ كان يستحق زوجة في جمال لميس ورقتها! قلت: إنني أشك في صحة هذه الأخبار، وقد قرأت أنها من باب الدعاية لهذا المسلسل، بدليل أن التي تنشر هذه الأخبار هي<<العربية نت>>، وهي تابعة للمجموعة الفضائية التي تعرض هذا المسلسل، ودليل آخر أن هناك أخبارا لا يتقبلها العقل، فهذه امرأة تبحث عن تلفاز في دار عزاء حتى لا يفوتها من المسلسل شيء! وهؤلاء ممرضات في مستشفى يغفلن عن مرضاهن من أجل عيون مهند! وهذه امرأة تقول أمام زوجها بكل بساطة إنها تتمنى لو تقضي ليلة واحدة في فراش مهند، فلا يجد زوجها -أمام وقاحتها- بداً من أن يطلقها! ألا يشبه ذلك ما يتم تسريبه من شائعات تطول بعض المطربين والمطربات حينما يقترب موعد نزول ألبوماتهم إلى السوق؟! حتى إن افترضنا صحة هذه الأخبار فإن البيوت الهشة التي تتخرب من مسلسل تلفزيوني، أرى من الأفضل ألا تستمر، بل كان يجب ألا تقوم لها قائمة أصلا. قال أحدنا: إن المشكلة أننا أصبحنا أسرى ما نشاهد وما نقرأ، ولكنه زوبعة وستنقشع، ألا تذكرون<<تيتانيك >>، وما أحدثه؟! إنها مرحلة وستمر، قلت: كم أتمنى.. ونسأل الله السلامة
No comments:
Post a Comment